أنا لستُ أحجية
قسَمـًا بِمَـنْ زانَ السَّما بِهلالِـه
وكسَى ابنَ يعقوبٍ رداءَ جَمالهِ
ما قد ذكرتُ حبيبتي في خَـلوةٍ
إلا وجادَ الجَّـفنُ في استهلالهِ
وأخالُ قيسا لو أتى من بعدنا
لعذلتُ من نسجوا على منواله
كم عاشقٍ قد مرًَ مُذ خُلقَ الورى
لم يبقَ منه سوى الرثاءُ لحاله
أنا إن ضممتُكِ في حروف قصيدتي
فالمسكُ أصلٌ من دماءِ غزالهِ
أنا لستُ سيِّدتي كتابًا مُبهمًا
يحتاجُ قاموسًا لفكِّ عقالهِ
أنا لستُ أحجيةً تعذَّرَ حلُّها
بلْ عاشقٌ والآهُ حرفُ مقالهِ
قولي لمن عني تساءلَ إنني
بين السِّطور أجبتُ عن تسآلهِ
هذا أنا أبدو وحرفي مائلا
كالدَّوحِ ممتشقا خطوطَ ظلالهِ
في رحلةٍ أبَــدًا يُقلبُ طرفَــهُ
معنى ومفردةٌ ونجمُ خيالهِ
متغـرِّبٌ ما أن يَحُطَّ رِحَـالَـهُ
إلاَّ وتَطلُبـُهُ خُطَـى تِـرحَالِـهِ
الصَّبر زادٌ , والسُّطورُ مطيةُ
والصمتُ وِردٌ , والحبيبُ ببالهِ
فليتَّقِ العذَّالُ من كتبَ الهوى
في قلبِ ولهان , وفي أحوالهِ
كم عاشق أرداهُ إلفٌ مرَّةً
ويموت ألـفـًـا من لظىَ عذالهِ
فالقلب سيِّدتي لديك أمانةٌ
لك في اليمين هوىً كما بشمالهِ
ولئن تّـقَوَّلَ حاسِدوكِ فويحُهم
من ذا المسائلُ سيدا في مالهِ ؟
هذا أنا سفرٌ فإن عنَّ الهوى
لك فاقرئي العبراتِ حين وصالهِ !
شعر / جمال زيادة
حقوق الملكية والنشر محفوظة للشاعر