يعتبر علم الصرف واحد من أهم علوم اللغة العربية القديم والمعاصر، سمّاه بعض العلماء علم التصريف، فقد أيّد هذا المصطلح إبن مالك الذي توفي في عام 672هـ، لإعتباره الأصل في التسمية والتصريف لكلمة مختصرة ،وشاع اللفظ بين علماء اللغة المتقدمون منهم الفراهيدي في عام (175هـ)، وسيبوبه عام(180هـ)، فكانا لا يؤكدان على إصطلاح (التصريف) أو (الصرف) ،وذلك بسبب أن مسائل الصرف كانت في تداخل مع علم النحو، يُعرّف علم الصرف بإلاصطلاح: أنه علم بالقواعد والأصول التي تُعرف بها أحوال الكلمة المُفردة وبنيّتها الغيّر بناءّة أو إعرابيّة.
أهمية علم الصرف
- أهمية عِلم (الصرف) في صيانّة اللسان والقلم عن الوقوع بالخطأ أثناء صياغة الجمل والمفردات والنطق بها مثل نطق العرب.
- عِلم الصرف يختص بمعرفة القواعد الكُليّة وضوابطه الجامعة، التي تؤلف بين شتات اللغة، وتخفف الجهد والمشقة على الداّرس والباحث وتوفير المعاناة في البحث بالمعاجم.
- إهتم عِلم الصرف طريقة تحويل بُنيّة المعاني في كل من التكسير،التصغير،النسب،وأي ضاً في إسم الفاعل والمفعول وفي تأكيد وإسناد الأفعال إلى الضمائر،ودرجة طريقة التوّسع في طرق وأساليب اللغة العربية ،مثل تصريف كلمة (يَردُد ويَرُدّ) و (يُحبب ويحبّ) ووردوها في أوزان الشعر المختلفة.
- وضح عِلم الصرف طريقة التفريق بين أشكال الكلمات ومعانيها، والتمييز في أصول الكلمة أو الزيادّة في الدلاّلات اللفظيّة، مثال على ذلك كلمة (كَتَبَ) و (استكْتبَ) و (كَاتَبَ) ….. وما إلى ذلك.
علم الصرف
كانت الدراسات النحوية قديماً تضمّ النحو والصرف معًا، فقد جمع سيبويه في كتابه العلمين وقد دعم وجودهما لعدة عوامل هي:
- العامل الأول: هو لحفظ القران الكريم من التلحين الذي أخذ يظهر بعد دخول الإسلام شعوب غير عربية.
- العامل الثاني: لتعلّم وفهم النصوص القرآنية التي تعتبر المصدر الأول لمصادر التشريع.
- العامل الثالث : نشر وتعليم المسلمين الغير عرب والعجم لغة القران الكريم.
- العامل الرابع : إشاعة استعمال الأخطاء اللغوية على ألسنة الناس، فقد إعترض أبا الأسود الدؤلي على جملة سمعها من شخص: (سقطتْ عَصَاتي) فردّه نقول (عصاي) بإضافة ياء المتكلم للكلمة، ولأن كلمة (عصَا) لا تؤنّث بالتاء.
مصادر عِلم الصرف
هناك ثلاثة مصادر لإستنباط علم الصرف وهي:
- القرآن الكريم.
- السنة النبوية.
- الشعر و النثر و كلام العرب.
أهمية علم الصرف لمتكلم اللغة العربية
ترتكز أهمية عِلم الصرف بتحقيق أمرين أساسيين لمتكلم اللغة العربية وهما:
الدلالة المعنوية لعلم الصرف
يزود علم الصرف متُكلّم اللغة العربية بمجموعة من البِنْيات الإشتقاقية والقواعد الصرفية، فالصيغة أو البُنيّة المُستعمّلة للتعبير عن معنى معيّن مثل صيغة إسم الفاعل التي يعُبّر بها المتكلم عن قيامه بالفعل، وإسم المغعول الذي يُعبّر به عما وقع من فعل معين إلى أن يتم حصول المتكلم إلى دلالة ومعنى جديد، كلما تنقل من صيغة إلى صيغة أخرى بسبب وجود فروقات في الدلالات بين اشتقاقات اللغة العربية.
الدلالة اللفظيّة
من الوظائف المهمة لعلم الصرف عمله في تسهيل النطق لبعض الكلمات وتخفيف الثِّقْل الذي تحتويه،فقد تميزت اللغة العربية بخصائص متعدّدة ثبتّت من صمودها وإستمرارها على مرّ الزمن عن سائر اللغات التي إندثرت، تمثّلت هذه الميّزات بالتسهيل على المُتكلم نطق الكلمة،فعلم الصرف المسؤول عن هذه المهمة يعمل على قلب كل لفظ يحتوي صعوبة بنطقه بالتخلص من هذه الصعوبات، مثال( مَدَّ) أصلها مَدَدَ، عمل علم الصرف بها إدغاما للدالَيْن لتخفيف النطق.
وبالنظر إلى أهميّة عِلم الصرف نجد الإمام الزركشي في كتابه (البرهان في علوم القرآن) يقول ( العلم بالصرف أهمّ من معرفة النحو في تعرّف اللغة، لأن التصريف نَظَرٌ في ذات الكلمة والنحو نَظَرٌ في عوارضها، و هو من العلوم التي يحتاج إليها المُفسّر)، ونختم بالقول إنّ علم الصرف مطلب لجميع العاملين والباحثين باللغة العربية، لإعتباره ميزان العربية والحاجة إليه أكثر لتجنّب التلحين في كتاب الله و قراءته القراءة الصحيحة.