قد يقتلُ إنسانٌ إنسانا بآلة حادة او رصاصة , وقد يقتله بحجر , أو يتسبب في موته بسبب من الاسباب , كقصة هذا الوالد الذي يعترف بأنه كان سببا في وفاة ابنه ذي الثمانية عشر عاما.
يروي هذه القصة الحزينة أحد الثقاة الذين سمعوها من صاحبها مباشرة , حيث قال :
كنت في عزاء لإحدى الأسر ، وجلست أواسيهم وأصَبِّرهم وأدعو لميتهم بالرحمة والمغفرة.
فقام والد الميت ـ رحمه الله ـ وجلس بجانبي ، وأمسك بيدي، وقال: يا فلان : إن موت إبني كانت بسبب ظلم اقترفتُه قبل ثلاثين عاماً وما زلتُ أحصد عقوبته وويلاتِه ومصائبه إلى يومي هذا !.
فقبل 30 عاماً كنتُ في ريعان شبابي مزهوًّا بقوتي , وكانت معي سيارة، وكنت أختالُ ، وأسوقها بسرعة وأعمل حركات بهلوانية بها تصدر أصواتا وتثير غبارا شديدا , كل ذلك من أجل اللعب واللهو.
وذات يوم صادفتُ كلبة معها جِراؤها الصغار ، فقلت في نفسي : سأجرّب أن أصدم أحدها وأقتله ؛ لأرى مدى صياحها ونباحها ....
وبالفعل دهستُ أحدها فتناثرت دماؤه وأشلاؤه على أمه فرأيتها وهي تتألم وتعوي وتصيح، وأنا أطالعها وأضحك ! ومنذ ذلك الحين والمصائب تلاحقني دون انقطاع، وكان آخرها مقتل ابني ذي الـ ١٨ ربيعاً ليلة البارحة , وكان أحب وأغلى أبنائي إلى قلبي، وكان لتوه نجح في امتحان الثانوية "الباكلوريا" ومُقدِم على الجامعة، وكنت أرى فيه زهرة شبابي وجميع أحلامي.
ثم بكى بكاء شديدا حتى أشفقت عليه , وتابع حديثه قائلا : ليلة البارحة أوقفتُ سيارتي على جانب الطريق وأرسلت ابني يقطع الشارع ليصوِّر لي بعض الأوراق، ومن شدَّة حبي له وحرصي عليه نزلت بنفسي وتأكدت من خلو الشارع من السيارات , وقلت له: اعبر، فإذا بسيارة خاطفة كسرعة البرق تخطفه أمامي، حتى تناثرت دماؤه على ثوبي وأنا أطالعه وأبكي وأصيح , وحينها والله تذكرت الكلبة وما فعلتُه بولدها قبل ثلاثين عاماً !!!
القصة فيها عظة وعبرة
فإن الله ينتقم للمظلوم ولو كان حيواناً ولو بعد 100 عام....