اعمال يوم الغدير
(1) إجراء مراسم الأعياد من لبس الثّياب الفاخرة، والتّزيّن والتّطيّب والتّهاني وإظهار الفرح والسّرور وغير ذلك...فهو أعظم الأعياد وأفضلها... وإنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله أوصى أمير المؤمنين عليه السّلام أن يتّخذه عيداً... وقال الإمام الرّضا أنّه العيد الأكبر ويوم عيد آل محمّد صلوات الله عليهم.
(2) الصّوم: فيُستحبّ صومه استحباباً مؤكّداً شُكراً لله تعالى على ما أنعم فيه... وعن الحسن بن راشد أنّه قال للإمام الصّادق عليه السّلام : جُعلتُ فداك، وما ينبغي لنا أن نصنع فيه؟
قال عليه السّلام :" تصومه يا حسن، وتُكثر الصّلاة على محمّد وآل محمّد فيه، وتبرأ إلى الله ممّن ظلمهم" قال : فما لمن صامه ؟. قال عليه السّلام :" صيام ستّين شهراً ". وعن الإمام الصّادق عليه السّلام :" صوم يوم غدير خمّ كفّارة ستّين سنة ".
(3) عوذة تعوّذ بها النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم الغدير. قال السّيّد ابن طاووس في الإقبال : فتعوّذ بها أنت قبل شروعك في عمل اليوم المذكور، وهي: بسم الله الرّحمن الرّحيم، بسم الله خير الأسماء، بسم الله ربّ الآخرة والأولى وربِّ الأرضِ والسّماءِ الّذي لا يضرُّ معَ اسمِهِ كيدُ الأعداءِ، وبها تُدفَعُ كلُّ الأسواءِ، وبالقَسَمِ بها تكفي من استكفى. أللّهمّ أنتَ ربُّ كلِّ شيْءٍ وخالقُهُ، وبارئُ كلُّ مخلوقٍ ورازقُهُ، ومُحصي كلِّ شيءٍ وعالِمُهُ، وكافئُ كلِّ جبّارٍ وقاصِمُهُ، ومُعينُ كلِّ متوكّلٍ عليه وعاصِمُهُ، وبَرُّ كلِّ مخلوقٍ وراحِمُهُ، ليس لك ضِدٌّ فَيُعازَّكَ، ولا نِدٌّ فيُقاوِمَكَ، ولا شبيهٌ فيعادِلَكَ، تعاليتَ عن ذلك عُلُوّاً كبيراً. أللّهمّ بكَ اعتصمتُ واستقمتُ، وإليك توجّهتُ، وعليكَ اعتمدتُ، يا خيرَ عاصِمٍ، وأكرمَ راحمٍ، وأحكمَ حاكمٍ، وأعلمَ عالمٍ، مَنِ اعتصمَ بك عصمتًهُ، ومنِ استرحمك رحِمْتَهُ، ومَنِ استكفاكَ كفَيْتَهُ، ومَنْ توكّل عليكَ آمَنْتَهُ وهدَيْتَهُ سَمعاً لقولِكَ يا ربِّ وطاعةً لأمرِكَ، بأمرِكَ اللّهمّ أقول، وبتوفيقكَ أقول، وعلى كفايتِكَ أُعوّلُ، وبقدرتِكَ أطول، وبك أستكفي وأصول، فاكفني اللّهمّ وأنقذني وتولّني واعصمني وعافني، وامنعْ منّي، وخُذْ لي، وكُنْ لي بعينِك، ولا تكنْ عليَّ. أللّهمّ أنت ربّي، عليكَ توكّلتُ، وإليك أنَبْتُ، وإليك المصير، وأنت على كلّ شيءٍ قدير.
(4) الغسل في صدر النّهار، واستحبابه مؤكّد.
(5) أن يلبس أنظف الثّياب وأفخرها، ويتزيّن ويتطيّب.
(6) الدّعاء بعد الغسل ولبس أفخر الثّياب والتّزيّن والتّطيّب.
يقول : أللّهمّ إنّ هذا اليوم الّذي شرّفتنا به بولاية وليّك عليّ صلوات الله عليه، وجعلتَهُ أميرَ المؤمنين، وأمرتنا بموالاته، وأن نتمسّك بِما يُقرّبنا إليك، ويُزْلِفُنا لديك أمرُهُ ونهيُهُ، أللّهمّ قد قَبِلْنا أمرَك ونَهْيَك، وسمعْنا وأطعنا لنبيِّكَ، وسلّمنا ورَضِينا، فنحن مَوالي عليٍّ صلّى الله عليه وأولياؤه، كما أمرْتَ، نواليه ونعادي من يعاديه، ونبرأ مِمّن يبرأ منه، ونُبغضُ من أبغضه، ونُحبُّ مَنْ أحبّهُ، وعليٌّ صلّى الله عليه وآله مولانا كما قلِتَ، وإمامُنا بعد نبيِّنا صلّى الله عليه وآله كما أمرْتَ. فإذا كان وقت الزّوال، أخذت مجلسك بهدوء وسكون ووقار وهيبة وإخبات، وتقول: الحمدُ لله ربّ العالمين كما فضّلنا في دينه على مَنْ جَحَدَ وَعَنَدَ، وفى نعيم الدّنيا على كثيرٍ مِمّنْ عَمَدَ، وهدانا بمحمّدٍ نبيِّهِ صلّى اللهُ عليه وآله، وشرَّفنا بوصِيِّهِ وخليفتِهِ في حياته وبعد مماتِهِ، أميرِ المؤمنين صلّى الله عليه.
أللّهمّ إنّ محمّداً صلّى الله عليه وآله نبيّاً كما أمرْتَ، وعليّاً صلّى الله عليه مولانا كما أقَمْتَ، ونحن مواليهِ وأولياؤه. ثمّ تقوم وتصلّي شكراُ لله تعالى ركعتين، تقرأ في الأولى الحمد مرّة، وإنّا أنزلناه في ليلة القدر، وفي الثّانية الحمد وقل هو الله أحد، ثمّ تقنت وتركع، وتتمّ الصّلاة وتسلّم وتخرّ ساجداً، وتقول في سجودك: أللّهمّ إنّا إليك نُوَجِّهُ وجوهَنا في يوم عيدنا الّذي شرّفتنا فيه بولاية مولانا أمير المؤمنين عليِّ بنِ أبي طالبٍ صلّى اللهُ عليه، عليك نتوكّلُ، وبك نستعين في أمورِنا.
أللّهمّ لك سجدَتْ وجوهُنا وأشعارُنا وأبشارُنا وجلودُنا وعروقُنا وأعظُمُنا وأعصابُنا ولحومُنا ودماؤنا.
أللّهمّ إيّاك نعبدُ، ولك نخضعُ، ولك نسجدُ على ملّة إبراهيم ودينِ محمّدٍ وولايةِ عليٍّ صلواتك عليهم أجمعين حٌنفاءَ مسلمين، وما نحن من المشركين ولا من الجاحدين. أللّهمّ العن الجاحدين المعاندين المخالفين لأمرِكَ وأمْرِ رسولِك صلّى الله عليه وآله.
أللّهمّ العنِ المبغضينَ لهم لعناً كثيراً لا ينقطعُ أوّلُهُ ولا ينفَدُ آخرُه.
أللّهمّ صلّ على محمّد وآله، وثبّتنا على موالاتِك ومُوالاةِ رسولِكَ وآلِ رسولِكَ وموالاةِ أميرِ المؤمنين صلوات الله عليهم. أللّهمّ آتِنا في الدّني حسنةُ وفي الآخرةِ حسنةً وأحْسِنْ مُنقلَبَنا ومثوانا يا سيّدَنا ومولانا.
(7) زيارة أمير المؤمنين عليه السّلام.
(8) التّعبّد لله تعالى بأنواع العبادات من الصّلاة والدّعاء والذّكر وغيرها، والتّقرّب إليه بأعمال الخير.
قال الإمام الصّادق عليه السّلام :" إنّه ليوم صيام وقيام ".
قال الإمام الرّضا عليه السّلام :" إنّه يوم العبادة ".
(9) تغيير حاله وحال حاشيته في لباسهم وتجديد الأواني والرّياش وغيرها من مراسم الأعياد.
قال الإمام الرّضا عليه السّلام :" إنّه يوم لبس الثّياب ونزع السّواد ".
(10) التّوسعة على نفسه وعياله.
فمن خطبة أمير المؤمنين عليه السّلام في يوم الغدير:" عودوا رحمكم الله بالتّوسعة على عيالكم".وقال الإمام الرّضا عليه السّلام :" وهو اليوم الّذي يزيد الله في مال مَن عَبَده فيه، ووسّع على عياله ونفسه وإخوانه، فيعتقه الله من النّار ".
(11) صلة الرّحم.
قال الإمام الصّادق عليه السّلام :" ينبغي لكم أن تتقرّبوا فيه بأمور"، وعدّ منها صلة الرّحم.
(12) برّ الإخوان وصلتهم وإطعام الطّعام والتّصدّق على الفقراء.
ومن خطبة أمير المؤمنين عليه السّلام في يوم الغدير:" عودوا رحمكم الله بالبرّ على إخوانكم"، إلى أن قال:" والبرّ فيه يُثمر المال، ويزيد في العمر، والتّعاطف فيه يقتضي رحمة الله وعطفه...".
قال الإمام الرّضا عليه السّلام :" ومن أطعم فيه مؤمناً، كان كمن أطعم جميع الأنبياء والصّدّيقين".
(13) المصافحة.
ففي خطبة أمير المؤمنين عليه السّلام :" وإذا تلاقيتم فتصافحوا ".
وقال الإمام الرّضا عليه السّلام :" ومن أطعم فيه مؤمناً، كان كمن أطعم جميع الأنبياء والصّدّيقين".
(14) إظهار البِشر والسّرور والتّبسّم في وجوه النّاس.
ففي الخطبة المذكورة :" وأظهروا البِشرَ فيما بينكم، والسّرور في ملاقاتكم ".
وقال الإمام الرّضا عليه السّلام :" إنّه يوم نفي الهموم، ويوم التّبسّم في وجوه النّاس من أهل الإيمان، فمن تبسّم في وجه أخيه يوم الغدير، نظر الله إليه يوم القيامة بالرّحمة، وقضى له ألف حاجة، وبنى له في الجنّة قصراً من دُرّة بيضاء".
(15) الحمد والشّكر لله على ما أنعم في هذا اليوم.
ففي الخطبة المذكورة :" وعودوا رحمكم الله بالشّكر لله عزّ وجلّ والحمد على ما منحكم ".
(16) التّهاني.
ففي الخطبة المذكورة :" وتهانوا نعمة الله كما هنّأكم بالثّواب فيه على أضعاف الأعياد قبله وبعده، إلاّ في مثله".
وقال الإمام الرّضا عليه السّلام :" وهو يوم التّهنئة، يهنّئ بعضكم بعضاً".
(17) تزاور المؤمنين.
قال الإمام الرّضا عليه السّلام :" مَن زار فيه مؤمناً أدخل الله على قبره سبعين نوراً ووسّع في قبره، ويزور قبره كلّ يوم سبعون ألف مَلَك، ويُبشّرونه بالجنّة ".
(18) يستحبّ إذا لقي المؤمن أخاه المؤمن يوم الغدير أن يقول ما روي عن الإمام الرّضا عليه السّلام: " الحمدُ للهِ الذي جَعَلَنا مِنَ المُتَمَسّكينَ بولاية أمير المؤمنين والأئمّة عليهم السّلام ".
وفي رواية عن الإمام الصّادق عليه السّلام:" ليكن من قولك إذا لقيت أخاك المؤمن: اَلْحَمْدُ للهِ الَّذى أكْرَمَنا بِهذَا الْيَوْمِ، وَجَعَلَنا مِنَ الْمُوفينَ بِعَهْدِهِ اِلَيْنا وَميثاقِهِ الّذي واثَقَنا بِهِ مِنْ وِلايَةِ وُلاةِ اَمْرِهِ وَالْقُوّامِ بِقِسْطِهِ، وَلَمْ يَجْعَلْنا مِنَ الْجاحِدينَ وَالْمُكَذِّبينَ بِيَوْمِ الدِّينَ".
(19) تفطير الصّائم.
ففي خطبة أمير المؤمنين عليه السّلام :" وّمَنْ فطّرَ مؤمناً في ليلته، فكأنّما فطّر فِئاماً وفِئاماً "، يعدّها بيده عشرة.
فقيل: يا أمير المؤمنين، وما الفِئام؟ قال:" مائة ألف، وكان له ثواب من أطعم مائة ألف نبيّ وصِدِّيق وشهيد، فكيف بِمن يكفل عدداً من المؤمنين والمؤمنات؟ فأنا ضمين على الله له الأمان من الكفر والفقر، وإن مات في ليلته أو يومه أو بعده إلى مثله من غير ارتكاب كبيرة، فأجره على الله".
(20) صلاة يوم الغدير قبل الزّوال بنصف ساعة.
صلاة يوم الغدير، ذكرها الشّيخ في المصباح، فقال: إذا بقي إلى الزّوال نصف ساعة، فليصلِّ ركعتين، يقرأ في كلّ ركعة منهما فاتحة الكتاب مرّة واحدة، وقل هو الله أحد عشر مرّات، وآية الكرسيّ عشر مرّات، وإنّا انزلناه عشر مرّات.
وهناك تفاصيل أخرى حول الصّلاة، يمكن لمن أراد أن يراجع المصدر المذكور، وكتب الأدعية.
(21) الدّعاء بعد الصّلاة وقبل الزّيارة.
فإذا فرغ من صلاة الرّكعتين، فليقل: ربّنا إنّنا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربّكم فآمنّا ... الخ الدّعاء. راجع المصدر المذكور ص 489 – 493، أو كتب الأدعية الأخرى.
(22) صلاة يوم الغدير برواية أخرى.
رواها الشّيخ في المصباح، وابن طاوس في الإقبال . . عن الإمام الصّادق عليه السّلام، قال:" من صلّى فيه ركعتين أيّ وقت شاء، وأفضله قرب الزّوال، وهي السّاعة الّتي أقيم فيها أمير المؤمنين عليه السّلام بغدير خمّ عَلَماً للنّاس"، إلى أن قال:" فمن صلّى فيه ركعتين، ثمّ سجد وقال: شكراً لله، مائة مرّة، ثمّ رفع رأسه، ودعا بهذا الدّعاء: اللّهمّ إنّي أسألك بأنّ لك الحمدَ وحدك لا شريك لك"، وذكر الدّعاء إلى قوله " فإنّا بذلك راضون، يا أرحم الرّاحمين"، وقال:" ثمّ تسجد، وتقول وأنت ساجد، الحمد لله، مائة مرّة، شكراً لله، مائة مرّة، فمن فعل ذلك، كان كمن حضر ذلك اليوم، وبايع رسول الله صلّى الله عليه وآله على ذلك، وكانت درجته مع درجة الصّادقين الّذين صدقوا الله ورسوله في موالاة مولاهم ذلك اليوم، وكان كمن استشهد مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وأمير المؤمنين صلّى الله عليه، ومع الحسن والحسين صلّى الله عليهما، وكمن يكون تحت راية القائم صلّى الله عليه وفي فسطاطه من النّجباء النّقباء ".
يمكن لمن أراد أن يراجع حديث الإمام الصّادق عليه السّلام والدّعاء بتمامه في المصدر المذكور ص 493 – 495، أو كتب العودة إلى كتب الأدعية الأخرى.
(23) قراءة الدّعاء التّالي.
الدّعاء بِما ذكر السّيّد ابن طاوس في الإقبال أنّه وجده في نسخة عتيقة من كتب العبادات:أللّهمّ ربَّ السّماوات والأرض، وربَّ النّور العظيم . . . الخ الدّعاء.
يمكن لمن أراد أن يراجع الدّعاء بتمامه في المصدر المذكور ص 495 – 510، أو كتب العودة إلى كتب الأدعية الأخرى.
(24) من أدعية عيد الغدير.
ما ذكره في الإقبال في أدعية يوم عيد الغدير في رواية اخرى:أللّهمّ بنورك اهتديت . . . الخ الدّعاء.
يمكن لمن أراد أن يراجع الدّعاء بتمامه في المصدر المذكور ص 510 – 511، أو كتب العودة إلى كتب الأدعية الأخرى.
(25) من أدعية عيد الغدير.
ما رواه السّيّد ابن طاوس في الإقبال بإسناد عن المفيد في أدعية يوم عيد الغدير:أللّهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد نبيّك وعليٍّ وليِّكَ، والشّأن والقدْرِ الّذي خصصتهما به دون خلقك. . . الخ الدّعاء.
يمكن لمن أراد أن يراجع الدّعاء بتمامه في المصدر المذكور ص 511 – 513، أو كتب العودة إلى كتب الأدعية الأخرى.
(26) قراءة دعاء النّدبة.
(27) التّآخي بين المؤمنين.
وكيفيّته: أن يضع يده اليُمنى بيد أخيه المؤمن اليمنى، ويقول: آخيتُكَ في اللهِ، وصافيْتُكَ في اللهِ، وصافحتُكَ في اللهِ، وعاهدتُ اللهَ وملائكتَهُ وكُتُبَهُ ورُسُلَهُ وأنبياءَهُ والأئمَّ المعصومينَ صلوات اللهِ عليهم على أنّي إنْ كنتُ من أهلِ الجنّةِ والشّفاعةِ، وأُذِنَ لي بأنْ أدخُلَ الجنّةَ، لا أدخُلُها إلاّ وأنت معي.
فيقول الآخر: قبلتُ.ثمّ يقولُ كلٌ منهما للآخر: أسقطْتُ عنك جميعَ حقوقِ الأُخُوّةِ ما خلا الشّفاعةَ والدّعاءَ والزّيارةَ.
المصدر
مفتاح الجنّات للسّيّد محسن الأمين الحسينيّ العامليّ، ج3، الفصل التّاسع، مستحبّات يوم الغدير.
(بتصرّف)