موضوعنا اليوم هو حديث الغدير الذي يعتبر من أهم الأدلة لدى الشيعة في اثبات امامة علي رضوان الله عليه...
كالعادة ما في كتبهم حجة عليهم و ليست حجة علينا و لكني أرى أن الشيعة يستدلون بحديث الغدير و يقولون في بعض كتبهم و مواقعهم بالأنترنت أن الدليل موجود في كتب أهل السنة..
فلنرى الآن ما ذكر في كتب أهل السنة حتى يطمئن القوم و يهتموا بكتبهم أفضل من الاهتمام بخداع غير المطلعين من أهل السنة والعوام من الشيعة:

غدير خم هو الموقع بين مكة و المدينة بالجحفة و يقع شرق رابغ من26ميلا و يسمونه اليوم الغربة.ويذكر أنه في هذا الموقع خطب النبي عليه و على آله الصلاة و السلام في الناس و ذكر فضل علي رضي الله عنه و اتخذ الشيعة هذه الحادثة أساسا يعتمدون عليه في تشيعهم الغالي له من جهة و اعتمدوا عليها في أحقية علي بالخلافة من جهة أخرى.فأعطوا لهذه الحادثة من الأهمية مالم يعطوه لغيرها في عصر النبوة حتى ألف فيه أحدهم كتاب من 11 مجلدا و هو كتاب الغدير الذي ملأه بالأحاديث الموضوعة و الضعيفة و الصحيح عند أهل السنة هو ما أخرجه الامام مسلم في صحيحه من حديث زيد بن الأرقم رضي الله عنه أنه قال:قام رسول الله صلى الله عليه و سلم فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة و المدينة.فحمد الله ة أثنى عليه ووعظ و ذكر ثم قال:أما بعد.ألا أيها الناس فانما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب و أنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى و النور فخذوا بكتاب الله و استمسكوا يه.فحث على كتاب الله و رغب فيه ثم قال: و أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي و كررها ثلاثا.فقال له حصين-الراوي حن زيد-: ومن أهل بيته يا زيد؟أليس نساؤه أهل بيته؟
قال:بلى.ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده.قال:ومن هم؟قال:آل علي و آل جعفر و آل عباس و آل عقيل.قال:كل هؤلاء حرموا الصدقة؟ قال: نعم......مسلم رقم 2408.
و جاء عند غير مسلم كالترمذي "رقم3713" و أحمد في مسنده-الموسوعة الفقهية برقم"670" و النسائي في خصائص علي برقم"79" و الحاكم في المستدرك "3/110".


وجاءت جميعها بأسانيد صحيحة عن النبي صلى الله عليه و سلم:*من كنت مولاه فعلي مولاه** و أما الزيادات الأخرى كقوله :اللهم وال من والاه و عاد كم عاداه* فقد صححها بعض أهل العلم كالألباني و الذهبي رحمة الله عليهما و ضعفها البعض كابن تيمية رحمه الله أما الزيادات الأخرى كانصر من نصره و اخذل من خذله و أدر الحق معه حيث دار فهذه زيادة مكذوبة على النبي باتفاق أهل العلم....


و خطبة النبي صلى الله عليه و سلم في غدير خم لها سبب و جيه.فعن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال:بعث النبي عليا الى خالد بن الوليد في اليمن ليخمس في الغنائم و يقبض الخمس.فلما خمس الغنائم كانت في الغنائم وصيفة هي أفضل ما في السبي فصارت في الخمس ثم ان عليا خرج و رأسه مغطى و قد اغتسل.فسألوه عن ذلك فأخبرهم أن الوصيفة التي كانت في السبي صارت له فتسرى بها.فكره البعض ذلك.وقدم بريدة بكتاب خالد الى النبي صلى الله عليه و سلم فصدق على كتاب خالد الذي تضمن ما فعله علي.فسأله النبي عليه الصلاة و السلام:"لا تبغضه فان له في الخمس أكثر من ذلك" فلما كانت حجة الوداع رجع علي من اليمن ليدرك الحج مع النبي عليه الصلاة و السلام و ساق معه الهدي و قد تعجل ليلقى الرسول بمكة فاستخلف رجلا من أصحابه على الجند.فكسا ذلك الرجل الجند حللا من البز الذي كان مع علي فلما دنا الجيش من مكة خرج علي ليلقاهم.فاذا عليهم الحلل فقال لنائبه:ويلك ما هذا؟ قال:كسوت القوم ليتجملوا به اذا قدموا في الناس.قال:ويلك.انزع قبل أن تنتهي به الى رسول الله فانتزع الحلل و ردها الى البز.فأظهر الجيش شكواه لما صنع علي بهم.فلما اشتكى الناس عليا قام رسول الله في الناس خطيبا.قال ابن كثير:لما كثر فيه القيل و القال من ذلك الجيش بسبب منعه اياهم استعمال ابل الصدقة و استرجاعه منهم الحلل التي أطلقها لهم نائبه لذلك و الله أعلم لما رجع الرسول عليه و على آله الصلاة و السلام من حجته و تفرغ من مناسكه و في طريقه للمدينة مر بغدير خم فقام في الناس خطيبا فبرأ ساحة علي ورفع من قدره و نبه على فضله ليزيل ما وقر في قلوب كثير من الناس..


والنبي عليه الصلاة و السلام أخر الكلام الى أن رجع الى المدينة و لم يتكلم و هو في مكة في حجة الوداع أو في يوم عرفة و انما أجل الأمر الى أن رجع.فهذا يدل على أن الأمر خاص بأهل المدينة لأن الذين تكلموا في علي رضوان الله عليه من أهل المدينة الذين كانوا في الغزو و غدير خم في الجحفة و هي تبعد عنوالنبي عليه الصلاة و السلام أخر الكلام الى أن رجع الى المدينة و لم يتكلم و هو في مكة في حجة الوداع أو في يوم عرفة و انما أجل الأمر الى أن رجع.فهذا يدل على أن الأمر خاص بأهل المدينة لأن الذين تكلموا في علي رضوان الله عليه من أهل المدينة الذين كانوا في الغزو و غدير خم في الجحفة و هي تبعد عن مكة تقريبا 250كلم و الذي يقول انه مفترق الحجيج فهذل غير صحيح.لأن مجتمع الحجيج مكة.فلا يكون مفترق الحجيج بعيدا عن مكة أكثر من 250كلم.أبدا.فان أهل مكة يبقون في مكة و أهل الطائف يرجعون الى الطائف. و أهل اليمن الى اليمن و أهل العراق الى العراق....

ولو كان حقا هدف رسول الله عليه الصلاة و السلام تعيين خليفة للمسلمين فلا يوجد أي مكان أنسب من مكة ولا أفضل خطبة من خطبة الوداع التي كان رسول الله يعظ فيها الناس فيقول:هل بلغت...ثم يعقب: اللهم فاشهد..فأين ذلك أي النص أو الوصية على امامة علي رضوان الله عليه....