حِبرُ قلمي لونُهُ أحمرْ
يكتبُ افكاراً يتذكَّرْ
يرسمُ في اوراقِهِ بيتاً
وقوافي من حفنةِ سُكّرْ
يكتبُني قلمي الواناً
يرسمُ لي صوراً من مرمرْ
يحلو في عينيَّ الشِّعرَ
فيكادُ بالبَصَرِ يُؤكَلْ
يغازلُني بالهمسِ فأزهو
يجعلُني طفلة لا تكبَرْ
"أُعجِبُكِ" يسألُني مرة
أضحكُ...
يبتَسِمُ ويْفخَرْ
يزرعُ في أوراقي ورداً
تتدثّرُ بالمطرِ فتُزهِر
في الّليلِ يعدو في صمتٍ
يرشو القمرَ فيسهرُ أطول
حين يراني أرسِمُ ثَغْراً
يَتسَلّلُ في قُبَلِ الدّفترْ
يرتشِفُ خمرَ أشواقي
من كرْمِ الآهاتِ يسكَرْ
يتغزّلُ بالبحرِ في دِلٍّ
يتركُهُ في السّطرِ يُبحِرْ
ويَبَاسُ الحقلِ يُحييهِ
بدل البُنّي يُلوّنُ أخضر
توّجْتَهُ في كفّي ملكاً
ما اختالَ مرّة ولا استَكْبَرْ
تحسَبُهُ سينطِقُ توّاً
ثَمّة أُعجوبة قد تظْهَرْ
لهُ عينٌ تُبْصِرُ أشواقاً
أفئدةٌ في الحبِّ تَشْعُرْ
في شفتيهِ حديثُ غرامٍ
هو شاعر بل ربّما أكثرْ
لا تحسبه خشباً صمّاً
ألا شُدَّ ما خَدَعَ المنْظَرْ....!