عفواً يا ليل فقد هبّت جوارِحَنا
قُلْ للقمر فَلِيَرِحِ جَفْنَاهُ
يا خجلة العينِ
لا الغفو دانٍ
ولا الأهدابُ مأواهُ....
أُناجي الرّاهبَ الخفَّاقَ في قلقٍ
تجِنُّ الرّوحُ في صدري وتَلْقاهُ
ذابَ منّي القلبُ
إلا بقيّةٍ
باللهِ عليك
ألا ترحَمْ بقاياهُ.....
غداً تودِّعُ الّليالي فُرقَتَنا
يبتسِمُ القلبُ بعد البعدِ أشقاهُ
يرمي الحبيبُ
على الأكتافِ سُندُسَهُ
هذهِ هديتُهُ
يا طِيبَ هداياهُ....
وغداً يرقصُ الحريرُ بالأسود
يا لهفةَ القلبِ كم شُقَّ بمرآهُ
يميسُ العاشقُ الأسمرُ برقّتِهِ
من ماسِ حُسْنٍ نوَّرَهُ ووشَّاهُ
عيناي يا ليل في دنياهُ تنتقلُ
بالخدِّ بالشَّعرِ بالعينين صفّاهُ
هذا الحبُّ أنا وأنت نعرِفُهُ
لو كنّا نجهلُهُ
كنّا نسيناهُ.....
ردَّ الّليل لقد شربْنا الشّوقَ لهُ
ما همَّنا كأسٌ رشَفْناهُ
يأبى الوفاءُ صِدقَ عاطفةٍ
الّا إليكِ فأنتِ كلّ دُنياهُ
انا لولاكِ ما رقّت لي مُهَجٌ
فالّليل قيسُ اما سمعتِ شكواهُ
ملأتُ ليالي العاشقينَ شقاوةً
وهذا الشَّقي أنتِ ليلاهُ....!