TODAY - August 23, 2010
حقائق عن طب الأسنان
من مشاكل الفك وآلامه إلى تبييض الأسنان ومكافحة انتقال العدوى
أصبح الحصول على أسنان بيضاء متراصة مثل اللؤلؤ، وابتسامة متألقة تألق النجوم، مطلبا من مطالب العصر. وبالرغم من النتائج المبهرة، التي يمكن الحصول عليها في عيادات طبيب الأسنان، إلا أن بعض الاحتياطات واجبة، وكذلك إدراك بعض الأمور وعدم خلطها ببعض. وهذه بعض الحقائق عن طب الأسنان، التي يمكن أن تسلط الضوء على بعض الأمور التي لا زال العديد منا يجهلها، بدءا من مشكلات مفاصل الفك، إلى خلع ضروس العقل، مرورا بالتبييض وغيرها. هل تعلم أن طبيب الأسنان المختص بتقويم الأسنان، أو طبيب جراحة الوجه والفكين، أو أخصائي الاطباق، هم المختصون في علاج مشكلات المفاصل الصدغية؟. نعم ذلك أن مفاصل الفك هي من أكثر المناطق حساسية، كونها تقع أمام الأذنين وتجري بجانبها أعصاب تغذي الأذنين والمنطقة المحيطة. أضف إلى ذلك، أنها تمثل نهايات الفك السفلي، وتربطه بعظام الجمجمة، وعن طريقها يمكن تحريك الفك السفلي أثناء المضغ والكلام، وبالتالي فإن أي خلل قد يحدث للفك أو عضلاته، أو أي مشكلات في اطباق الأسنان قد تؤثر سلبا على هذين المفصلين، محدثة بعض الأعراض المزعجة حقا، والتي قد تصل أحيانا إلى عدم القدرة على فتح الفم. إن وجود مفصلي الفك في هذه المنطقة الحساسة، يجعل المريض وأحيانا الطبيب في حيرة من حيث التشخيص، إذ يخلط المريض بين آلام الأذن وآلام المفصل، والتهابات الجيوب الأنفية، والتهابات اللثة المحيطة بضروس العقل، وبعض أنواع الصداع، لأن آلامها متشابهة جدا. والمصيبة أن التشخيص أحيانا يحتاج إلى زيارة أكثر من طبيب مختص. فعندما يشعر المريض بألم ما في تلك المنطقة، قد يزور طبيب الأنف والأذن والحنجرة، وبعد الكشف يجد أن أذنيه سليمتان، وجيوبه الأنفية سليمة، ليبدأ عملية البحث عن العلاج عند طبيب الأسنان، معتقدا أن ضروس العقل هي السبب. وبعد خلع ضرس العقل؛ لا تذهب المشكلة، ويعيش المريض في دوامة لا تنتهي، سوى على يد طبيب أسنان متخصص. إن تشخيص اضطرابات المفصل الصدغي يحتاج إلى طبيب أسنان متخصص، وأكثر أطباء الأسنان علاقة بذلك هم جراحو الفم، وكذلك أخصائي تقويم الأسنان. وهناك الآن عيادات متخصصة للصداع يشرف عليها فريق عمل من أطباء مخ وأعصاب وأنف وأذن وحنجرة وأسنان وعيون، وهم الأفضل لتشخيص سبب مثل تلك الأعراض. هل تعلم أن ضرس العقل ليس السبب الرئيسي في تزاحم الأسنان كما يعتقد البعض؟. عادة ما يعاني الناس من تزاحم في الأسنان الأمامية، وخاصة بعد سن العشرين، ويستمر التزاحم مع كبر السن. ويسود الاعتقاد بين العديد من الناس، بمن فيهم بعض أطباء الأسنان، أن هذا التزاحم ناتج عن وجود ضروس العقل، مما يعني ضرورة خلعها. والحقيقة ان حدوث مثل هذا التزاحم طبيعي جدا، كنتيجة لعدة عوامل، اختلف العلماء في صحتها. فالنظرية القديمة تلقي اللوم على ضروس العقل، كونها تنمو في هذه الفترة من العمر، وبالتالي تضغط على الأسنان وتتسبب في تزاحمها. وشاع خلع ضروس العقل كإجراء روتيني لمنع تزاحم الأسنان، وخاصة لهؤلاء الذين عدلوا أسنانهم بالتقويم. وبعد دراسات أخرى أكثر حداثة، أثبت العلماء ان السبب الحقيقي ليس ضروس العقل، وانما طريقة نمو الوجه والفكين، وخاصة الفك السفلي، فنموه الذي يمتد الى ما بعد عمر العشرين، فضلا عن نمو الأنسجة المحيطة، يشكلان السبب في تزاحم الأسنان، وليس ضروس العقل، بدليل أن العديد من الناس، الذين ليس لديهم ضروس عقل، أو الذين خلعوها، مازالوا معرضين الى المشكلة. وفي ظل وجود هذه الدراسات، انقسم أطباء الأسنان بين مؤيد للنظرية الأولى ومؤيد للثانية. والحقيقة ان النظريتين صحيحتان. ويمكن ان يكون السبب مشتركا، أو قد يكون اختلاف وضع ضروس العقل ونموها لدينا. اختلف علماء الأسنان أيضا في الحاجة الى خلع الأسنان لمنع حدوث التزاحم. فالبعض يؤيد عملية الخلع مبكرا قبل اكتمال تكوينها، كنوع من الوقاية ضد أي مضاعفات ممكنة، أو لمنع حدوث تزاحم الأسنان. والبعض الآخر يرفض الفكرة، الا إذا كانت هناك ضرورة، مثل التسوس أو التهابات اللثة المحيطة. ويستدل هؤلاء بنشرة طبية حكومية نشرت في بريطانيا، تفيد بمنع خلع ضروس العقل السليمة بدون ضرورة. ومنع بموجبها أطباء تقويم الأسنان من تحويل المرضى الى جراحي الأسنان لخلع ضروس العقل، تفاديا لتزاحم الأسنان. ويعود السبب، كما تقول النشرة، الى خطورة المضاعفات المصاحبة لخلع ضرس العقل من نزيف وإصابة بعض الأعصاب ومضاعفات أخرى خطيرة.
هل تعلم ان تبييض الأسنان قد يكون ضارا الى حد كبير؟
أصبح تبييض الأسنان في عصرنا الحاضر من بديهيات الجمال، وطرق التجميل، التي يبحث عنها الناس، خاصة النساء منهم. والسبب كما يعرف الجميع هو ان جمال الأسنان هو سر جمال الابتسامة، و كما يدل الاسم فإن تبييض الأسنان هو علاج يؤدي إلى إعطاء الأسنان بياضا، يفترض ان يكون طبيعيا، وتتفاوت النتائج من شخص إلى آخر، كما تعتمد درجة نجاح التبييض على عدة عناصر، منها طبيعة الأسنان، ونوع ودرجة اصفرار الأسنان، ونوع وتركيز المحلول المستخدم في التبييض، والوقت المستخدم، واتباع المريض التعليمات، ونظام التبييض المستخدم، وغير ذلك من العوامل، التي أدت إلى جدل كبير بين الناس. إن المادة الأساسية في معظم مواد التبييض هي مادة ماء الأكسجين او ما يسمى «ببايروكسيد الهيدروجين» (Hydrogen Peroxide)، وآلية عملها تكمن في دخولها الى طبقتي المينا، وأحيانا عاج الأسنان، ومن ثم تتحول الى ذرات غير مستقرة، وتقوم بتحطيم ذرات المواد المسببه لتلون الأسنان، مما يساعد على تفتيح لون السن. لهذا قد يسبب تبييض الأسنان بدون اتباع ارشادات طبيب الأسنان، واتباع الطرق التقليدية مثل معاجين الأسنان، وبودرة التبييض، وحتى التبييض الضوئي باستمرار، حساسية مفرطة، قد تدخل المريض في مشكلات هو في غنى عنها. وقد يكون التبييض غير مناسب أصلا لذلك الانسان، لذلك يجب القيام بعملية التبييض تحت اشراف طبيب، يحدد أولا ما اذا كان التبييض مناسبا، ام لا. فمثلا يحبذ تجنب استخدامه لمن هم دون الخامسة عشرة في العمر، نظرا لعدم اكتمال نموهم بالاضافة الى الحساسية المفرطة المتوقعة عند تبييض أسنان الأطفال والمراهقين. كذلك يفضل تجنبه لمن يعانون من حساسية الاسنان للبارد والحار، ولمن لديهم التهابات لثوية، ويمنع استخدامه أيضا للحوامل. وتجدر الإشارة إلى أن التبييض لا يزيل كل أنواع الأصباغ، كأن يكون لون الأسنان داكنا جدا، أو كانت أسطح الأسنان مصابة بأمراض، مثل التسوس أو التلون المصاحب لزيادة تركيز الفلورايد، أو وجود حشوات تجميلية على الأسنان الأمامية. ففي هذه الحالات يتم اتباع آليات وعلاجات أخرى، تتم تحت إشراف الطبيب للحصول على اسنان بيضاء. وأخيرا وليس آخرا، فإن المدخنين هم الأقل حظا في الحصول على أسنان بيضاء وجميلة، ما لم يقلعوا عن التدخين. هل تعلم ان تقويم الأسنان يناسب الكبار والصغار على حد سواء؟ هناك مفهوم خاطئ منتشر بين الناس، وحتى بين أطباء التقويم أنفسهم، وهو ان تقويم الأسنان لا يناسب من هم أكبر من سن العشرين، الأمر الذي لا يستند على دليل علمي. فقد أثبت العلم الحديث ان التقويم مناسب للكبار والصغار على حد سواء، بحيث يمكن لشخص في عمر الخمسين وبصحة جيدة، ان يقوم اسنانه، والحصول على ابتسامة النجوم. الفرق هو أن علاج الكبار يحتاج الى طرق علاج ومفاهيم مختلفة عن صغار السن، كونهم أكثر عرضة لبعض الأمراض التي تؤثر على العظام، وكذلك أمراض اللثة المزمنة، إلى جانب توقف النمو لديهم، وتكون عظامهم أكثر نضجا وأقل مرونة من الصغار. أضف الى ذلك مسؤولياتهم الاجتماعية، التي قد تمنعهم أحيانا من الظهور امام الناس، والتقويم في أفواههم. لهذا السبب، عمل أطباء التقويم على تطوير عمليات التقويم لتناسب الكبار أيضا، من خلال استخدام طرق أكثر أمانا، ومناسبة لعظام الكبار، واستخدام التقويم اللامرئي، وتسريع عملية التقويم. وأصبح بالإمكان الآن إجراء عملية التقويم في فترة لا تتعدى الخمسة أشهر، في بعض الأحيان، عن طريق اجراء عملية جراحية بسيطة مساعدة لتسريع حركة الأسنان.
هل تعلم ان عيادة الأسنان من أخطر طرق انتقال العدوى اذا لم يتم فيها اتباع الطرق السليمة للتعقيم ومكافحة العدوى؟. طبيب الأسنان يتعامل مع الفم وأنسجته المغطاة بأغشية رقيقة وسهلة الاختراق والنزف، وبالتالي فإن الدم واللعاب والغشاء الفمي جزء من عمله اليومي. وبالإضافة إلى هذا فإن الهواء الناقل لبعض الأمراض، مثل مرض السل، لا يكون مستبعدا من محيط الطبيب والمريض على حد سواء، كما أن معظم أدوات الأسنان حادة وقد تسبب نزيفا، ما يجعلها سببا في نقل الأمراض، اذا لم يتم تعقيمها بشكل مثالي. أضف الى ذلك عدم قدرة أطباء الأسنان تشخيص مثل تلك الأمراض، اذا لم يذكرها المريض من تلقاء نفسه. كل هذه الأسباب جعلت الشعار الحديث، الذي يجب اتباعه من قبل طبيب الأسنان ومساعديه في عيادات الأسنان، هو اعتبار أي مريض يدخل العيادة مصابا بأمراض معدية حتى يثبت العكس، الامر الذي يستوجب أخذ جميع الاحتياطات اللازمة عند علاج أي مريض يزور عيادة الأسنان دون استثناء، والاستعداد لجميع الظروف. وعلى هذا الأساس يجب ان تحرص على اختيار طبيب الأسنان، والعيادة التي تذهب اليها لعلاج أسنانك، والتأكد من توافر طرق مكافحة العدوى السليمة فيها
*د. علي حبيب أستاذ مشارك واستشاري تقويم الأسنان