حدثت هزة قوية أدت إلى جعلنا نسقط على الأرض ، لم نصب بجروحٍ بليغة ، إرتسمت علاماتُ الخوف على وجه أخي ولم نلبث لحظاتٍ من سقوطنا حتى رأيت يوكي قادماً إلينا و القلق والخوف ظاهران على وجهه ، تحدث بصوتٍ عالي وهو يلهثُ من الركض-"علينا الهروب بسرعةٍ من هذا المكان فقد جن جنون الأشباح وأصبحوا يأكلون بعضهم"
-أجبته بفزع"ما الذي تقوله..؟! ، لماذا يقومون بفعل هذا الشيء..!"
-أردف أخي بهدوء"لقد تمت مخالفةٌ القوانين ، جميعُ من هنا سيأكلون بعضهم البعض وحتى البشر العالقون هنا سيتحولون لوحوشٍ لا رحمة في قلوبها"
-تحدثت يوري بصوتٍ خائف"هل تعني أن عدم أخذ روحي هو من أدى إلى ذلك..؟!"
-ابتسم ابتسامةً ماكرة وقال"وماذا تتوقعين..؟! ، قوموا بإتباعي سأجد مخرجاً لإنقاذكم"
بدأنا نركض في الأرجاء متبعين أخي ، تبادر في ذهني تلك الكلماتُ التي قالتها يوري في أول لقاءٍ لنا ، قمتُ بسؤالها أين رأتها فأجابت أنهم وجدوها في ورقةٍ موضوعةٍ في إحدى المباني مع الأسلحة والطعام ، حقاً كيف تأتي هذه المعدات والأطعمةُ لهنا هل هناك مدبرٌ لهذا الأمر..؟! ، توقفنا فجأةً عندما تمت محاصرتنا من جميع الجهات ، هل يعقلُ أن هذه هي النهاية ، إبتسم أخي وقام بأخذ الخنجر الذي كان يحمله يوكي وقام بقطع يده جاعلاً الدماء تخرج منها ، لقد كان مشهداً مخيف ومؤلمٌ في ذات الوقت..بمجرد أن هبطت بعضُ قطراتٍ من دمه بدأ ثقبٌ أسود بالظهور...-صرخ أخي بصوتٍ عالي"عليكم بدخوله حالاً ، هو مخرجكم الوحيد الآن"
-"ولكن ماذا عنك ستموت هنا كما أنهم..."
-قاطعني متحدثاً" في الواقع أنا ميت ، سأطلبُ طلباً أخيراً إحملي هذه الرسالةَ معكِ لتقرأيها بيومٍ ما"
-بدأت بالبكاءِ والصراخِ بنفس الوقت
"أنا مازلتُ لا أعلم أي شيء فلماذا أمتلك هذه الأعين ومن الذي آتى بي إلى هنا..؟!"
كان ردُ أخي هي إبتسامة حزينة
و في تلك اللحظة أخذتني يوري وتلاشى كلُ ما أمامي..استيقظتُ لأجدَ نفسي نائمةً على السرير
وبجواري أمي وقد كانت تبكي ، قامت بإحتضاني بادرني إحساسٌ إنني أحلم فأمي لم تقترب مني بعد وفاةِ أخي هل جنت..؟! ، كما أن أبي يقف بجانبها بدون أن يتشاجرا ، أشعر أنني جننت أو عقلي مصاب..، لم ابدي أي ردةِ فعل وأخبرتهما أن يخرجا ويتركاني وحيدة ، بعد خروجهما تذكرتُ تلك الرسالة ووجدت أنها ماتزال في يدي فقمت بفتحها وبسرعةٍ بدأتُ بالقراءة...
"عزيزتي ميرا أعتذر عن كل ما بدر مني وأنني كنتُ السبب في عذابك ، لطالما راقبتك وحاولت حمايتك ولكن رغبتي أن أعود للحياة جعلتني بلا رحمة ، أظنك تتسألين عن سبب حصولك على لون الأعين هذا ، في الواقع هي عبارةٌ عن فايروسٍ انتشر من زمنٍ بعيد وأصبحَ متلازماً لبعض الأشخاص ، يبدو أن فرداً من عائلتنا كان يحمله فأصبتي به ، من الغريب أن يكون هذا سره ولكن سبب وجوده مجهول ، كل من آتى لعالمي كنت أحضر لهمُ الطعام وما يساعدهم على التكيف ولكن ينتهي بهمُ الأمر روحاً بلا جسد ، الحلُ كان بسيط فهو عليكَ أن تقتل أحد الأشخاص الذين لا يملكون أعيناً حمراء أو رمادية فأنت تحتاج لدماءٍ نقية لم يلوثها البشر بحقارتهم ، أختي أعدكِ أنني سأصحح مافعلته...، النسيان هو السبيل لجعلنا نعيش في هذه الحياة فلولاه لكنا نعيش بلا ضوء..أرجو لكِ حياةً يملؤها التفاؤل.."توقف الزمن..و تلاشت معه الذكريات...
كل يومٍ استيقظ فأجدُ أن شيئاً قد تغير ومعه جزءٌ من ذاكرتي قد ذهب ، أصبحت لدي ذكرى مشوشة عن صبي يلعبُ معي عندما كنتُ طفلة
، بعدها أصبحت ذكرى لا وجودَ لها ، أتذكر أنني تعرفت على شقيقين من قبل ولكن لا أملكُ القدرة على معرفةِ من هما.سبب لون عيني الرمادي
سيبقى مجهولاً ، كيف عادت علاقتي مع المجتمع بشكلٍ جيد..؟! ، ومن هؤلاء الأشخاص الذي أراهم في أحلامي ، أظن أن الإجابة موجودة في الجزء المفقود من ذاكرتي ، وذلك الطيفُ الذي حلمتُ به وقت منامي مع كلماته المخيفة"إن أردتي معرفة الجواب ستجدينه في ذلك اللوح الخشبي المدفون في أعمق قطعة من الأرض ، هناك بوابة للفناء قريبةٌ منكِ إستخدميها كما المطلوب" ، عشتُ متناسيةً الألم والخوف الذي يراودني عند المنام ، مع فقداني للذاكرة إلا أن الظلام أصبح يمثلني فلو حاولت الهرب لن يتركني...
الآن سأغلق كتاب قصتي قبل أن ترافقك تلك الأرواح وتجعلك وتختفي...
❢◥•الخـاتمـة•◤❢
نكون هكذا قد وصلنا لختام القصة
أتمنى أنها نالت على إعجابكم
إلى اللقاء