تسألي
لا تسألي عن حال
لا تسألي عَن حالي
إنَّ قلبي تبترَ من همِّ الجراح
وغطَّى سوادُ الدمعِ خدّي
لا تسأَلي عن حالي
إنَّ ليلي طالَ بقاؤه
وخيوطُ الصبح لَم تظهَر بوادرها
كلَّما غرستُ للأملِ غرساً
نبتَ الشَّوكُ على غرسي وأَدماني
وكلَّما لاحَ نجمٌ في السماء..
توارى خلفَ السَّحابِ المظلمات
لا تسألي عن حالي
فسؤالُكِ لا يغني عن واقعي شيئاً
ولا يداوي جرحاً سيَّلَتهُ الأيام الخوالي
وحسبي أنَّ صوتك يناديني
أينما ولَّيت وجهي، صداه يأتيني
وإن غبتُ عن الدنيا.. من حيرتي
لا تغيب ذاتك عن سَماء فِكري
وإذا ناديتُ باسمك ردَّدَت معي
نُسَيماتُ الصُّبح.. وهمساتُ الليل ندائي
لا تسألي عن حالي
واسألي عن سرِّ الليالي
وشاطئ البحر والمَوج..
والأنجمَ السَّاطعات
اسألي العُيونَ الذارفات
وقلباً! تاهَ بينَ خفقةِ حُبٍّ ونبضة ألم
واسألي عن النسيان..
كيف كان؟!
وكيف كلُّ شيءٍ ينسى!
لا تسألي عن حالي
لا تسألي..