أعماق , أعماقنا!
في أعماق أعماقنا!


دعُوني لحزني
((لا تسأَلُوا حالي
إذا امتدَّت بي خُيوطُ اللَّيل
وأراق المساءُ أدمعي
إذا خلَت أوراق الصباح
من أحرفِ النور، وحلَّ الظلام
لا تسألوا عن حالي

غداةَ غطَّت سمائي غيومُ همٍّ
مِن حملها كأنما الراسياتُ علَتني
عشيَّةَ بات البكاءُ مستحيلاً
واختفى بين الألم والأنَّات صوتي
لا ليل ينقضي فأودِّعه
ولا صبح الأملِ يُقْبلُ فأحتضنه
أرضي مزهرةٌ بزهر الشَّوك
ما من خطوة أخطوها إلاَّ وأدمتني
البحرُ أمامي بلا سفينةٍ أمتطيها
والبدر يعلُو، كلما عانقَهُ البَصَرُ..
اعتَلَى
دعُوني لحزني أعيشُه
ملأ أيامي باقيها كماضيها
عقد لساعات حزن منظمة
بين ثناياها يتعاقبُ النُّورُ والظُّلَم