NRT
اتهم موقع "الخليج أونلاين"، إيران باستهداف خبيرات التجميل العراقيات، وذلك بعد وفاة خبيرة التجميل رشا الحسن، الخميس الماضي في ظروف غامضة ما أثار جدلا واسعا في العراق، لا سيما أن الحادثة جاءت عقب حالة وفاة مشابهة لخبيرة أخرى هي رفيف الياسري.
وذكر الموقع الخليجي في تقرير له، أمس الأحد، 26 آب، ان "بعض خبيرات التجميل العراقيات من ذوات المراكز المتخصصة في هذا القطاع، نلن شهرة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث حصلت الخبيرتان المتوفاتان مؤخرا على عشرات آلاف المتابعين، ما جعلهن هدفا معروفا لمن يحمل نوايا سيئة".
ونقل الموقع عن طبيب مختص بجراحة التجميل يدعى "سامر البرزنجي" قوله إن "انتشار مراكز التجميل في محافظات العراق بكوادر ممتازة تضاهي في عملها دول الجوار، إضافة إلى استيراد أجهزة طبية متطورة، أدى لإقبال كبير عليها من قبل النساء، بل والرجال".
وأضاف ، "المعروف أن إيران كان وجهة لكثير من العراقيات للعلاج الطبي وإجراء عمليات التجميل، لكن ذلك تغير بعد فتح مراكز معتمدة من قبل كفاءات عراقية متميزة في مجال التجميل في العراق، وبتكلفة أقل".
وأوضح انه "بعد افتتاح مراكز ومستشفيات متخصصة في مجال التجميل في بغداد وكربلاء والنجف مؤخرا، جرى استهدافها من خلال حوادث اغتيال يقف وراءها مقربون من طهران، من أجل تصفية الكوادر العراقية وإنعاش المراكز الإيرانية".
من جانبه أفاد عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد، سعد المطلبي، أن اللجنة وجهت بفتح تحقيق حول تداعيات تكرار مصرع أصحاب مراكز التجميل في العاصمة، وذلك بعد وفاة الطبيبة رفيف الياسري وخبيرة التجميل رشا الحسن.
وبين المطلبي، انه "لا يمكن تحديد موقف قبل انتهاء التحقيقات والتقارير من الجهات الرسمية التي على ضوئها يتم التحرك مع عمليات بغداد والشرطة المحلية"، فيما لم يستبعد أن يكون تكرار هذه الحوادث يعود إلى "أسباب طبيعية أو حالات تسمم، أو أن هناك جهات متعمدة أو ابتزاز أو منافسة".
وأشار الموقع الخليجي إلى ان "وفاة خبيرتي التجميل في أسبوع واحد، وبذات الطريقة الغامضة، دفعت الكثير من المتخصصين في التجميل في بغداد للسفر إلى خارج العراق".
وقال المحلل السياسي إياد الدليمي، إنه "بشكل عام لا يمكن النظر إلى عمليات موت خبيرات التجميل في بغداد بمعزل عن سياق قديم وطويل ومستمر يتمثل في اغتيال الكفاءات العراقية المختلفة، ومنها الكفاءات الطبية".
واستغرب الدليمي، من "وفاة اثنتين من خبيرات التجميل الناجحات في بغداد وطبيب تجميل ثالث في غضون أسبوع، ثم الإعلان عنها على أنها حالات وفاة طبيعية".
وأضاف ان "الجهات الرسمية ترفض فرضية الاغتيال، وتؤكد أن الوفيات كانت طبيعية لكن أن تتزامن ثلاث حالات في أسبوع واحد، فالأمر يثير أكثر من علامة استفهام".
وأردف قائلا "هناك رواية توكد أن مليشيات الجريمة المنظمة هي من تقف وراء تلك العمليات، خاصة أن هناك مراكز تجميل إيرانية فتحت فروعا لها ببغداد، وعملها تأثر كثيراً بسبب وجود خبيرات وخبراء عراقيين".
وكانت إيران أعلنت قبل يومين أنها تتعرض خلال الفترة الأخيرة لحرب نفسية وإعلامية، حيث قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس الأحد، إن الولايات المتحدة تشن حربا نفسية على بلاده وشركائها التجاريين، مبينا ان "تركيز (أميركا) ينصب على شن حرب نفسية على إيران وشركائها التجاريين".
وتعد كل من رفيف الياسري ورشا الحسن، من أشهر خبراء التجميل في العراق حيث توفيتا خلال الأسبوعين الماضيين، في ظروف غامضة مع اختلاف الطريقة.
جدير بالذكر ان مراكز التجميل انتشرت بكثرة في بعض المحافظات العراقية بعد هزيمة تنظيم داعش مطلع العام الماضي، تزامنا مع الانفتاح الاقتصادي النسبي على دول الجوار، واستقرار الوضع الأمني في العاصمة بغداد والمدن الأخرى.