نبارك للعالم الأسلامي أجمع وشيعة امير المؤمنين علي (صلوات الله وسلامه عليه) خاصةً بمناسبة حلول عيد الله الأكبر عيد الغدير .
* وكل عام وأنتم بألف خير *
يوم الغدير هو اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة من السنة العاشرة من الهجرة النبوية المباركة . وهو اليوم الذي نَصَّبَ الرسول المصطفى محمد صلى الله عليه وآله بأمر من الله عزَّ وجلَّ علي بن أبي طالب عليه السلام خليفةً ووصياً وإماماً وولياً من بعده . وسُمي بهذا الأسم لإجتماع النبي المصطفى صلى الله عليه وآله بأمر من الله عَزَّ وجَلَّ في هذا اليوم مع عشرات الآف من صحابته لدى عودته من حجة الوداع في موضع بين مكة والمدينة المنورة يُسمى بغدير خم، فسمي اليوم بإسم الموضع .
*
1- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ زُفَّتْ أَرْبَعَةُ أَيَّامٍ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كَمَا تُزَفُّ الْعَرُوسُ إِلَى خِدْرِهَا ، يَوْمُ الْفِطْرِ وَيَوْمُ الْأَضْحَى وَيَوْمُ الْجُمُعَةِ وَيَوْمُ غَدِيرِ خُمٍّ ، وَإِنَّ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ بَيْنَ الْفِطَرِ وَالْأَضْحَى وَالْجُمُعَةِ كَالْقَمَرِ بَيْنَ الْكَوَاكِبِ ، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيُوَكِّلُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ مَلَائِكَتَهُ الْمُقَرَّبِينَ وَسَيِّدُهُمْ جَبْرَئِيلُ وَأَنْبِيَاءَهُ الْمُرْسَلِينَ (عَلَيْهِمْ السَّلَامُ) وَسَيِّدُهُمْ مُحَمَّدٌ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) ، وَأَوْصِيَاءَ اللَّهِ الْمُنْتَجَبِينَ وَسَيِّدُهُمْ يَوْمَئِذٍ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ) ، وَعِبَادَ اللَّهِ الصَّالِحِينَ وَسَيِّدُهُمْ يَوْمَئِذٍ سَلْمَانُ وَأَبُو ذَرٍّ وَالْمِقْدَادُ وَعَمَّارٌ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ) ، حَتَّى يُذَادُوا بِهَا الْجِنَانَ كَمَا يُذَادُ الرَّاعِي بِغَنَمِهِ الْمَاءَ وَالْكَلَاءَ . قَالَ الْمُفَضَّلُ : يَا سَيِّدِي تَأْمُرُنِي بِصِيَامِهِ ؟ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : إِي وَاللَّهِ إِي وَاللَّهِ ، إِنَّهُ الْيَوْمُ الَّذِي نَجَّى اللَّهُ فِيهِ إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) مِنَ النَّارِ فَصَامَ شُكْراً لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ الْيَوْمَ ، وَإِنَّهُ الْيَوْمُ الَّذِي أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) عَلَماً وَأَبَانَ فَضْلَهُ وَوَصِيَّتَهُ فَصَامَ ذَلِكَ الْيَوْمَ ، وَذَلِكَ يَوْمُ صِيَامٍ وَقِيَامٍ وَإِطْعَامِ الطَّعَامِ وَصِلَةِ الْإِخْوَانِ وَفِيهِ مَرْضَاةُ الرَّحْمَنِ وَمَرْغَمَةُ الشَّيْطَانِ . (بحار الأنوار : ج95، ص 323.)
2- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ (عَلَيْهِمْ السَّلَامُ) قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ أَفْضَلُ أَعْيَادِ أُمَّتِي ، وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي أَمَرَنِي اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ فِيهِ بِنَصْبِ أَخِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) عَلَماً لِأُمَّتِي يَهْتَدُونَ بِهِ مِنْ بَعْدِي ، وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي أَكْمَلَ اللَّهُ فِيهِ الدِّينَ ، وَأَتَمَّ عَلَى أُمَّتِي فِيهِ النِّعْمَةَ ، وَرَضِيَ لَهُمُ الْإِسْلَامَ دِينا . (الأمالي : ص125.)
3- عَنْ الْإِمَامِ الرِّضَا (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : إِنَّ يَوْمَ الْغَدِيرِ فِي السَّمَاءِ أَشْهَرُ مِنْهُ فِي الْأَرْضِ . (وسائل الشيعة : ج14، ص388.)
4- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : وَاسْمُهُ فِي السَّمَاءِ يَوْمُ الْعَهْدِ الْمَعْهُود ، وَفِي الْأَرْضِ يَوْمُ الْمِيثَاقِ الْمَأْخُوذِ وَالْجَمْعِ الْمَشْهُودِ . (تهذيب الأحكام : ج3، ص143.)
5- عَنْ الْإِمَامِ الرِّضَا (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : وَاللَّهِ لَوْ عَرَفَ النَّاسُ فَضْلَ هَذَا الْيَوْمِ بِحَقِيقَتِهِ لَصَافَحَتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ فِي كُلِّ يَوْمٍ عَشْرَ مَرَّات . (وسائل الشيعة : ج14، ص389.)
*
( صيام عيد الغدير الأغر ) :
صيام يوم عيد الغدير ليس بحرامٍ عدا صيام العيدين محرم ، وهما عيد الفطر وعيد الأضحى .
1- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : صِيَامُ يَوْمِ غَدِيرِ خُمٍّ يَعْدِلُ صِيَامَ عُمُرِ الدُّنْيَا ، لَوْ عَاشَ إِنْسَانٌ ثُمَّ صَامَ مَا عُمِّرَتِ الدُّنْيَا لَكَانَ لَهُ ثَوَابُ ذَلِكَ ، وَصِيَامُهُ يَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ مِائَةَ حَجَّةٍ وَمِائَةَ عُمْرَةٍ فِي كُلِّ عَامٍ مَبْرُورَاتٍ مُتَقَبَّلَاتٍ ، وَهُوَ عِيدُ اللَّهِ جَلَّ اسْمُهُ الْأَكْبَرُ ، وَمَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيّاً إِلَّا وَتَعَيَّدَ فِي هَذَا الْيَوْمِ وَعَرَّفَهُ حُرْمَتَهُ ، وَاسْمُهُ فِي السَّمَاءِ يَوْمُ الْعِيدِ الْمَعْهُودِ وَفِي الْأَرْضِ يَوْمُ الْمِيثَاقِ الْمَأْخُوذِ وَالْجَمْعِ الْمَشْهُودِ ، وَمَنْ صَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ يَغْتَسِلُ لَهُمَا قَبْلَ الزَّوَالِ بِنِصْفِ سَاعَةٍ ثُمَّ يُصَلِّيهِمَا مَعَ الزَّوَالِ شُكْراً لِلَّهِ تَعَالَى يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مِنْهُمَا فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَسُورَةَ الْإِخْلَاصِ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَسُورَةَ الْقَدْرِ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ عَشْرَ مَرَّاتٍ ، تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ مِائَةَ أَلْفِ عُمْرَةٍ وَلَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ تَعَالَى حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا قَضَاهَا ، فَإِنْ فَاتَتْكَ الرَّكْعَتَانِ فَاقْضِهِمَا ، وَمَنْ فَطَّرَ مُؤْمِناً كَانَ كَمَنْ أَطْعَمَ فِئَاماً وَفِئَاماً وَلَمْ يَزَلْ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) يَعُدُّ حَتَّى عَدَّ عَشْراً . ثُمَّ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَتَدْرِي مَا الْفِئَامُ ؟ فَقِيلَ : لَا يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ! قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : مِائَةُ أَلْفٍ ، وَكَانَ لَهُ ثَوَابُ مَنْ أَطْعَمَ بِعَدَدِهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ فِي حَرَمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَسَقَاهُمْ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ، وَالدِّرْهَمُ يُنْفَقُ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ . ثُمَّ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : لَعَلَّكَ تَظُنُّ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ يَوْماً أَعْظَمَ حُرْمَةً مِنْهُ ؟! لَا وَاللَّهِ لَا وَاللَّهِ لَا وَاللَّهِ . ثُمَّ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : وَلْيَكُنْ مِنْ قَوْلِكُمْ إِذَا لَقِيتُمْ : ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَكْرَمَنَا بِهَذَا الْيَوْمِ وَجَعَلَنَا مِنَ الْمُوفِينَ بِعَهْدِهِ إِلَيْنَا وَمِيثَاقِهِ الَّذِي وَاثَقَنَا بِهِ مِنْ وَلَايَةِ وُلَاةِ أَمْرِهِ وَالْقُوَّامِ بِقِسْطِهِ وَلَمْ يَجْعَلْنَا مِنَ الْجَاحِدِينَ وَالْمُكَذِّبِينَ بِيَوْمِ الدِّينِ﴾ . ثُمَّ يَدْعُو فِي دُبُرِ الرَّكْعَتَيْنِ بِالدُّعَاءِ الْمَعْرُوف . (بحار الأنوار : ج95، ص 321.)
2- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قِيلَ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ لِلْمُسْلِمِينَ عِيدٌ غَيْرَ الْعِيدَيْنِ ؟ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : نَعَمْ ، يَا حَسَنُ أَعْظَمُهُمَا وَأَشْرَفُهُمَا . قِيلَ : وَأَيُّ يَوْمٍ هُوَ ؟ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : هُوَ يَوْمٌ نُصِبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ) فِيهِ عَلَماً لِلنَّاسِ . قِيلَ : جُعِلْتُ فِدَاكَ وَمَا يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَصْنَعَ فِيهِ ؟ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : تَصُومُهُ يَا حَسَنُ ، وَتُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَتَبَرَّأُ إِلَى اللَّهِ مِمَّنْ ظَلَمَهُمْ ، فَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ) كَانَتْ تَأْمُرُ الْأَوْصِيَاءَ بِالْيَوْمِ الَّذِي كَانَ يُقَامُ فِيهِ الْوَصِيُّ أَنْ يُتَّخَذَ عِيداً . قَيلَ : فَمَا لِمَنْ صَامَهُ ؟قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : صِيَامُ سِتِّينَ شَهْراً . ( الكافي : ج4، ص148.)
3- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : مَنْ صَامَ يَوْمَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ صِيَامَ سِتِّينَ شَهْراً ، وَذَلِكَ يَوْمُ غَدِيرِ خُمٍّ لَمَّا أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) بِيَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقَالَ : مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ . فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بَخْ بَخْ أَصْبَحْتَ مَوْلَايَ وَمَوْلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ . (بحار الأنوار : ج95، ص 321.)
*
( ذكر ودعاء عيد الغدير الأغر ) :
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ : أَنَّ مِنَ السُّنَنِ أَنْ يَقُولَ الْمُؤْمِنُ فِي يَوْمِ الْغَدِيرِ مِائَةَ مَرَّةٍ : ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ كَمَالَ دِينِهِ وَتَمَامَ نِعْمَتِهِ بِوَلَايَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)﴾ . (بحار الأنوار : ج95، ص 321.)
وَعَنْ الشَّيْخِ الْمُفِيدِ (رَحِمَهُ اللَّهُ) قَالَ :
﴿اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ وَعَلِيٍّ وَلِيِّكَ وَالشَّأْنِ وَالْقَدْرِ الَّذِي خَصَصْتَهُمَا بِهِ دُونَ خَلْقِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَأَنْ تَبْدَأَ بِهِمَا فِي كُلِّ خَيْرٍ عَاجِلٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الْأَئِمَّةِ الْقَادَةِ وَالدُّعَاةِ السَّادَةِ وَالنُّجُومِ الزَّاهِرَةِ وَالْأَعْلَامِ الْبَاهِرَةِ وَسَاسَةِ الْعِبَادِ وَأَرْكَانِ الْبِلَادِ وَالنَّاقَةِ الْمُرْسَلَةِ وَالسَّفِينَةِ النَّاجِيَةِ الْجَارِيَةِ فِي اللُّجَجِ الْغَامِرَةِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ خُزَّانِ عِلْمِكَ وَأَرْكَانِ تَوْحِيدِكَ وَدَعَائِمِ دِينِكَ وَمَعَادِنِ كَرَامَتِكَ وَصَفْوَتِكَ مِنْ بَرِيَّتِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ الْأَتْقِيَاءِ النُّجَبَاءِ الْأَبْرَارِ وَالْبَابِ الْمُبْتَلَى بِهِ النَّاسُ مَنْ أَتَاهُ نَجَا وَمَنْ أَبَاهُ هَوَى اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَهْلِ الذِّكْرِ الَّذِينَ أَمَرْتَ بِمَسْأَلَتِهِمْ وَذَوِي الْقُرْبَى الَّذِينَ أَمَرْتَ بِمَوَدَّتِهِمْ وَفَرَضْتَ حَقَّهُمْ وَجَعَلْتَ الْجَنَّةَ مَعَادَ مَنِ اقْتَصَّ آثَارَهُمْ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَمَا أَمَرُوا بِطَاعَتِكَ وَنَهَوْا عَنْ مَعْصِيَتِكَ وَدَلُّوا عِبَادَكَ عَلَى وَحْدَانِيَّتِكَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ وَنَجِيبِكَ وَصِفْوَتِكَ وَأَمِينِكَ وَرَسُولِكَ إِلَى خَلْقِكَ وَبِحَقِّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَيَعْسُوبِ الدِّينِ وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ الْوَصِيِّ الْوَفِيِّ وَالصِّدِّيقِ الْأَكْبَرِ وَالْفَارُوقِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ وَالشَّاهِدِ لَكَ وَالدَّالِّ عَلَيْكَ وَالصَّادِعِ بِأَمْرِكَ وَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِكَ لَمْ تَأْخُذْهُ فِيكَ لَوْمَةُ لَائِمٍ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَنِي فِي هَذَا الْيَوْمِ الَّذِي عَقَدْتَ فِيهِ لِوَلِيِّكَ الْعَهْدَ فِي أَعْنَاقِ خَلْقِكَ وَأَكْمَلْتَ لَهُمُ الدِّينَ مِنَ الْعَارِفِينَ بِحُرْمَتِهِ وَالْمُقِرِّينَ بِفَضْلِهِ مِنْ عُتَقَائِكَ وَطُلَقَائِكَ مِنَ النَّارِ وَلَا تُشْمِتَ بِي حَاسِدِي النِّعَمِ اللَّهُمَّ فَكَمَا جَعَلْتَهُ عِيدَكَ الْأَكْبَرَ وَسَمَّيْتَهُ فِي السَّمَاءِ يَوْمَ الْعَهْدِ الْمَعْهُودِ وَفِي الْأَرْضِ يَوْمَ الْمِيثَاقِ الْمَأْخُوذِ وَالْجَمْعِ الْمَسْئُولِ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَقْرِرْ بِهِ عُيُونَنَا وَاجْمَعْ بِهِ شَمْلَنَا وَلَا تُضِلَّنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَاجْعَلْنَا لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَرَّفَنَا فَضْلَ هَذَا الْيَوْمِ وَبَصَّرَنَا حُرْمَتَهُ وَكَرَّمَنَا بِهِ وَشَرَّفَنَا بِمَعْرِفَتِهِ وَهَدَانَا بِنُورِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْكُمَا وَعَلَى عِتْرَتِكُمَا وَعَلَى مُحِبِّيكُمَا مِنِّي أَفْضَلُ السَّلَامِ مَا بَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَبِكُمَا أَتَوَجَّهُ إِلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمَا فِي نَجَاحِ طَلِبَتِي وَقَضَاءِ حَوَائِجِي وَتَيْسِيرِ أُمُورِي اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَلْعَنَ مَنْ جَحَدَ حَقَّ هَذَا الْيَوْمِ وَأَنْكَرَ حُرْمَتَهُ فَصَدَّ عَنْ سَبِيلِكَ لِإِطْفَاءِ نُورِكَ فَأَبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ اللَّهُمَّ فَرِّجْ عَنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ وَاكْشِفْ عَنْهُمْ وَبِهِمْ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ الْكُرُبَاتِ اللَّهُمَّ امْلَإِ الْأَرْضَ بِهِمْ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً وَأَنْجِزْ لَهُمْ مَا وَعَدْتَهُمْ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ﴾ . (بحار الأنوار : ج95، ص319.)