النتائج 1 إلى 4 من 4
الموضوع:

زامل سعيد فتاح .. شاعر الحب والجمال والانسانية

الزوار من محركات البحث: 308 المشاهدات : 1574 الردود: 3
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: May-2014
    الدولة: حيث يقودني قلبي
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 87,096 المواضيع: 20,596
    صوتيات: 4590 سوالف عراقية: 663
    التقييم: 61180
    آخر نشاط: منذ 3 دقيقة
    مقالات المدونة: 1

    زامل سعيد فتاح .. شاعر الحب والجمال والانسانية






    شاعر عراقي، ولد في محافظة الناصرية عام 1941، تخرج من دار المعلمين، ومن خلال تعايشه في بيئة ريفية فقد منحته احساسا مرهفا مملوءا بالصدق، وكان له صوت غنائي جميل لكنه اخذ بنصيحة صديقه وابن مدينته الملحن (طالب القره غولي) بأن يستمر في كتابة الشعر لانه شاعر ذو خصوصية لايملكها غيره من الشعراء. المكير؛ وحسب ما هو معروف باللهجة العراقية هو الشارع المعبد بالاسفلت (القير او الجير) ولكن مكير الشاعر هو زقورة اور في الناصرية وهي من آثار السومريين وتبعد عن مدينة الناصرية قرابة (15كم) والطريق الاسفلتي المؤدي الى الزقورة يمر بمحطة قطار الناصرية لذا ظن البعض ان (المكير) هو محطة القطار نفسها وهذا اشكال ولد بولادة القصيدة التي تحمل اسم الديوان خصوصا بعد ان اصبحت اغنية مشهورة عرفها الجمهور العراقي بصوت المطرب (ياس خضر) والحان الراحل (كمال السيد) عام 1969. سعد صاحب

    مجنون بعشق الطبيعة
    هكذا منذ ان جاء الى الدنيا يعشق الجمال اينما كان ، في ارض أو وطن أو امرأة أو حتى في قميص معلق داخل زجاجة مقفلة ، وصاحب قلب عاطفي كبير يفيض بالمشاعر النبيلة الى كلّ الناس ، وهو شاعر متفّرد بمهارته التي لا يمتلكها الآخرون ، وعالمه الشعري مليء بالفراشات والزهور والانهار والنوارس والحمامات والرقّه واللطف والظلال والالوان والقناديل الملونة التي تتراقص اضواؤها في الماء ، انّه مجنون بحب الطبيعة التي ينام بين احضانها نشواناً كالرضيع ، وهي بالمقابل تحنو عليه وتبادله نفس الحب والشعور والاحساس ، وتملأ صدره بالهواء البارد المنعش المحّمل بروائح القداح
    والياسمين والبنفسج .

    دعوة للغناء
    هو شاعر الانسانية الذي يطير باجنحة الشوق من بستان إلى بستان ، يحط على هذه الخميلة ويهمس الى تلك الشجرة ، ويغازل زهرة ذابلة فتنتعش ويفوح عطرها من جديد ، مخلص في صداقاته لاسيما محبته الدائمة الى الشاعر جبار الغزي برغم المقالب التي تحدث بينهما ، وفي لمواعيده ودقيق بالتزاماته الفنية ، ولا أدري كيف استطاع ان يدخل الى هذا القلب الصغير الذي لا يتجاوز حجم الكف كل هذه الاوطان والبشر والحدائق والاشجار والعصافير والينابيع والبحيرات ، وروحه الطّيبة تحمل في داخلها أكثر من حب الى الحبيبة والنبات والمياه التي تروي الزرع وتحتضنه في لحظة ولوج وتداخل واندماج تشبه احتضان الرجل الى انثاه بعد غياب وفراق طويل . كان يدعو إلى الغناء متحدياً الاحباط والخيبات والاحزان والالم ، وفي كلّ كتاباته متسع للهناء والسعادة والغزل والعافية والامل والطموح والرضا ونبذ للعدوانية والاهمال والظلم والطغيان والاستغلال والركون والكسل والتهاون والخمول والاستسلام ، انه واحد من اعظم شعراء الاغنية العراقية في القرن العشرين بل من الاوائل في هذا المجال ، وقبل شعره الجميل تسبقه شخصيته الشفافة ذات الحضور المميز الفاعل في جوانب الحياة كافة ، ويكفي ما يوصف به ذلك النبع الذي يسقينا الحنان .

    رئيس الجمهوية يطلب مقابلة الشاعر
    لم يقف كباقي الشعراء متوسّلاً ومستجدياً على ابواب المسؤولين والرؤساء ، كما قضى البعض اياماً يروح ويجيء امام القصور المسوّرة بالموت والحراسات والكهرباء من اجل الدخول فيها والحصول على بعض الهبات ، وانما حدث العكس بالتمام عندما طلب مقابلته الرئيس السابق أحمد حسن البكر لانه كان معجباً باغنيتين من كتاباته : الاولى ( المكير ) التي لحنها كمال السيد وهي اول اغنية امتازت بالحداثة والتنوع والتجديد وقد نقلت اللحنية العراقية الى مرحلة جديدة من الابداع والابتكار والتطور والادهاش والثانية أنشودة ( ماهو منّه ) التي لحنها الكبير طالب القره غولي ، والمفارقة حين جاء الوفد المكلف من رئاسة الجمهورية الى الاذاعة والتلفزيون يسأل عنه معتقداً انه يعمل في هذا المكان ، وما دروا اغلب المبدعين الكبار لايعملون في مؤسسات الدولة التي تمتص رحيق شبابهم بالنظم الروتينية الجائرة وترميهم على قارعة الطريق ، قالوا لهم تجدوه في واحدة من حانات الصالحية التي كانت عامرة وقتذاك ، وبعد بحث وتفتيش من حانة الى حانة وجدوه في ذروة النشوة والابتهاج والترافة.

    كلمات منسجمة
    الالفاظ التي ينتقيها للكتابة ، رقيقة ، حميمة ، دافئة ، متجانسة ، موضوعة في مكانها الحقيقي وذات قدرة تعبيرية عالية في توصيل الافكار والاحاسيس الجياشة ، وهذه الحالة تعتمد على حسّاسية المبدع تجاه الكلمات التي يختارها ويمنحها الحس والروح والشاعريّة من خلال السياق الذي يعطيها الوجود المؤثر والضربة التي تستفز الخيال ، واغلب المفردات التي يختارها في نصّة الغنائي متجاورة ومنسجمة وايقاعها الموسيقي الداخلي يوازي اللّحن والاداء والاخراج ، ولا ننسى ثمة علاقة جدلية ما بين لفظة واخرى وهنا تتدخل الملكة باصطياد المفردة التي تعبر عن الشوق والحنين واللهفة والعواطف ، وتوجد ميزة مهمة وهي الجرس الايقاعي الذي تحمله الكلمة السلسة فضلاً عن الايحاء والمغايرة والانسياب والعفوية والشحنة العاطفية التي تشعل الاجواء طرباً ، والجيل السبعيني الغنائي كان موفقاً بالانتقال من قافية الى اخرى ومن بحر الى بحر ومن زمان الى زمان ، وهنا يكمن دور التجربة التي يتعامل معها الشاعر وبكل تأكيد الاغنية التي تتحدث عن الحب والفراق والوصال والشكوى تجبرنا على التفاعل والاصغاء بكل الحواس اليها .

    ينابيع متدفقة
    معظم القصائد الغنائية التي كتبها ينابيع متدفقة تغسل شوارعنا من الهم والانكسار والاحزان ، وتعمّد اطفالنا بالمحبة والتسامح والامانة ، وكل من يعرف الشاعر شخصياً لا يستطيع ان يتخيله دون الود والطراوة والابتسامة ، سيد الرأفة والالفة والشعور العميق بالفقراء والعطف والمواساة لكل العاشقين ، واضح كلامه وبسيط لكنه مشرق ومضيء ودال ، وشعره يمجد الانسانية والنجاح والصبر والاجتهاد والسلام وضد الصراعات والكراهية القتال والازدراء والتفرقة ، يحتفي بتفتح الزهور وبسقوط قطرة الندى على زجاج مقهى وبطلعة الشمس الذهبية من بين الغيوم متربعة عرش النهار بضوئها الساحر ، يستمد اغنياته والهامه الشعري من ضحكة طفلة بريئة ومن تلويحة عاشقة ويسمو بخفقة جناح الطير وبرعشة جناح الفراشة، أعذب من نسائم الربيع ، وأترف من قميص الحرير على جسد فتاة رشيق ، يميل قلبه مع الاغصان التي تتمايل كلما هب عليها النسيم ، لياليه موزّعة بين الغرام والمواعيد والعيش البسيط المتواضع والتنقل ما بين الفنادق والامكنة البغدادية ، وبين انشغال البال بالاحبة والتشبيب والانس والوصال والشراب والتنقيب عن لحظة السرور التي يجدها في لقاء الحبيب والحزن الكثير عند الوداع.

    بساطة
    اذا كانت قلوب الشعراء تهفو الى مكانة اجتماعية مرموقة او الى منصب سياسي كبير وامتلاك عقارات وارصدة في البنوك فان قلب شاعرنا لا يشغله غير التلهف والاحتراق والتشوق الى رؤية من يحب ، سعيداً في حياته ، طيّباً يبتغي الخير والخصب والنماء والسعادة يراها في البساطة والاعتدال والصدق والنجاة والرحمة ، يكره القسوة والقوة والعنف والحرب والعدوان ، مارس واجبه الانساني كشاعر يسعد الحزانى ويزيح الهموم عن قلوبهم باغنية خالدة وما اكثر الاغنيات في سجله الحافل بالعطاء . برحيله المبكّر فقدنا شاعراً كبيراً يقاتل القبح والانانية بالجمال ، وبالاغاني التي حفظها العشاق وردّدوها في الشوارع والمنافي والغربة ، وقاوموا بها الحروب والخراب وصيحات القطارات الحزينة التي تعوي آخر الليل كالذئاب الجريحة في براري
    الروح .

    أشهر أغاني الشاعر :
    ( جذاب دولبني الوكت ، شكَول عليك ، فرد عود ، تكبر فرحتي ، أعزاز) ، ألعب ياشوگ ، ياخوخ يازردالي ، نسينا ياهوى نسينا ، هذا آنا وهذاك انت ، تكبر فرحتي بعيني، أريد اشريج عيني السمره )
    والمگير هذه القصيدة الخالدة , التي نحن بصددها ,, قد أخذت صدى واسعاً وماتزال تواصل حضورها المؤثر بين الشعراء خاصة والناس عامة ,لكونها كتبت بمعاناة معبرة عما يدور في قلبه الجريح الذي بقي ينادي ولكن دون جدوى .

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    سَرمَديّة
    تاريخ التسجيل: August-2014
    الدولة: بغداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 32,335 المواضيع: 2,167
    صوتيات: 152 سوالف عراقية: 98
    التقييم: 11955
    مزاجي: الحمدلله ، جيد
    المهنة: legal
    أكلتي المفضلة: دولمة
    آخر نشاط: منذ 2 أسابيع
    مقالات المدونة: 19
    الله جداً استمتعت بلقراءة شكرا جداً احمد

  3. #3
    من أهل الدار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جنة الروح مشاهدة المشاركة
    الله جداً استمتعت بلقراءة شكرا جداً احمد
    الف هلا جنة

  4. #4
    من أهل الدار
    اسرار الكون
    تاريخ التسجيل: October-2017
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 8,721 المواضيع: 313
    صوتيات: 6 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 14792
    آخر نشاط: منذ 35 دقيقة
    مشكور احمد
    دائما مميز

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال