وبلمح البصر قام بأخذ يوري وإختفى ، هي القادمةُ إذاً و قفتُ منذهلة ييدو أن مشاعري إنتهت ، هل تحطيمها أمرٌ جيد..؟! ، أظن أن دفنها في الأعماق و وضع قفلٍ من الفولاذ عليها سيكون الحل المثالي لي ، وبينما أصارع نفسي قام يوكي بإمساكِ من معصمي وأشار أن علينا اللحاق بهما فلا وقت لنا لإضاعته بلا أي تفكير ذهبت وارءه ، ويبدو أنه كان يتبع صوت الصراخ القادم ممن يتم أخذ أجسادهم ، توقفنا عن الركض بعد أن رأينا حاجزاً يمنعنا من الدخول ، حاولنا تحطيمه ولكن بلا فائدة ، شخصٌ أخر سيموت الآن بينما أنا عاجزةٌ عن إيقاف ذلك الأحمق المدعو أخي..أتت إلينا بعض الأشباح الجائعة والتي بدت كذئاب مفترسة ، قام واحدٌ منهم بالهجوم على يوكي وقطع يده اليسرى ، من غير المنطقي أن يلمسك شبح ولكن في هذا العالم يستطيعون التحكم بما يريدون ، حالفنا الحظ عندما هجم ذلك الشبح الأحمق علي فابتعدت عنه فقام بكسر جزءٍ من الحاجز يسمح بدخولي أنا ويوكي ، ولكن بمجرد دخولنا اتبعنا هؤلاء الوحوش الخارجةُ عن السيطرة ، بينما نحنُ نركض هرباً منهم إستطعت رؤية أخي يحمل يوري متجهاً إلى حاصدة الأرواح ، ولكن يبدو أن يوكي لن يتحمل الركض أكثر فالنزيف في يده لم يتوقف بعد ولقد خسر الكثير من الدم ، لا أنكر أنني لا أتألمُ أنا أيضاً فقدمي اليسرى لاتزال مصابة ولكن الوضع يجبرني على التحمل ،
استطعت إيجاد مكانٍ شبه آمن بعيدٍ عن تلك الوحوش وقطعت جزءاً من ملابسي ولفتته حول جرح يوكي ووعدته أنني سأذهب لإنقاذ أختك...-أردف بغضب " هل تمزحين..؟! ، أنتِ حتى لا تملكين أسلحة ، كما أن تلك الحشرات الغبية لاتزال تلاحقنا..، لن أسمح.."
-قاطعته قائلة"أنا أعيي ما أفعل جيداً ، فحتى لو كلفني حياتي أريد أن تعود أختكَ سالمة ، كما أنك تتألم توقف عن العناد"
أخذت بعض الأسلحة التي كان يحملها ، وذهبتُ مسرعة بإتجاه حاصدة الأرواح ، لن تكونَ بعيدةً عن هنا..."كم هي كبيرةٌ ومذهلة" هذا ماتبادر في ذهني فور رؤيتي لها ، بدأتُ الصعود علني أتداركُ الوقت وأنقذ يوري قبل موتها ، حاولت ولكن هاقد وضعها في حاصدة الأرواح ، بدأت أصرخ بكل ما اوتيت من قوة ، "أرجوك لهذه المرة فلتسمعني يا أخي ، خذني بدلاً عنها" بلا وعي مني بدأت أقول هذه الكلمات كما أنني بدأتُ بتذكيره عن طفولتنا وكم كنا نحبُ بعضنا
، بدا أن قلبه إهتز قليلاً ، الدموعُ تنهمر من عيني وأنا أتحدث
...غريبٌ أمرك لماذا لم تقم بتشغيلها إلى الآن ، هل مايزال قلبك يحتوي على بعض العاطفة..؟! ، أرجوك يا إلهي أن تجعل كلماتي توقفه وتحطم الجليد و تكسر القفل الموضوع على قلبه ، لم يتحرك و ظل يحدق في وجهي وعلامات الحزن إرتسمت على محياه
، وصلتُ له وقمت بإحتضانه وعدت للبكاء لقد كنتُ كالطفلة الرضيعة وقتما تبكي مفتقدةً وجود والدتها بجوارها
نظر لي والدموع تكاد تدفق من عينيه ، اعتذر لي وقام بإنزال يوري من الحاصدة، ولكن السعادةُ ليست دائمة فهي تتحطم بأقل شيءٍ موجود
يتبع....