السلام عليكم
ما سوف تطلع عليه واقعي وحدث قبل ايام
وهي فترة غيابي عن درر العراق
امضيت الـ 15 عشر يوما في مشفى المواني بهيئة صدأ يجسده مشاهد المرضى الكثيرون. على مسافة مترين على الجانب الايسر متر مربع يفصلهما عن دخول غرفة مرضى الجراحة على سرير واحد كان يتكأ الرجل التركماني وابنه الصغير بنية البدأ في دخول صالة العمليات كان ضوء الغرفة واحد في الليل والنهار كنت استشعر ذاك الحس انه حس الدعابة في التخيف عن الفتى مع ابتسامة خفيفة كان الاب ينظر الى ولده وسط ذاك المشهد الذي يجسد مدى قلق الاب انه يحاول ان يظهر انه قوي
نظرت الى ساعة الجدار كانت معلقة فوق الباب على الرغم من ان الدقائق تمضي الا ان القلوب تتخافت لمعرفة ما وراء الساعة 3:00 صباحا بينما كنت اراقب مدى ذوبان الفتى احدهم طريق الباب انه الممرض معه عربة نقل معاقين اركنها في الاتجاه المعاكس للسرير دار الحديث بينهما لكن ثم صوت ضعيف الحس طالبا الماء من المقرر ان لا يتناول شيء ويبقى صائما لمدة 10 ساعات . انه الفتى طالبا الماء . اتذكر انني قرأت ان اي شيء من المااء والطعام ممكن ان يقتل الانسان عندما يعطى جرعة المخدر
اطفىء الممرض الضوء عندها فقدت الوضوح في النظر
يبدوا ان صوت حديث بينهما لا افهم منه شيء بدى لي من حديث الممرضين انهم من التركمان الذين يسكنون في مدينة الموصل هجرو من مناطق سكناهم نتيجة الحرب وسكنو في مدينة العمارة وهناك تعلم الاطفال التحدث بلهجة اهل العمارة
وانا متكأ في سرير امام الباب كنت اشاهد خطوات الركض
في الممر .. ما الذي حصل سرعان ما تحول هذا الركض لصراخ لقد مات احدهم طفل ذو سنتين
نحن في الغرفة ذات اربع اسرة محاذية لجدرانها الطولية ذات العرض الـ4 متر
نبوء مقاعدنا دون حراك ربما خشية من التألم كل منا يشعر بما يؤلمه لا احد يشعر بك اطلاقا حينما يمتص الالم روحك تدريجيا ويوقعها في شراك الرجفة والضمأ
بعد عشرة دقائق انار الاب ضوء الغرفة ونهض الفتى ليذهب للحمام كان ينظر الي وانا انصدم بهالة المنظر الفضيع امامي كانت عيناه متورمتان بلون ازرق وشفتاه متفطرة ويده مكسورة وراسه ذو ورم في جبينه
الساعة 3:20 دخل الممرض مرة اخرى جالبا العربه وقام بنقل الفتى لصالة العمليات ذهب الاب خلفة مطأطئ راسه للاسفل شاكيا وجعه المكث لربه
كنت مستيقظ لم انم لان الدواء كان بجرعات كبيرة بعد كل خمس ساعات درجة الحرارة في هبوط وصعود مستمر
الساعة 5:40 د جلب الطفل الى السرير مع فرحة الاب بنجاح العملية وهي نزف في الرأس نتيجة سقوط الطفل من اعلى المنزل حيث التقط الصور لابنه مع ابتسامه اذهبت جهد التفكير الذي اعتل راسه ... جاء الصباح وكان يوما اعتياديا حاله حال الايام التي مضت
حل المساء على هيئة مطر من الادوية لكل شخص معي
في الليل استيقظ الطفل وانتهى تاثير المخدر نهائيا بعد ان تقيأ .. بدأو يتحدثون ويبتسم الاب لحديث ابنه
جلس الاب بجانب السرير ذو الارتفاع 45سم تقريبا ويحدث الفتى باللهجة اهل العمارة قال الفتى بحديث متكسر - "با با "
الاب - نعم
الفتى - اذا طبت اجيبلي ايباد
الاب- تدلل اجيبلك الدنيا كلها بس شد حيلك
احتضن الطفل اباه بيديه ونام على كتفه لمدة دقيقة ثم نهض الفتى وقبل خديه والده
كنت اراقب المشهد ببكاء كبير لانك تعيش الحدث سيعلق في ذاكرنك وكلما حاولت نسيانه يتحدث من جديد
شاهدني الاب وانا امسح دموع عيني فـ انهار بالبكاء نام الطفل وخرج الاب ليريح عينيه بمطر التاثر
الفائدة: كنت ادعو الله ان ياخذ روحي لينتهي وجعي وعندما رايت تفأؤل و عزيمة هذا الطفل اشتدت ارادتي لاستمر في هذه الحياة ... لا لغرض العيش فقط بل لتبقى على برهان ان الله لا يصور الاشيااء امامك دون معنى بل ليعطيك درسا و ان الامل هو المصداق الذي ينظر به العبد لربه