الدموع تنهمر بلا أي سبب ، قررت عدم المحاولة والجلوس منتظرةً موتي حتى سمعت ذلك الصوت الذي يقول "أبتعدي" ، حتى شعرت بتغير الهواء من حولي لقد بدا كغازٍ قاتل ولكن لم يؤثر فيِّ بل قتل تلك الحشرة ، نظرت لمصدر الصوت وإذا بهما فتاً وفتاة يقفان ملوحين لي ، قدمي ماتزالُ تؤلمني لذلك لم أستطع التحرك فأتت إلي تلك الفتاة وتحدثت بنبرةٍ سعيدة...-"هل أنتِ بخير..؟! ، لماذا لم تحاولي قتلها..؟! ، هل أنتِ ماتزالين جديدة هنا..؟!"
-أردف شقيقها بإنزعاج " لا تنهالي عليها بالأسئلة أيتها المزعجة"
-أجبتها ببعض الخوف" نعم أنا بخير..، ولكن أين نحن..؟!"
-اعتلى وجهها بعض علامات التعجب وقالت"ألم يتم إخبارك..؟! ،في الواقع نحن..."ما أوقفها عن الحديث هو تلك الضجة القادمة من خلفنا تبدو كخطوات كعملاقٍ تهز قدمهُ الأرض ، استطاع الوصول إلينا بسرعة وذلك بسبب أرجلهِ الضخمة فهو لم يترك لنا المجال حتى للهرب ، أشار لنا ذلك الفتى بالهروب عندما يرفع يدهُ للأعلى ، النفسُ يتثاقل ونبضاتُ قلوبنا تتسارع شيئاً فشيئاً حتى كادت أن تخرج من مكانها وتنفجر ، بعد دقيقتين من كلامه قام برمي قنبلة أخرى مشابهه لما قبلها ، قمتُ أنا وتلك القتاة بالركض ولحق هو بنا ، قدمي اليسرى كانت تؤلمني كثيراً ولكن حاولت حمل ذلك الألم حتى وصلنا إلى مكانٍ أمان قامت تلك الفتاة بتضميد جرحي بقطعة قماشٍ كانت تحملها وبدأت بالتعريف عن نفسها..
-"أنا أدعى يوري وهذا أخي التوأم يوكي"
-أردفت ببعض التوتر والخوف"أنا ميرا ، هل تخبريني لما انا هنا"
-أجابت وعلى محياها أرتسمت إبتسامةٌ حزينة"بالتأكيد ، ولكن هناك سيء واحد عليكِ أن تعرفيه قبل أن أبدأ -لا أمل لكِ بالخروج سوى بالتضحية بقطراتٍ من دماءٍ نقية فإن كانت مدنسة ستقعين في هاويةٍ لا مخرج منها إلا الموت-"
شعرتُ ببعض القشعريرة من كلامها واجتاحني الخوف ، أكملت كلامها متحدثةً عن كيف يتم إدخالنا هنا..ولماذا نحن من دخلنا..؟! ، على مايبدو يتم أخذ كل طفلٍ عذب في طفولته ويمتلك لون عينين غربين ، كلمةُ النجاة هي حلمٌ ووهم لكل من يخوض هذه التجربة ، راودتني أسئلةٌ كثيرة و لكنها أجابتني قبل أن أسأل وكأن ما أريد مكتوبٌ على وجهي ، يوجد عيونٌ حمراء و رمادية ويبدو أنهما ممن يمتلكون العيون الحمراء..-"هل تريان أشباح الأموات مثلي..؟!"
-أردفت يوري وعلامات الحزن تعتلي وجهها ويبدو أن الدموع ستخرج في أي لحظة"لكل عينٍ قدرة ، نحن نرى من على وشك أن يموت.. ، مؤلمٌ أن تعلم كونه سيموت ولكنك لا تستطيع مساعدته..!!"
حقاً كلامها مؤلم ، بينما عم الصمت فيما بيننا سمعتُ ذلك الصوت الحنون إنه ليس بالغريب فأنا متأكدةٌ أنني سمعته من قبل ، ولكن يا له من أمرٍ غريب يوري ويوكي يستطيعان سماعه كذلك ، بدأ يقترب قليلاً وأصبح واضحاً ، "ماذا آتى بكِ إلى هنا ميرا وكيف أصبتي..؟!" هذا ماكان يقوله ذلك الصوت وعندما اتضحت الرؤية لقد كان اخي ولكن لقد مات..، ما الذي جاء به إلى هنا..؟! ، ألم يمت عندما كنت طفلة..؟! ، التوأمين كانا يشاهدانه أيضاً أليس غريياً..؟! ، تحدث يوكي بنبرة هادئة وحازمة بعض الشيء..
-"كيف تستطيع أن تظهر نفسك أمامنا مع أنك ميت فأنا وأختي لا نستطيع رؤية الأموات أو أرواحهم.."
-أجابه أخي بإبتسامةٍ باردة"هنا عالمُ الأموات بالفعل ألا تعلم..؟!"
-أردف يوكي بقلق"عالم الأموات ، أليس هذا.."
-قاطعه أخي بقوله "لقد تم إختياركم للتضحية ، ألستم تريدون الموت في الواقع..؟! ، لنوفر لكم موتاً هادئاً سنأخذ أجسادكم و تموتون أنتم بسلام.."
-"أخي هل تمزح..؟! ، هذا مستحيل كما أنه غباء"
-نظر ببرود وقال"أختي العزيزة الم تريدي الموت..؟! ، أقدمتِ على الإنتحار والآن تنفين فكرة التضحية ، أنا هنا بسببك فأنتِ كنتِ طفلة غبية اضطررت للإعتناء بكِ ، فقط إن لم أنقذك ذلك اليوم لكنت حياً الآن"
بدأ جسدي يرتعش ونضبات قلبي تتسارع كم أنا غبية الشخص الذي كنتُ أتمنى اللحاق به هاهو يريد أن يضحي بحياتي ليعيش ، أحببته وتمنيت رؤيته كل يوم ولكنه يمقتني الآن ويعاملني كالحشرة ، بدأت الدموع تتساقط من عيني وقلبي يتقطع ويتمزق مع كل دمعة أذرفها ، مازاد شعوري بالألم هو تلك الكلمات التي صدرت منه عندما رأى دموعي..
-"وفري دموعك للقادم الا تسمعين صراخهم ، كما أنه لم يمر على وجودك سوى نصف يوم فلا تقلقي نحتاج لمن مكث مدة اطول من ذلك..أليس كذلك يوري..؟!"