التاريخ يفرض سطوته على أفلام «فينيسيا السينمائي»
فيلم "بترلو" يستعيد أحداثاً شهدتها منطقة مانشستر في 1819 - من المصدر
المصدر: دبي ـ غسان خروب
برنامج ثري تطل به الدورة الـ 75 لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، الذي يرفع ستائره الأربعاء المقبل، ليبدو أن طبيعة اختيارات المهرجان المتنافسة على «أسد فينيسيا الذهبي»، كانت أفضل طريقة للاحتفال باليوبيل الماسي للمهرجان، الذي لم يعلن عن أي احتفالات أو فعاليات خاصة بهذه المناسبة، في محاولة من إدارته لإضافة بعض من الإثارة على المنافسة التي تشهدها الدورة الحالية للمهرجان، الذي أعلن عن فتحه الباب أمام إنتاجات منصة «نتيفلكس» بعد أن أغلقها مهرجان كان السينمائي في دورته الماضية التي أقيمت في مايو الماضي.
الافتتاح هذا العام سيكون من نصيب المخرج داميان شازيل، الذي سبق له قبل عامين افتتاح المهرجان بتحفته الموسيقية «لا لا لاند»، ولكن داميان يعود هذه المرة بـ «الرجل الأول»، حيث يحتفي من خلاله بـ «نيل أرمسترونغ»، أول رائد فضاء أميركي يطأ سطح القمر، عام 1969، ملقياً الضوء على جانب من حياة أرمسترونغ، وموغلاً أيضاً في التاريخ الذي استطاع أن يفرض سطوته على أفلام المهرجان.
رايان غوسلينغ بطل «الرجل الأول »
الوسترن
البعد التاريخي لا يبدو مقتصراً في هذه الدورة على فيلم الافتتاح وحسب، وإنما يمتد مداه ليغطي أفلام المسابقة التي يصل عددها إلى 21 عملاً، تحمل توقيعات مخرجين كبار، سبق لهم الفوز بـ «الأسد الذهبي» وآخرين جدد، ما زالوا يتلمسون طريق «فينيسيا السينمائي»، الأمر الذي يشير إلى أن القائمة المختارة ستكون ثرية، فها هما الأخوان جويل، وإيثان كون، يعودان من خلال «أنشودة باستر سكراغز» إلى أفلام «الوسترين»، ليطاردا باستر سكراغز، الخارج عن القانون، بينما نجد أن الفنان التشكيلي والمخرج الأميركي جوليان شنايبل يقدم عبر فيلمه «عند بوابة الأبدية» لمحة عن حياة الرسام فان غوخ، في حين يطل المخرج المجريّ لازلو نَمَش، على المهرجان لأول مرة حاملاً معه فيلماً تاريخياً بعنوان «الغروب»، جُل أحداثه تدور في بودابست أوائل القرن الماضي.
بقصة تاريخية تروي أحداثاً وقعت عام 1819 وقعت في منطقة مانشستر، يطل البريطاني مايك لي بجديده «بترلو»، فيما يستعيد البريطاني بول غرينغراس عبر فيلمه «22 يوليو» حدثاً دامياً هزّ النرويج في 2011، بينما يعيدنا فيلم «المُفضّلة» لليوناني يورغوس لانتيموس إلى القرن الـ 18 لنعاين جملة من الأحداث التاريخية، وهو ما يعد غريباً أن يسلك لانتيموس الطريق التاريخي، بعد تقديمه فيلم «سرطان البحر» (2015)، و«مقتل غزال مقدس» (2017).
الحرب العالمية
في القائمة أيضاً، فيلم «عمل بلا مؤلف» للألماني فلوريان هِنكِل فون دونسماك، حيث يروي حكاية هروب أحد الفنانين الشباب من الجانب الشرقي لألمانيا إلى جانبها الغربي أثناء النازية، فيما يقدم المكسيكي ألفونسو كوارون فيلمه «روما»، ليعود من خلاله إلى المكسيك في سبعينيات القرن الماضي، ويرصد مشكلات تُعانيها إحدى العائلات.
أما الفرنسي جاك أوديار، فيقدم هذا العام فيلمه «أخوة الشقيقات» الذي يعد أول أفلامه الناطقة بالإنجليزية، حيث تدور الأحداث في خمسينيات القرن الماضي.
أما الإيطالي ماريو مارتوني، فيروي عبر «كابري - ثورة» أحداثاً شهدتها مدينة كابري قبل دخول إيطاليا الحرب العالمية الأولى، فيما يعد «العندليب» دراما نفسية تدور أحداثها في القرن الـ 19، وهو يحمل توقيع الأسترالية جنيفر كَنْت، التي تعد المرأة الوحيدة في المسابقة.
7
مشاركة «غير مسبوقة»، هكذا يمكن وصف وجود السينما العربية في أروقة دورة المهرجان الحالية، فهي توجد بسبعة أفلام، إلى جانب عضوي لجان تحكيم، ففي الوقت الذي تشارك فيه السورية سؤدد كعدان، بفيلمها «يوم أضعت ظلي»، يطل الفلسطيني سامح زعبي بفيلمه «تل أبيب تشتعل»، ومواطنه بسام جرباوي بفيلم «مفك» الذي يعرض في قسم «أيام فينيسيا»، في حين ينافس السوداني حجوج كوكا بفيلم «آ كاشا»، والسوريان سعيد البطل، وغيث أيوب بفيلم «لسّه عمّ تسجل»، في قسم «أسبوع النقاد» الذي يختتم فيلم «دشرة» للتونسي عبد الحميد بوشناق، بينما يشهد المهرجان عرضاً خاصاً للفيلم القصير «ابنة مغني الأفراح» للسعودية هيفاء المنصور.
أما في التحكيم فيشارك المنتج المصري محمد حفظي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في لجنة تحكيم مسابقة «آفاق»، فيما تشارك المخرجة التونسية كوثر بن هنية في عضوية مسابقة العمل الأول «لويجي دي لورينتيس».