يتساءل الكثيرون من الناس في العالم: لماذا الأرض لا تمتص الدم حيث يمكن بسهولة ملاحظة أن الأرض وحتى بعد مرور سنوات طويلة لا تتمكن من امتصاص بقع الدماء، مما يجعل العديد من بقع الدماء التي دامت لمئات السنين دون أن يتم امتصاصها تصبح معالما أثرية ودلائل علمية يتم دراستها من أجل فهم ومعرفة كيف كانت تعيش المخلوقات في العصور الأخرى.
وما يثير الاستغراب والتعجب في هذا الموضوع بشكل كبير أن الأرض تتمكن بسهولة من امتصاص المياه والسوائل، لماذا الأرض لا تشرب الدم إذن وتقوم بامتصاصه على غرار السوائل الأخرى.
ونتجت هذه الظاهرة الغريبة، والتي لم تكن مفهومة لسنوات طوال، على قيام العديد من الحضارات عبر التاريخ بتأليف قصص وروايات ميثولوجية تحاول من خلالها شرح سبب هذه الظاهرة، وكل حسب الأسس التي تقوم عليها حضارته.
السبب العلمي
لفهم السبب العلمي لعدم امتصاص الأرض للدم يجب أولا فهم كيفية امتصاص الأرض للسوائل وكذا معرفة بعض المعلومات عن طبيعة السائل الدموي.
فبالنسبة لكيفية امتصاص الأرض للسوائل فذلك يتم عبر خلايا الأرض والتي عادة ما تكون أكبر مقارنة مع خلايا السوائل التي تقوم بامتصاصها.
لذلك فالأرض عبر خلاياها الكبيرة تقوم بامتصاص خلايا السوائل شيئا فشيئا إلى أن تمتص السائل بأكمله.
هنا يجب فهم ومعرفة بعض المعلومات عن السائل الدموي.
فالدم وبمجرد احتكاكه أو اصطدامه بجسم صلب، أيا كان، تقوم جزيئاته بالتماسك بسرعة كبيرة مما يجعل جزيئاته أكبر فأكبر.
ومع كبر جزيئاته يصبح من الصعب على خلايا الأرض امتصاصه وكلما أصبحت أكبر كلما ازدادتعملية الامتصاص صعوبة.
لذا فالأرض تقوم بامتصاص نسبة الماء الموجودة في الدم، عن طريق خلاياها كما شرحنا من قبل، ولكنها لا تتمكن من امتصاص جزيئاته التي تبقى على السطح.
م