نص (١)
هايكو الفراشة ،
فراشةٌ دافئةٌ بحجم دمعة طارت ، فجأة ،
من عشب لحيتي ..
هذا ما رأيتُ في المنام !
__________________
نص (٢)
عندما خطفتُ وسام الهزيمة
انتصرتُ أخيرا :
هزمتُ جيشا كاملا من القوة ، وأبدتُ مقاومة كانت تعترض طرقي ، مذ أن عرفتكِ .
لم أستعن بأحد ، حتى بهشاشتي :
استغنيتُ عن ضعفي أيضا .
أعلنتُ أنني وحيد ، وخضتُ معركتي مجردا حتى من الحب ومن المعرفة ،
وعندما وجدتُ أن جسدي قد نزفَ آخر قطرة من أنهاركِ ، نفضتُ يديَّ من الغبار ، وخرجتُ إلى العراء بإناقة ناي ، وهناك عزفتُ نفسي دموعا ..
يا له من وسام !
________________________
نص (٣)
حمامة ميتة
أتيتِ من المكان الصحيح ، إلى المكان الخطأ ، لكن كيف ..
كيف يُخطأ القلبُ الحقيقي الطريقََ إلى النبلة التي ستمزقه ؟
لستُ الرجل المطلوب ، لستُ المناسب :
ربما كنتُه قبل أن تطرقي النافذة ، قبل أن أرفع رأسي من وديان غيابكِ العميقة ، وأنظرُ إلى ما خلف طـَرقاتكِ من متاهات تنتظرني .
ربما كنتُ ذلك الرجل ، عندما كان الليلُ ينقلُ ، عبر أسلاكه ، ذبذبات شوقكِ الحار ، تأوهات جسدك ، وحنانك العاصف .
ربما كنته قبل أن أقوم ، مترددا ، لأفتح البابَ .
ربما كنته بعد أن خرجتُ ولم أجد أحدا .
ربما استعدتُ الرجل ، ربما صرتُه ، آه .. ذلك الرجل الذي أحبكِ بكل ما يملكُ من يأس ، عندما وقفتُ حائرا في العراء أنظرُ إلى شظايا زجاج النافذة ، وبين أقدامي حمامة ، مضرجة بالدم ، وميتة
_______________________
نص(٤)
عليكِ السلام
عليكِ السلامُ كلما رنَّ الجمالُ في الأقاصي ، كلما انفجر الضوءُ في باطن العاشقة ، كلما فرَّت الروحُ من العائلة ، كلما نصع القمرُ فوق تلال الجسد، كلما سقط المشتاقُ مضرجا باللهفة ، كلما توّلهت امرأةٌ ، كلما شعّ الإنسانُ في قلب عاشق ، كلما كتبَ الملاكُ ذنبا ، كلما صدح الغناءُ من خلف نافذة ، كلما مشي الشاعرُ فوق المياه ، كلما نبتتْ كلمة ٌ ، كلما خرجت من الكلمة سبعُ كلمات ، كلما أنبتتْ الكلماتُ حدائق مسحورة بقصائد وجهكِ ..
عليكِ السلام كلما فاضتُ ، من ثقوب الناي ، حياتي ..