إنّه الولَهُ ...
يتغلغلُ من مساماتِ الرّوحِ
يتوغّلُ بنارِ أظافرِهِ
يستقرُّ في شهوةِ القلبِ
في دمي يطلقُ حممَ الشوقِ
ويثورُ النبضُ بأناشيدِهِ
على وديانِ الأماني .. المشرئبةِ
نحوَ العناقِ المميتِ
تحدوهُ جداولُ الحنينِ
الصّارخاتُ بالبوحِ الطّاعنِ بالجنونِ
ويكونُ الاشتهاء .. لثمرِ العناقِ
متوثباً لاحتضانِ ندى الآهاتِ
وأصابعُ الغيمِ في الهمساتِ
هائمةٌ في جِيدِ رعشةِ الصّدى
تدقُّ بابَ الهديلِ الذّبيحِ
عاشقٌ لريحانةِ الاكتواءِ .. النائحُ
في فضاءِ الصّقيعِ المالحِ
وانهمارِ المسافاتِ الحالماتِ
العالقاتِ على شرفةِ الاحتضارِ
يا أيها المتيّمُ في خلجاتِ الضّوءِ
عجّلْ في احتطابِ البراري
انثرْ رمالَ السّهوبِ ..
على أوجاعِ الذّكرياتِ
حدّقْ في سعفِ الموتِ
لا تتوانَ عنِ اقتطاف نجمةٍ
من لهيبِ عينَيها
الضارعتَينِ لمدى الانتشاءِ
طالَ انتظارُ العاصفةِ
فالتصقْ بأضلعِ النّسمةِ
تمسكْ بثوبِ العَـراءِ
هو لقـاءٌ ..
بينَ الصّحوِ والانتحارِ
بينَ الانتظارِ ..
واللا جدوى
حاصر ظلَّ وقتِكَ
رتّل آياتِ الوصالِ
واجتهد ..
بإشعالِ الهناءِ
أنـتَ الأنَ ..
في حضرةِ الحبيبةِ *
مصطفى حسين .