وكان أبو الحسن أحمد بن المدبر إذا مدحه شاعر فلم يحسن وكل به من يمضي معه إلى الجامع فلا يفارقه حتى يصلي مائة ركعةً؛ فتحاماه الشعراء، فأتاه الجمل فأنشده: أردنا في أبي حسن مديحاً ... كما بالمدح تنتجع الولاةفقلنا أكرم الثقلين طرّاً ... ومن كفّاه دجلة والفرات فقالوا يقبل المدحات لكن ... جوائزه إلى الناس الصّلاة فقلت لهم: وما تغني صلاتي ... عيالي ! إنّما الشأن الزكاة فأمّا إذ أبى إلاّ صلاتي ... وعاقتني الهموم الشاغلات فيأمر لي بكسر الصاد منها ... لعليّ أن تنشّطني الصّلات فيصلح لي على هذي حياتي ... ويصلح لي على هذي الممات فأمر له بمائة دينار.وقيل له: من أين اهتديت إلى هذا ؟ قال: من قول أبي تمام:هنّ الحمام فإن كسرت عيافةً ... من حائهنّ فإنّهن حمام