أتدري....
أخبروا أُمِّي
إنَّكَ كُنْتَ تغمِرُني
ونَقَلَتْ لها مِرآتي
ملامِحَ وجهك منّي
وفكّتْ من نظراتي
لونُ عيونكَ البُنِّي
أتدري من أخبَرَها
حلوى العيد ألا تَذْكُر
تركْتَ فيها نكهتَكَ
بمذاقِ الّلوزِ والسُّكّر
كما أخبَرَها فُستاني
بأنَّ الّلونَ جنَّنُكَ
وكمْ رحلَت لمستُكَ
ببحرِ خيوطِهِ القُطْنِ
هُناكَ أخِرُ المفرَقْ
حانةٌ لا ندخِلُها
لكنَّها أَخْبَرَتْ أُمِّي
بأنّ الموعِدَ يقلقْ
وانّ الطّاولة الأولى
رأتْ يديكَ تلمسُني
ونادلٌ وجهُهُ كالشَّاي
أَخبَرَها....
بأن صوتَكَ انزلَقَ
رآهُ يوشوِشُ أُذني
وأُمِّي ترسِمُ دهشة
على فمِها
تشِّعُ رجْفُ شِفَّتِها وتُقلِقُني
وأَخبرَها رفاقُ الحيّ
بأن الحقلَ يجمعُنا
زرعْنا فيهِ قهوتَنا
وإنِّي أخفيتُ رشفَتَكَ
كما السَّاحرُ في كَمِّي
حتّى مكانُنا السّريّ
جادَ بحديثِهِ عنِّي
وثَرْثَرَ بهمسِ غرام
ما قُلْتُهُ حتّى في ظَنِّي
ف انقِلْ للواشي غصّتُنا
لأنّ الشّوقَ طوّقَكَ
ونارُ العِشقِ طوَّقني
وبي منك نورُ العين
وآهٍ مِنكَ تحرِقُني
وليلكَ ينادِمُ سهري
حتّى الفجرِ يسكِنُني
فسامحيني يا أُمّي
لقد أبحَرْتُ في قلبِه
وصار يسري في دمِّي
حين يُخبِرون عنِّي
إبتسمي....
فما النّاسُ يا أُمِّي
ما همِّي......!