العاطفة نعمة من نعم الله على الانسان , ان فطر الله قلوب بني البشر على الرقة والعواطف والأحاسيس التي هي احدى طرفي هذا التوازن الرائع الذي خلق الله به الانسان فجعله بأحسن تقويم , بحيث تجد لكل غريزة انسانية هناك ما يكبح جماحها وينئى بها عن التطرف ويعيدها لمنطق التوازن والاتزان ..
قد تبدو بعض الصفات الانسانية متناقضة شيء ما , فإذا كانت كذلك سيكون هذا هو سر قانون التوازن الذي فطر الله الانسان عليه , ومن هنا تجد الكثير من الاخبار تحث الانسان على العودة للوسطية وعدم الافراط او التفريط ..
بعد هذه المقدمة البسيطة اود الحديث عن موضوعة او ظاهرة انتشرت مؤخرا في المجتمع الاسلامي خصوصا الشيعي منه , لاسيما يعتبر الشيعة من اكثر الطوائف الاسلامية استهلاكاً للعاطفة الانسانية و بشكل مفرط , حتى إننا نلاحظ كثير من الطقوس الشيعية ( واقصد هنا الشارع ) مبنية على فلسفة الاثارة العاطفية و تجيير وتسخير اثار تلك الانفعالات العاطفية في نواحي عقائدية – والتي هي من اغلب سماتها التعقل –
العقل والتعقل والتفكير هي الصفات التي من الممكن ان نضعها مقابل العواطف والأحاسيس والوجدانيات , بحيث يصح ان يكون احداهما كابحا للآخر والعكس بالعكس وصولا الى حالة الاتزان والوسطية .
دوائر تلك الظواهر التي وددت الحديث عنها والتي هي في اتساع مستطرد بشكل خطير جدا , يكاد يعصف بجميع مبادئ التعقل وأسس التفكير المنطقي السليم , ومنها ظاهر وصول بعض مسجات الموبايلات او رسائل البريد الالكتروني التي تتحدث عن مواضيع اقل ما يمكن ان اصفها به ( مواضيع عاطفية دينية ) ان لم اقل بأنها مثبطات للتفكير والتفكر - تلك العبادة العظيمة التي اوصى بها النبي الكريم وال بيته –
ومن امثلتها ما وصلني تواً وهو مسج تلفوني هذا نصه :
يا زهراء يا زهراء يا زهراء يا زهراء , ارسلها الى 20 شخص وسوف تسمع خبر سار الليلة , مجربة , وإذا لم ترسلها ستحزن لمدة عامين
انتهى نص الرسالة .
كتبت الرد عليها (( وإذا ما عندي رصيد ؟!!)) وبعثته لصاحب الرسالة , ومنه اقتبست عنوان الموضوع .
أي فكر بائس سطحي يتيم متخلف هذا الذي يحاول ان يستخدم اسم من اقدس الاسماء عند الشيعة ( الزهراء ) سيدة نساء العالمين من الاولين والآخرين , من اجل مسألة لا تقدم ولا تؤخر شيء سوى انها تطفي لضى غريزة الخرافة لدى الانسان وتحقق ارباح خيالية لشركات الاتصالات ؟!!
لم يكتفوا بهذا فقط , بل عمدوا الى استخدام اسلوب الثواب والعقاب مزين بشرشوبة الخرافة وملمع باستغلال العواطف الدينية , بحيث ان لم يكن حافز سماع الخبر المفرح مؤثرا فيك , فأكيد حافز حزن عامين سيؤثر فيك !!
قد تأخذ امثال هذه الرسائل - التي ولا اكثر منها هذه الايام شيء – حيز كبير في تفكير الانسان وقد تؤدي به الى حالة اضطراب فكري ,, وبالتالي يقول (( هوة اني شخسران هسة خل أوديهة )) وطبعا يبرر خسارة بعض الدنانير والسنتات بان ينوي بها التقرب الى الزهراء روحي لها الفداء !! و يجعلها قربة لله في حب الزهراء !!
طبعا هذا كثران ما يحدث حينما يتغلب مبدأ جلب المصالح او درء المفاسد المحتملة في مغالطة فكرية وعقلية ومنطقية , من باب التقرب للاحتياط في ضل شحن عاطفي مستمر للفرد وصل الى ذروته حتى اصبح لا يعدو كونه شعوذات خرافية بلباس ديني مقدس ..
هذا ويستمر الهتاف نيني ينيني نيني يا ليلة الثلاثاء !!
و الما يعجبه خل يهتف يا ليلة الاثنينِ