عـادت لبـنغازي وهي في شدة الهـلاك, توجهت لشقـتها, أخرجـت المفـتاح لفتح الباب ولــكن..
ولـكن البـاب فـتح من الداخـل.....!
فـور انفتـاح الـباب وضـعت " هـدى " يـديها على فـمها حـتى تـحبس الـصرخة, تـوقعت أن يـكون " نـجيب " خـلف الـباب لـكن الـمنزل فـارغ, كيف فـتح الـباب ؟ مـن فـتحه ؟ أسـئلة لـن يجيب عليـها إلا شخـص واحد, نـعم هـو " نـجيب "...
بعد دخولها, رفـعت يديها ولـطمت نفـسها مرارا وتـكرارا نـدما لما حصل للـشباب الـثلاثة, إلتقـطت أنفـاسها مرددة...
- مـاحـدث قـد حدث, هـم ضحـايا لـعبة " نـجيب " مثـلي تـماما !!
أعـدت بـعض الـطعام وأخذتـه لتـجلس أمـام التـلفاز في مـحاولة لإرجاع حيـاتها الـطبيعية ولـو لبضع دقـائق ويبـدو أن خـطتها في إستـرجاع الحـياة الطبيعية فـشلت, وهـي تشـاهد التـلفاز لاحظـت صـندوق الـصور علـى طـاولة الـتلـفاز مفــتوحا, أزاحـت الـطعام جانبا وتحركت من الـكنبة متـجهة للـصندوق بروية, أمسـكت بـصورها المـكسوة بـرائحة الـذكريـات الـجميلة...
أول صـورة مـاراثون الدرجات الهـوائية منذ أربـع أعوام " هـدى " بـدراجتها منـطلقة والإبتسـامة على وجههـا, ثـاني صـورة حفـلة تـخرجها الـعام الـمنصرم رفـقة زملائهـا وزميلاتها, الـثالثة وهـي صـغيرة بـمزرعة أحـد أقاربها تقـتطف الـتفاح, قـبل أن تـكمل مشـاهدة الـصور لاحظـت أمرا مريبا....
عـادت من أول صورة, صـورة المـاراثون, أمعنت الـنظر, خـلفهـا شخـص بـدراجته الـهوائية كـل شيء فـيه واضـح مـاعدا وجـهه بدا وكأنه بلا ملامـح وجه !!
صورة حفـل التخرج, خـلفهـا يقف ذلـك الغريب ونـعم حتى في هذه الـصورة بدون أي ملامح, الـصورة وهـي صغـيرة بالمـزرعة بيـن الأشجـار يقف بعـيدا ولا تفـاصيل لـوجهه, الـصورة الـرابعة والخـامسة وإلـى أخر صـورة, الـصور العائلية والـمدرسية, هـو يتواجد بجـميع الـصور في كـل ذكـرى يرافـقها....
- أرجـوك كفـى أرجــــوك
رمـت صنـدوق الـصور وإنـهارت على الأرض تـبكي, سـئمت من ألاعيب " نـجيب "....
صـباحا إستـيقظت " هـدى " على رنـين هـاتفها المـزعج, فـركت عيناها لـتجد نفـسها على أرضية غـرفة المعيشة الـباردة وسـط كومة الـصور, جـلست قائلة..
- أيـعقل أن كـل ما حـصل كـان مجرد حلم ؟
لكـن سـرعان ماتأكدت أن الأمر واقـع بـعد نظـرها للصـور ورؤيتها لذلك الـطيف الذي لـم يغادر صورها...
** رنين الـهاتف **
- ألـــو ؟
- أنـسة " هـدى "
- سـيد " نزار " أأأأسفــة لأننـي لـم أرد على مـكالماتك الـيومين المـاضيين كـانت لي ظروفي الـخاصة
- لا يـهم يخـصم ذلك من راتبك, عـلى أي حـال إتصالي الـيوم لأمر أخـر غـير الـعمل
- ومـاهو ؟
- أيـمكنك الـقدوم إلـى الشـركة الأن أم حـتى هذا الـيوم أسجلك غـياب ؟
- هههههـ لا أنـا قادمة
إغـتسلت ثـم تـناولت إفطـارها و خـرجت بـفرح شعـرت ببصيص أمـل فـي أن تستـطعم لـذة الـحياة الروتينية الممـلة ولـو قليلا عـند ذهـابها للـعمل, نـسيت أن أخبركـم " هـدى " خـريجة تـخصص شبـكات وهـي تعـمل بـأحد فـروع شـركة الإتصـالات الـليبية " المـدار "...
ذهـبت " هـدى " للـشركة, ألقـت التـحية علـى حـارس الـبنـاية ودخـلت, إلـى مـكتب الـمدير " نـزار " توجـهت...
- الـسلام عـليكم
- " هـدى " ياهلا, تعـالي أجلسـي هـنا
- حسـنا, أكـرر أسـفي بسـبب الغـياب
- لاعليـك, كـيف حـالك ؟
- بـخير سيدي وأنت ؟
- الـحمدلله بأفضـل حال, بالـتأكيد تتسألين لمـاذا إستدعيتك ؟
- في الـواقع نـعم
- سـأدخل في صـلب الـموضوع, لـدي مـوضوع أحتـاج لمـساعدة أنثـى به وأنـا لأنني رجـل متزوج ليـس لدي أي صديـقات, لذلك قـمت بـتفـحص مؤشـر كفاءة الموظفين وأمانتهم وتبـين أنك أنت تعتلين قـائمة الإناث والـجميع يشـهد بصـدقك وحسـن أخلاقك
- أخجلتـني ياسيدي وأقلقتني في نفـس الوقـت, ماذا هناك ؟
- أنـا تزوجت منذ عامين, زوجـتي فـاتنة الـجمال وصـاحبة أخلاق حـميدة, تغـار منـها كل الـبنات في عـائلتي, لأننـي مديـر شركة ورجـل بمكـانتي خالاتي وعـماتي حـاولن أن يجـعلني من نصـيب إحـدى بنـاتهن لـكن باءت كل محاولاتهن بالـفشل, فـقلبي و عـقلي شردوا بـزوجتي
- وااااو من النـادر أن تجد رجلا وفـيا في عصـرنا هذا
- دعـيني أكمل, لـم أكن أعـلم أن الـحقد والحسـد من الأقارب لـه أضراره, كـل أسبوع تزورني خالة وعـمة, خالة وعـمة, يزرنني في الـبيت ليـزعجن زوجتي, الـمدة الـماضية تغـيرت تصـرفات زوجـتي, أول مـرة عـدت من الـعمل ليـلا لأجد بـاب غـرفة النـوم مغلقا من الـداخل وزوجـتي تصـرخ , برجـلي كسـرت البـاب, وإذ بشيء, شيء لم أره رمـاني نـحو الجدار مانعا إياي من الـدخول, بـعد أن إستـجمعت قواي ووقـفت لاحظـت أن زوجـتي خفـت صوتها, دخـلت للـغرفة حـاملا سكـينا بيدي, لـكن المفاجأة أن لا أحد بالـغرفة, بل لا أحد بالـمنزل غـيري أنا وزوجتي, أنت لا تصـدقينني صحيح ؟
- لالالا, أنا مررت بمـثل هذه المـواقف سـابقا لذلك أصدقك, أكمل رجاءا
- أيقظت زوجـتي لأسألها عما جرى وبضـحكة عـالية رددت أنها لا تعرف مالذي أتحدث عـنه, نـهارا زوجـتي على طبيعتها أما ليـلا فـيحدث نفـس الأمر, سئمت ذلك الأمر اللا طبيعي, مـنذ أسـبوع قـيدت زوجتـي بحـبل ثـم جلبـت معي شـيخ متـخصص بهذه الأمور, قرأ الـشيخ عـليها لـيتـحدث جـني من جسـد زوجـتي قائلا " أنا عـاشق لهذا الجسد ولـن أتركه ", الـشيخ أخـبرني أن أحدا ما زرع سـحرا بهـذا الـمنزل بالـتأكيد أحد أقاربي, وقـال إن كـنت أريد معرفـة مـكان الـسحر عـلي إحـضار أنـثى معـي للـمنزل فـهي سترشد الـشيخ لـمكان الـسحر
- أتقصـد ....
- نـعم, أريدك أن تذهـبي معي وتـنفذي أوامر الـشيخ لإيجـاد مكـان الـسحر المـوجود بالـمنزل
- لـماذا أنا تـحديدا ؟
- أخبرتك سـابقا أنـت تعتلين قائمة الموظفات في الأمانة والصـدق, هذا الموضوع لا أريد لأحد أن يعـلم بـه وأنا أعـلم أنك لن تـخبري أحدا
- لا أعلـم
- أتوسل إليك, أعـلم أنك تخشين أن أكون أحاول خداعك لـكن يـمكنك إبلاغ أي من أصدقائك أنك ذاهبة لـمنزلي لمـهمة عمل حـتى يعـلموا أين أنت لـكن فقـط لاتخبـريهم عن سـرنا, أرجوك لا أستـطيع أن أثق بـغيرك يا " هـدى "
- مـتى سيـأتي الـشيخ ؟
- الـليلة
- أعـطيني عـنوانك
- أستأتين ؟
- إن شاء الله
- شـكراااااااا لك وغيـابك عن العـمل الأيام الماضية إعتبريه ملـغيا
يـبدو أن عـالم الـماورئيات لـن يترك " هـدى ", جـلست بـشقتها تـنتظر غـروب الـشمس حتى تخرج إلـى منـزل مديرهـا..
ذهـبت لـمنزله, طرقت البـاب, فـتح " نـزار " الـباب بإبتسامة
- تفـضلي الـشيخ ينـتظرك بالـداخل
دخـلت مستـعدة للـمغامرة الـجديدة, أمـر غـير متوقع حـدث, ضـربة من الـخلف أسقطـتها علـى الأرض مغشيـة..
إستيقظت " هـدى " وأول مافتحت أعينها عليه كـانت إمرأة جـميلة الملامح نائمة مقـيدة بالـقرب منهـا, حـاولت التحرك لـكنها إكتشفت أن لـيست المرأة وحـدها المـقيدة, حـركت أعينها للأعلى لـتجد " نـزار " واقفا, صـرخت
- لـماذا تفـعل هذا لمـاذا ؟؟؟
- هدئ من روعك
- أبلـغت صديـقتي بـأنني عنـدك, وإذا طـال غـيابي ستتصـل بالشرطة
- لـن يطـول غيابك أعدك
- مـاذا تقصد ؟
- أنـا لـم أخدعـك كليـا يا " هـدى ", الـمرأة المـقيدة إلـى جانبك هي زوجتـي, الـقصة التي أخبرتك بـها صـحيحة في ماعدا الجـزء المتـعلق بالـشيخ, إستـطعت لوحـدي بإستعـمال القرءان التـواصل مع الـجني بداخل زوجـتي, عقـدت معـه صفـقة, أسـلمه جسـد فـتاة جـميلة يترك زوجـتي, بـحثت في الـشركة عن موظفة تستـطيع القـدوم إلـى منـزلي ولـن تسبب لي مشـاكل فـلم أجد أنسب منك, فتـاة صـغيرة جـميلة لا أهل لـها ولا أقـارب يسألون عـنها, أنت كـنت مناسبة لـخطتي بنـسبة 100%
- وماذا الأن ؟
- الأن ياطـفلتي الـجميلة حـان وقـت تنفـيذ الـخطة