تمثل جلطة الساقين واحدة من أكثر أمراض الأوعية الدموية خطورة، إذ إنها قد تحدث دون أسباب أو أعراض مسبقة، كما أن خطورتها تكمن في المضاعفات الممكن حدوثها عند المصابين بها، ما يتطلب الحصول على العلاج اللازم لتجنب هذه المضاعفات الخطيرة.
ما هي جلطة الساق؟
تجلط الأوردة العميقة (DVT) أو باختصار جلطات الساقين هي حالة تتكون فيها الجلطات في الأوردة العميقة للساق نتيجة تخثر الدم في أحد تلك الأوردة مما يؤدي الى انسدادها وعدم مرور الدم من خلالها.
في الإجمال تحدث جلطة الساق نتيجة بطء تدفق الدم داخل الاوردة أو ركوده فيها بسبب عدم الحركة لفترة طويلة مثل الجلوس من دون حراك في الطائرة أو السيارة أو لدى الرقود في الفراش لفترة طويلة.
اعراض جلطة الساق
1- ألم في القدم
الألم في القدم هو عرض من الأعراض الممكنة من تجلط الدم في الساق.
فعندما يكون هناك انسداد في تدفق الدم أو تباطؤ، فإن الأنسجة لا يمكنها الحصول على ما يكفي من الأكسجين من الدم، والنتيجة تكون الشعور بالألم والخدر.
2- احمرار الجلد
يسبب التجلط بمنطقة الفخذ أو الساق الى احمرار الجلد وقد يكون له لمسة دافئة، مما يجعل من السهل الخلط بين تجلط الدم في الساق مع العدوى أو الإصابة.
3- ارتفاع درجة حرارة الجسم
وجود جلطة دموية في الساق يسبب الالتهاب الذي يمكن ان يؤدي الى ارتفاع درجة الحرارة او الحمى.
4- التلون
قد تبدو منطقة الكاحل والقدم شاحبة نتيجة انخفاض تدفق الدم فيها الأمر الذي يسبب تغير في لون الجلد في المنطقة المصابة ويجعل ملمس القدم بارداً.
5- ألم في الساق
يبدأ الألم في العادة في ربلة الساق وهي عبارة عن العضلة الخلفية للساق ويمكن الشعور بتشنجات أو تقرح خاصة عند المشي.
6- التورم
يمكن للتورم أن يكون عرض من أعراض جلطة دموية في الساق وقد يحدث في إحدى أو كلتا الساقين بحيث يكون مؤلما جدا عند ملامسته.
أسباب الاصابة بجلطات الساقين
على الرغم من أن أسباب الاصابة بجلطات الساقين و حدوث التخثر الوريدي غير محددة بشكل قاطع، إلا أن الدراسات العلمية قد بينت أن هناك نسبة من الأشخاص أكثر عرضة لهذا النوع من الجلطات، و من أبرزهم:
– الأشخاص الذين يجلسون لفترات طويلة بدون حراك مثل الموظفين و المسافرين على الرحلات الطويلة في حافلة أو سيارة أو طائرة، حيث يعتبر السفر الطويل أحد أبرز العوامل المسببة لجلطات الساقين.
– الأشخاص الذين يعانون من السمنة و الوزن الزائد أو دوالي الأرجل.
– ترتفع نسبة الاصابة بها عند بعض السيدات اللاتي تستعملن أقراص منع الحمل، و عند الحمل و بعد الولادة.
– الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في التجلط أو الأوعية الدموية، أو فشل القلب.
– الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة مثل الأورام السرطانية قد تؤدي إلى جلطة الساقين.
– ترتفع معدلات الإصابة بهذا المرض بين المدخنين، كما تزيد فرص الاصابة بها مع التقدم في العمر.
مضاعفات جلطة الساقين .. خطيرة !
جلطة الساق بحد ذاتها ليست بمشكلة كبيرة، إلا أن المشكلة تكمن في المضاعفات التي قد تحدث عند 25 %من المصابين بها، و من أبرز هذه المضاعفات :
– حدوث جلطة الرئة، و الجلطة التي قد تصيب الدماغ، و ذلك بسبب تحرك جزء من التجلط من الأرجل إلى الرئة أو الدماغ أو غيره من الأنسجة.
– يمكن أن تؤثر جلطة الساق في صمامات الدم في أوعية الأرجل، مما قد يتسبب في تكرارها أو في التسبب في حدوث ألم متكرر أو تورم في الأرجل.
– هناك احتمال بنسبة %3 أن يحدث الانسداد الرئوي والذي قد يسبب وفاة المريض، و كذلك احتمال ارتفاع ضغط الشريان الرئوي المزمن الذي يحدث عند تكرار الاصابة، مسببا جلطات الشريان الرئوي.
– من المضاعفات المتأخرة لجلطة الساق ما يسمى طبيا متلازمة ما بعد الجلطة، و التي يمكن أن تؤدي إلى تورم الأطراف أو الشعور بألم أو عدم ارتياح ومشاكل جلدية.
علاج جلطات الساقين
يتمثل علاج جلطات الساقين في إعطاء الأدوية المانعة لتخثر الدم لأنها تحمي من تكرار الاصابة بنسبة تصل إلى 95 ، %و تختلف مدة العلاج من شخص إلى آخر، حيث يتم تحديدها بالمتابعة الدورية مع الطبيب المعالج و فحوصات الدم المتكررة حتى تكون نسبة التجلط في الدم محفوظة عند معدل مقبول لمنع الجلطة، أو تكرارها، مع أهمية التخلص من الأسباب التي أدت إلى الجلطة في المقام الأول.
و يجب أن يترافق مع العلاج الطبي، حرص المصابين بجلطات الساقين على ممارسة الرياضة و خاصة رياضة المشي، و لابد من تخفيف نسبة الوزن، ولبس الجوارب الضاغطة المناسبة بصورة متكررة، و بخاصة عند السفر أو في حالات الجلوس لفترات طويلة.
كيفية التعامل مع جلطات الساق
بالإضافة إلى الأدوية الموصوفة قد يوصي طبيبك أيضا رفع الساق المصابة وارتداء جوارب ضاغطة للمساعدة في تقليل أعراض الجلطة في الساق مثل التورم والألم.
وننصحك برفع ساقك كلما استلقيت على الأقل 3-4 مرات يوميا لمدة 15 دقيقة في المرة الواحدة للمساعدة في تخفيف الضغط في الأوردة.
طرق الوقاية من الإصابة بالجلطة
هناك عدة طرق للوقاية من جلطات الساق هي:
1- ممارسة التمارين الرياضية باستمرار: فهي تساعد على تنشيط الدورة الدموية ومن الأفضل ممارسة المشي لمدة نصف ساعة يومياً أو أكثر على الأقل خمس مرات في الأسبوع.
2- عدم الجلوس لفتراتٍ طويلةٍ: بشكلٍ متواصل وإنما التحرك بين كل فترةٍ وأخرى.
3- التخلص من الدهون والوزن الزائد: التي تسبب إغلاق الأوعية الدموية.
4- التقليل من الطعام الغني بالدهون والسعرات الحرارية: التي تزيد من نسبة الكوليسترول الضار في الجسم.
5- ترك التدخين: سواء عن طريق السجائر العادية أو السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ جميعها فكلها تساهم في حدوث الجلطات الدموية.