ندامــــة الكســــعي
ندمتُ ندامةَ الكسْعيِّ لمَّا
أكلتُ دَجَاجةً بعد العِشَاءِ
وصارتْ معدتي تشكو وتلوِيْ
بما أفرغتُ فيها من إنَاءِ
وقلت لزوجتي إنْ نِمتُ ألقي
عليَّ بما تيسَّر من غِطاءِ
فنامتْ قبلنَا , وبقيتُ ليلِيْ
أرىَ الأحلامَ تنسلُ من ردائي
كوابيسٌ تمرُّ وخلتُ أنِّي
أهيمُ كما الطَّريدةُ في الخلاءِ
وإذ بصياحِ ديكٍ إثر خطوي
ويلحقني وينقرُ في قفائي
رأيتُ الديكَ يحملُ سلَّ بيضٍ
وفي عينيهِ نيرانُ العداءِ
فقلتُ له : وما تبغيهِ مِنِّي؟
فقال: حَرَمْتَنِي سَبَبَ البقاءِ
أكلتَ دجاجتي والبيضُ أضحى
كجذعٍ قد تعرّى منْ لِحاءِ
وإنَّ من الوفا .. تَرقدْ عليهِ
ولن أعفيك من دفع الجزاءِ
رقدتُ عليه طول الليل حتى
يفقسَ واصطبرتُ على العناءِ
وها أنا قد صحوتُ ولست أدري
أحقَّا كانَ أم أضغاثُ راءِ
ختاما إنَّ في نفسي لشئٌ
وفي فَمِنَا تجمَّعَ بعضُ مَاءِ
إذا ما الدِّيكُ يرقدُ فوق بيضٍ
علىَ الأرض العفَا, وعلى السَّماءِ
شعر / جمال زيادة