احتضنت زوجتي حين افقت وقلت لها إنني سعيد جدا لأنها جنبي وهي قبلتني قبل أن تترك الفراش في بداية رحلة عمل اليوم والتزاماته.
محاضرتي الاولى مع طلاب الصف الأول الجامعي كانت في الساعة الثامنة والربع وانا وصلت بالوقت المحدد مما عطلني عن بدأ الكلام عن المادة بسبب انشغالي بربط الأجهزة الالكترونية وحاسوبي وتقليل الانارة في الغرفة.
وانا اربط الأجهزة قلت للطلاب انني سعيد برؤيتهم وأتمنى ان يكون اليوم بداية تجربة تعليمية وشخصية جميلة لكل منهم وان ينظروا الى تعليمهم في المستقبل مع شعور بالامتنان لنوعيته وكمه وان يساعدهم تعليمهم في الحصول على اعمال رائعة تنفعهم وكل انسان حولهم.
حين توقفنا بين ساعتي المحاضرة، جاء أحد الطلاب اليّ وسألني عمّا فعلته لأصبح أنا وحين سألته عمّا يقصده قال إنه طوال الساعة الأولى يحلم بأن يكون قادرا على تفسير الأشياء بهذه الطريقة ويريد ان يعرف السر.
ابتسمت لأنني في حياتي التعليمية لم اسمع اطراً مثل هذا لكن الاطراء جاء للأسف مربوطا بسؤال لا اعرف كيف اجيب عليه.
شاركت تلميذي عدم معرفتي للإجابة ثم أخبرته إنني أتصور بأن جزءا أساسيا من الموضوع هو أن تكون مُحبا للمعرفة وان تكسبها من اجل الاخرين وليس فقط من أجلك.
بعد الساعة الثانية جاءني عشرة طلاب وشكروني وسألوني إن كان بأماكنهم ان يعملوا معي وأنا كلمتهم واحدا بعد الاخر دون ان افهم سر محاضرة كنت قد القيتها بشكل لا يختلف على الطلاب في العام الماضي دون ان تلاقي هذا الترحيب!
بدأت اعود بعقلي الى ما حدث خلال اليوم.
تذكرت انني تمنيت للطلاب كل الخير في سنواتهم وتجربتهم ومستقبلهم وهو شيء لم أفعله في السابق فأنا كنت اتوقف لبضع ثواني وبعدها أقدم نفسي وأقدم المادة.
تذكرت إن زوجتي قبلتني.
تذكرت إن أول كلمة قلتها حين أفقت كانت: أنا سعيد.