المهرجان الدولي للدراما اليونانية القديمة حدث سنوي تشهده قبرص وترعاه وتتحمل تكاليفه حكومتها، التي تتلقى في كل عام طلبات للمشاركة من نحو ثلاثين فرقةَ مسرحية.
هذا العام تم اختيار سبع فرق مسرحية للمشاركة، بينها فرقة يونانية وأخرى رومانية وفرقة جاءت من جورجيا إضافة لفرقة من قبرص، وكانت بريطانيا وألمانيا وروسيا شاركت خلال السنوات الماضية في المهرجان الذي يقام طوال شهر تموز يوليو على المدرجات الرومانية.
وينفرد هذا المهرجان بخصوصية مكان انعقاد حيث تتشاطر قبرص واليونان هذا الحدث الذي يعيد إحياء أجواء المسرح القديم الذي شهدته هذه البلاد قبل ألفين وخمسمائة عام.
وعلى هامش المهرجان ثمة منافسات بين الكتّاب المسرحيين تدور رحاها في حلبات الدراما المسرحية.
ويقول مدير المهرجان والذي يشغل أيضا منصب المدير التنفيذي لمركز قبرص التابع للمعهد الدولي للمسرح: إن "هذا المهرجان هو المكان الوحيد الذي يتيح لك مشاهدة أعمال الدراما الموغلة في القدم، ولا تنحصر العروض المسرحية بالدراما القبرصية القديمة، وإنما أيضاً بالدراما في اليونان وفي بلدان أخرى حول العالم".
ويضيف: "في كل عام يعزز المهرجان حضوره في الوسط الفني ليس فقط في قبرص وإنما على الصعيد الأوروبي، حيث يعد هذا المهرجان أحدَ أفضل المهرجان في القارة الأوروبية".
والمسرح الروماني في كوريون شاهد على تاريخ قبرص بتلاوينه الثقافية المختلفة، ويضم هذا الموقع بين حناياه طبقات ثقافية تتوزع على تاريخ يمتد لأكثر من ثلاثة آلاف عام، وعاصر حروباً عربية وفارسية ورومانية وغيرها.
والمسرح الوطني لشمال اليونان جلب إلى المهرجان دراما يوريبيدس، أوريستيس، بحلة إخراجية حديثة للمدير الفني للفرقة يانيس أنستاساكس، الذي قال عن المسرحية: إنها "تمنحنا كل فرصة لمواجهة ما نشهده اليوم".
وتابع موضحاً: "المسرحية تدور حول قصة أورستيس وإلكترا، بعد ستة أيام من موت كليمتنسترا، اغتيالاً من قبل أطفالها. تتعامل أورستيس وإلكترا وبيلاديس مع إدانة من مجلس الشعب، مشفوعاً بقرار قتلهم، وفي هذا الجزء، ينصب التركيز على الحب الأخوي والصداقة والدولة في ظل الأزمة، مجتمع لديه الكثير من المسؤوليات، وعلى الشباب فيه دوام البحث عن حقوقهم".أوريستاس وإلكترا، هي مسرحية ليوريبيديس الذي يقتل والدته كليتمنيسترا في عملية انتقامية، وحُكم على كل من أوريستيس وشقيقته إليكترا بالإعدام من قبل مجلس البلدة، وفيما هم يضعون خطة للانتقام الدموي، يصل أبولو إلى ما بعد الموت ويفرض الحل السلمي على الجميع.
يعتقد المؤرخون أن موسيقى أحد الألحان الرئيسة للدراما والتی يعزفها فوريس كانت مكتوبة من قبل إيريبيدس.