المأساة هي شكل من العمل الفني الدرامي يهدف إلى تصوير مأساة قد تكون مبنية على قصة تاريخية، أصل الكلمة هو من اليونانية الكلاسيكية (τραγῳδία) وتعني حرفياً "أغنية الماعز" ، نسبة إلى طقوس مسرحية ودينية كان يتم فيها غناء الكورس مع التضحية بالماعز في اليونان القديمة. التراجيدياعموماً تتعلق باستعراض أحداث من الحزن ونتيجة مؤسفة في النهاية ، كما تنطبق هذه التسمية أيضاً في الثقافة الغربية على وجه التحديد على شكل من أشكال الدراما
التي حددها أرسطواتسمت على جانب من الجدية والشهامة والتي تنطوي على شخص عظيم يمر بظروف تعيسة. (تعريف أرسطو أيضاً يمكن أن يشمل تغير الأحوال من سيء إلى جيد، ولكنه أرسطو يقول إن التغير من الجيد إلى السيء هو الأفضل لأن هذا يؤدي إلى إثارة الشفقة والخوف داخل متفرج).
ووفقاً لأرسطو أيضاً فإن "هيكل العمل التراجيدي لا ينبغي أن يكون بسيطا بل معقدا وأن يمثل الحوادث التي تثير الخوف والشفقة." ويرى أرسطو ، "أن التغير في الحال نحو التعاسة والمأساة لا يعود إلى أي خلل أو عيب أخلاقي ، ولكن إلى خطأ من نوع ما." كما أنه عكس الاعتقاد الخاطئ بأن هذه المأساة يمكن أن تنتج من قبل سلطة عليا (على سبيل المثال القانون ، الآلهة ، المصير ، أو المجتمع) ، بينما إذا كان سقوط شخصية ما في هذه المحنة ناجم عن سبب خارجي ، فإن أرسطو يصف ذلك بأنه "بلية" وليس مأساة.
ومن رواد التراجيديا
أسخيلوس أبي المسرح اليوناني وسوفكليس
كتب أسخيلوس حوالي تسعين مسرحية، لم يصلنا منها إلا سبعة وهم : (المستجيرات – الفرس –
السبعة ضد طيبة – برميثيوس مقيداً – ثلاثية الأوريست).
و يقال أن سفوكليس تفوق عليه في إحدى مسرحياته وربما تكون هذه الهزيمة سبباً في رحيل أسخيلوس إلى
صقلية.
و كانت أبرز أعمال أسخيلوس والتي كان لها انعكاسات واضحة في مسرحياته هي مشاركته في الحروب
الميدية، بين عامي 480 – 479 قبل الميلاد والتي أظهر فيها شجاعة وإقدام، حتى أنه عندما توفي في جيلا
نقش على قبره ” هذا القبر يغطي رفات أسخيلوس ابن يورفيون الذي ولد بأثينا ومات في سهول جيلا
الخصبة
تجديدات أسخيلوس :
ليس معنى أن أسخيلوس يعتبر أباً للتراجيديا اليونانية أنه مبتدع فن التراجيديا، لكن المقصود أنه
أعطاها شكلها الحقيقي وصورتها الحقيقية وصورتها الأخيرة فكان جديراً بأن يأخذ ذلك اللقب كما كان
هيرودوت أبا للتاريخ. وأهم ما أدخله إسخيلوس من تعديلات على التراجيديا:
1. لم تكن التراجيديا قبله إلا نوعاً من الغناء القصصي تقوم به الجوقة أو الممثل الذي أضافه
ثيسبس، لكن اسخيلوس لم يكتف بهذا الغناء بل أضاف إليه شيئاً من الحركة وشيئاً من الحوار.
2. أدخل الممثل الثاني في معظم مسرحياته بعد أن كان واحداً أيام ثيسبس.
3. راعى تدبير المسرح وتنظيمه من الناحية المادية حتى يتمكن الممثلون من محاكاة الحقيقة
4. اعتنى بملابس الممثلين وأحذيتهم مما ساعد في إعطاء التراجيديا ذلك المظهر الوقور.
5. و يرجع إلى أسخيلوس أنه حدد الأوضاع الفنية للمسرحية وقوانينها وشروطها التي أصبحت
كالدستور لمن جاء من بعده
من أشهر أعماله ثلاثية الأوريستيا :