في صحة ملاكك السومري (2)
عبد العظيم فنجان
ربما آن أن تجرؤ على استلام أوسمة خيباتكَ الرائعة ، وتنسحب كأي جندي مجهول من المعركة ، وهناك ـ عندما تكون وحيدا ـ ابتسمْ ابتسامة الظفر ، فليس أبهى من أن تكون مهزوما في عالم ابتذل فيه المنتصرون أنفسهم .
تشبّثْ بقشّة محاولاتكَ اليائسة التي جعلت منكَ بطلا أخرقا يرمي أعدائه ، من خلف غرف محصّنة ، بسهام من ورق ، بكلمات وبقصائد ذابلة ، وترنّم بفشلكَ النبيل ، فليس النجاح في أن تكون خائبا حتى العظم ، أمرا هينا .
تنفّس عميقا .
في داخل صدركَ عاصفةٌ عاتية ، تقتلع أحشائك من أجراسها ، فتخفق أجنحة ملاككَ السومري ، لكن غرفتكَ خالية من الهواء .
أما إذا متَّ فلا تيأس : هناك أزهار ستنمو عند أقدام تمثالك المهمل ، وسيأتي شاعرٌ كسول ، ليقطف منها زهرة ، ثم يذهب في طريقه إلى موعده الغرامي الأول مع امرأة ، وسيفقدها ـ مثلك تماما ـ في ظروف غامضة .
يتبع !!