TODAY - August 22, 2010
فلانات المالكي
هاشم العقابي
للإنصاف اقول بان حديث رئيس الوزراء نوري الماكي الأخير كان مهما. الأهمية، برأيي، تكمن في أن الرجل قد شكا. واذا شكا المسؤول ورجل الشارع، فاعلم أنها لحظة التغيير، بحسب رأي الأديب المصري علاء الاسواني صاحب رواية “يعقوبيان”.
تحدثت في عمود سابق عن لقاء تم بيني وبين المالكي في العام 2007. وأشدت بصراحة الرجل الذي باح لي ببعض مما في صدره في آنها. كان في ذلك اللقاء مهموما وشكا من ظلم “ذوي القربى” مثلما ظهر شاكيا في لقائه الأخير. لقد لاحت لي بارقة أمل بالخير وانا أرى حاكما عراقيا يشكو همه للعراقيين علنا، بغض النظر عما يشكو منه، لأن من يشكو قطعا يتألم، ومن يتألم فهو انسان.
لكن حين انتهى اللقاء عادت آمالي لتقف على شفا اليأس مرة أخرى. تساءلت : ما فائدة ان يشكو لنا “الريس” مِن جهات وأسماء ودول سعت لتهديم أركان الدولة ونشر الطائفية وتخريب مشاريع البناء والاعمار دون ان يقول لنا من هم هؤلاء بالاسم؟ لقد مللنا “الصراحة” على طريقة المعارض الخائف، ففينا ما يكفينا من الخوف.
أمطرنا رئيس الوزراء بزخة من الأسماء الملثمة وصف تصرفات بعضها بـ”سوء أدب”، ولم يرد على لسانه الا اسمه هو فقط والذي ذكره 33 مرة. لم يخف أسماء الأشخاص فقط، لا بل أخفى أسماء دول حملها مسؤولية الركود السياسي في العراق ومعضلة تشكيل حكومته.
كان يردد دائما: قال لي أحدهم، وقال لي فلان او الشيخ الفلاني، وقالت الدول الفلانية، وقال المسؤول الفلاني، ومدير المخابرات الفلاني. لم أخرج منه بنتيجة غير انه مشكورا ذكرني ببيت من الابوذية يقول:
همومي تشابجن ما يوم يفلان
ومن هجرك طيور العشك يفلان
عدمن ودعتني ورحت يفلان؟
وعكب عيني غريب ومنهو اليه
من السهل علي تفسير جناسات بيت الابوذية هذا، لكني والشهادة لله، لم اتمكن من تفسير اي من “فلانات” المالكي. لقد شكوت لنا يا سعادة رئيس الوزراء واستمعنا لك، فهل، رحمة على والديك، تستجيب لشكوانا وتتكرم علينا بشقشقتك التي قلت انك قطعتها، وتخبرنا من هو فلان او فلانة؟