النص 2
جثث
كان موسم الشتاء وكل تلك الجثث المرمية غير ميتة ، انها تتنفس وتأكل وتشرب وتتبول في مكانها .
بدأ المناخ بالاعتدال ومال الى ارتفاع الحرارة وتلك الجثث تحتفظ ببرودة الشتاء المنصرم بل إن المناخ اصبح ساخنا جدا وهي محتفظة ببرودتها ، كان الجميع يجلسون بالقرب منها او ينامون حولها لبرودتها .
خرجت الضواري والمفترسات للقتل والاكل ولجمع مؤنة الشتاء لكن في كل مرة لا يقترب اي مفترس ( حيوان ) من تلك الجثث بل حتى ان الحشرات تتحاشى تلك الجثث .
فذات مرة مرتا نملتان بالقرب منها قالت الصغيرة للكبيرة لماذا لا نفترس تلك الجثث فأنا ارى ان لحمها طري ولم يتعفن منذ سنين
همست الكبيرة في أذن الصغيرة ( انها جثث حية )
ونحن لا نأكل الاحياء
وفي الوقت التي كانت الكبيرة تهمس بأذن الاصغيرة جاءت جثة نشيطة وسمينة وسرقت شيء من احدى الجثث المستلقية
انتبهت النملتان ثم اقتربتا للنظر عن قرب شاهدتا ، انها سرقت احدى ايدي تلك الجثة والاغرب ان الجثة مسروقة اليد كانت تلوح بالبيد الاخرى بالوداع وفي وجهها ابتسامة سعادة ودموع فرح
وفي طريق عودتهما سألت الصغيرة الكبيرة
ماذا يعني لك الوطن العربي
حاؤل احدهم ان يعبر عما في داخلة ...