عَورَةُ الحربِ ...
ماتَ الهواءُ
وتَكَسَّرَ الفراغُ
فوقَ مخبئنا
وانحنتْ قامةُ الذِّكرياتِ
الأرضُ تائهةٌ بينَ ذنوبنا
والشَّجرُ يجتثُ رائحتَهُ ويرحلُ
السَّماءُ حبلى بالاستغاثاتِ
والبحرُ يتسلَّقُ الشَّفقَ
نركضُ صوبَ السَّدِيمِ
نتسابقُ لحضنِ الهاويةِ
والرِّيحُ تمسِكُ بلهاثنا
وتَجُرُّ خطاوينا نحو الجحيمِ
هي لعنةُ الضَّوءِ
حَلَّتْ على نُعاسِنا
أيقظتنا رعودُ السُّخطِ
صارتْ قصائدنا مقابرَ
والقلبُ ينبحُ بشهوتِهِ
يريدُ أنثى من خُبزٍ
وضِحكةٍ من حليبٍ
نحنُ من كنَّا نذبحُ الوردَ
لنشتمَّ رائحةَ الدَّمِ
نَتَعَطَّرُ بالضغينةِ
وَنَلْبَسُ ديباجَ الموتِ
أحرقنا سروالَ الحياةِ
وانكشفتْ عَورةُ الحربِ
نَقْتَتِلُ
لأنَّنا نجهلُ المُصافَحَةَ
ونقطعُ الأعناقَ
لأنَّنا لا نجيدُ القُبَلَ *
مصطفى الحاج حسين .