من سجل القضايا الجنائية
الفاعل المجهول
المحامى / فاروق العجاج
ما من حادثة جرمية تقع من غير فاعل وسبب واسلوب معين قد يبدو في التحقيقات الابتدائية الاولية ان الفاعل لا زال مجهول الهوية في الجرائم غير المشهودة والغامضة التي تكتنفها الغموض والادلة غير الكافية لدى المحققين لتحديد المسار التحقيقي للوصول الى حقيقة وقوع الجريمة وفاعلها الحقيقي .
مما يقتضي اتباع الطرق والاساليب الاصولية وفقا للقانون ابتدءا من وصول الاخبار او تسجيل الشكوى او ورود معلومات عن وقوع حادث جرمي او حادث مهم وخطيريشتبه بوقوعه جرميا كان ام بسبب حادث او فعل عرضي غير مقصود حتى الانتهاء من التحقيق الابتدائي واحالة القضية الى المحاكم المختصة حسب جسامة الفعل الجرمي وغاياته واساليبه الجرمية . مع ضرورة توفر الكفائة والمقدرة والاخلاص لدى المحقق المختص عندئذ سوف لن تستعصي اية جريمة عليه من معرفة حقيقتة دوافعها وفاعلها الحقيقي .
ان سرعة الاستجابة لمتطلبا ت الاخبار عن وقوع الحوادث المهمة والجرمية من قبل المحقق المختص واتخاذه الطرق الاصولية مما يوفر له الفرص المناسبة لوضع يده على اهم الملاحظات والمعلومات في ساعة وقوعها التي قد لا ينم الحصول عليها بعد مرور فترة معينة عليها او تكون من الصعوبة الحصول عليها كما هو الحال ساعة حدوث الجريمة وبعد وصول الاخبار عنها او بعد ورود معلومات بوقوعها او احتمال بوقوعها .ومن ثم يستطيع المحقق المختص من تحديد المسار والاتجاه لعملية الاجراءات التحقيقية اللازمة بعد ان يتمكن من وضع اليد على الخيط الرفيع لارتكاب الحريمة .
ومن تلك الملاحظات المهمة هي المعلومات التي يحصل عليها المحقق من بعض الشهود الموجودين ساعة وقوع الحادث الجرمي شهادة عيان لاتقبل التكذيب او الشك بها وتكون ذات دليل مهم في التحقيق يستند عليه في سير التحقيق من اشخا ص لا علاقة لهم باحد من ذوي العلاقة وكان وجودهم عرضي بحكم السكن او العمل وغير ذلك من اسباب اخرى وخاصة اذا كانت من اشخاص كبار واعمار متقدمة وذوي معرفة وخبرة يستطيعون التميز وتشخيص الملاحظات التي شاهدوها بصورة صحيحة وقريبة من حقيقة الواقع كما هي وخاصة في مثل تلك الفترة القصيرة من وقوع الحادث الجرمي ولم يمض عليها وقت طويل . مثالا لذلك
1. كما حصل في حادث قتل شخص وقع في منطقة الافضيلية في فجر يوم من عام 1976 وبعد ورود الاخبار انتقل محقق المركز فورا الى محل الحادث وشاهد سائف السيارة مقتولا داخل السيارة باطلاقات نارية نافذة من خلف السيارة وكان موقع الحادث قريب من محطة وقود السيارات وكان حارس المحطة موجودا وقت الحادث وقد بين باقواله انه شاهد سيارة نوع مرسيدس فيها عدد من الاشخاص يطلقون العيارات النارية وكانت تسير بسرعة عالية باتجاه العاصمة مركز المدينة لونها رصاصي من هذه الملاحظات تمكن المحقق ان يستنتج الاحتمالات التالية -1- ان مثل هذه السيارات لا يملكها الا المسؤولون في القيادات العليا ومرافقيهم وحاشيتهم وان البعض منهم يرتا د دور (الكاولية) يقضون لياليهم فيها باستمر ار ولهم حصرا وبعد تقصي المعلومات تم معرفة اصحاب السيارة ومن كان فيها في تلك الليلة ووقت الحادث وتم اصدار امر القبض بحقهم استنادا الى المادة 405من قانون الغقوبات عن ارنكاب جريمة قتل انسان برئ ولكن تم سحب الاوراق التحقيقية من قبل الامن العامة لانتساب هؤلاء المجرمين اليها وهنا ياتي ضرر تتدخل السلطات الاخرى في شؤون القضاء مما يؤدي الى ضياع الحقيقة والتلاعب بالاوراق التحقيقة وافلات المجرمين من العقاب والا ما معنى سحب الاوراق التحقيقة ولم يتركوا للقضاء المختص ان يقوم باكمال اتحقيق حتى اصدار الحكم العادل من المحكمة المختصة بحق الجناة المجرمين من ذلك يتضح ان سرعة انتقال المحقق الى محل الحادث مما تمكن من الحصول على تلك المعلومات المهمة والدقيقة من مشاهدات حارس المحطة وفي الوقت المناسب وجهوده المتواصلة بهمة عالية وباخلاص من غير تردد من اجل معرفة من ازهق روح انسان برئ لينال جزائه العادل .