أوسعناهم شتماً وفازوا بالابل
الكثير ممن انقلبت لديهم زاوية الرؤيا راساً على عقب أو كما يقال (180 درجة ) لتتغير حياتهم من ماضي سيء وحياة عابثة تزخر بالحرام والفجور وأنتهاك حقوق الاخرين والعبث بها وسرقة المال العام والخاص , عناوين مختلفة سراق ولصوص ونشالين وقطاع طرق وقوادين وما الى ذلك ليتحولوا الى حياة يكتنفها الالتزام والتقوى وحب الناس والوطن بعد ان توهج بداخلهم نور اضاء عتمة زوايا النفس الشريرة وليتنكشف لهم دروب خضراء ندية وزاهية جديدة غيرت مساراتهم فتذوقوا حلاوة الايمان والاخلاص والثقة وحب الناس ولعل التاريخ والموروث الشعبي البعيد والقريب يحفظ بين طياته فصول عن هذه الشخصيات على سبيل المثال شخصية (رابعة العدوية) او (الحر الرياحي) والذي ينحني لهم التاريخ اجلالاً بعد ان انتصروا على النفس الامارة بالسوء وكذلك من الشخصيات القصصية (علي بابا) صاحب الاربعين حرامي الذي اصبح رمزاً للصوصية تحول الى مغامر يجوب البحار والبراري مع زميله سندباد متاثراً بأخلاقه وطيبته وحبه لفعل الخير , ويتداول البغداديون القدماء قصة مع تحفظنا على الطريقة والاسلوب ل(محمد حرامي) الذي يسرق من الاغنياء ليطعم الفقراء بتصور وعقيدة مفادها ان هؤلاء سبب شقاء الاخرين نتيجة جشعهم ونهبهم للخيرات التي من الله بها على الناس والتي تتكفل بمعاشهم لو وزعت بعدالة وانصاف ..هؤلاء من الله عليهم بحسن العاقبة والختام والثبات على الصلاح رغم صعوبة التغيير لما يحتاجه الامر من أرادة صلبة وقناعة حقيقية لا سيما ان متعة الحرام في بواكير العمر وعنفوان الشباب جذابة ومغرية بسب الاندفاعات الحسية والجسدية ..ويؤكد التاريخ نجاحهم وحسن خواتيمهم ودعونا ننتقل الى وجه اخرمغاير صورة ناس أفنوا زهرة شبابهم بالمعارضة والجهاد والاغتراب عن الوطن معارضين أكبر الانظمة دموية الامر الذي يستلزم شجاعة والتزام وعمل جاد ورصين ليتحول أعلبهم في اول فرصة واختبار الى لصوص وعصابات وفجار يتسكعون في ملاهي ومراقص الغرب والشرق وينعمون بحياة مترفه ورغيدة في أفخم الفنادق العالمية بعد أن مكنهم الغير على رقاب الناس واستباحة وسرقة الخيرات والاموال العامة والخاصة وكأنهم يرتدون أقنعة مزيفة سرعان ما سقطت أو قشور خارجية تزعوها لينكشف معدنهم الصدأ الحقيقي ..أنها سوء العاقبة كما يقال بعد أن أفل الشباب وخفتت الشهوات وبلوغهم سن (الياس) بعد ان تعدوا سن الرشد فما كانت النتيجة فساد وسوء ادارة وفوضى عارمة وقتل وتشريد وابتزاز وهذا هو المنقلب وسوء العاقبة . ولعلنا سنرافقهم الى مستقرهم شئنا أم أبينا بسكوتنا عليهم والأكتفاء بالسب والشتم كما يقول المثل(أوسعناهم شتماً وفازوا با لابل )
عبدالامير آل حاوي