طريقة الجامعة في التدريس مُلفتة للانتباه من جانب، إلَّا أنَّها كلاسيكية ومعروفة من جانب آخر. فأيّ معرفة يمكن للمرء أن يُحصّلها قد تأتي من عدّة منابع، ولعلّ الكُتُب وقراءتها ومن ثم فهمها والعمل بها تشغل مكانًا كبيرًا من الحيّز المعرفي للطلاب الجامعيين، فالسلك الأكاديمي التعليمي هنا. ليسَ شذوذًا عن قاعدة كيف تُأخذ المعرفة، بل يتبع نفس الطريقة المتعارف عليها.
من أجل هذا، أتينا إليكم ببعض المراجع الطبيّة الرصينة المؤسِسة في عدّة جوانب، وجب على طالب الطب من مرتبة أولى قراءتها، أو أيّ شخص يُريد التوسع في هذا المجال من مرتبة ثانية.
وبشيء من الإيجاز، أبرز الأسماء هي التالية:
1/ أطلس جسم الإنسان – فرانك نيتر
لهذا الكتاب تحديدًا ذكريات لطيفة في أول سنة دراسية جامعية مررت بها، خصوصًا قسم الرأس والعنق الذي له علاقة وطيدة مع طب الأسنان الذي درسته في تلك الفترة. لذلك، لا بدَّ من اقتراح هذا المرجع هنا، كونه يُعتبر مستندًا رصينًا ومهمًا في مجال تشريح جسم الإنسان بشكلٍ كامل.
يتحدث الكتاب عن تشريح جسم الإنسان وفقًا لأقسام وفصول مُرتبة بشكلٍ منتظم، مزوّدًا بعدد ضخم من الصورة التوضيحية، سواءً للتشريح الهيكلي للجسم، وحتى التشريح العضلي والعضوي أيضًا.
ذلك دون أن يتمَّ إغفال أيّ عظمة هنا، أو ناتئ هناك، أو أيّ حفرة وثقبة في أيّ مكان كان. فالمرجع مفصّل جدًا ويعتبر العمود الفقري في علم التشريح. لذلك، لا غنى عنه لأيّ إنسان يريد تكوين معرفة طبية تخصصية أو عامة حتى.
2/ ديفيدسون: مبادئ وممارسة الطب
فيما يقارب 1349 صفحة، من الإصدار الـ 22 لهذا المرجع. يقبع كتاب ديفيدسون التخصصي المعروف اختصارًا بـ «مرجع الأمراض الباطنية» كأهم مُستند طبي في هذا المجال. ذلك، من أجل إعطاء نظرة معمّقة عن كلّ ما يحدث داخل جسم الإنسان سواءً من ناحية كيفية تشخيصه وإدراك علاماته البارزة، إضافةً لما يعرف بالتشخيص التفريقي وكيفية فكّ الالتباس بين مجموعة أمراض تتماثل بالأعراض وتختلف بالبنية.
يتواجد ديفيدسون باللغة العربية أيضًا من ترجمة دار القدس المعروفة بترجمتها للعديد من الكتب الطبية. ليس هذا فقط، بل الكتاب تمّ تجزئته إلى عدّة أقسام ورُفعت على الإنترنت بشكلٍ مجاني. لذلك، بالإمكان لمن يرغب به البحث عنه وتحميله.
3/ دليل أوكسفورد: المعين في طب الأسنان السريري
قامت أيضًا دار القدس بترجمة هذا المرجع للعربية تحت عنوان المعين في طب الأسنان السريري. ومن خلال قراءتي له مؤخرًا، أستطيع أن أصنّفه كواحد من أهم المراجع في باب طب الأسنان العملي.
دراسة طب الأسنان تتراوح مدتها لـ 5 سنوات في أغلب جامعات العالم، إلَّا أنَّه في كثير من الأحيان هناك حشو لا طائل منه يجب أن يُعطى، وإن قمت بضغط الدراسة الفعلية في هذه السنوات الخمس لوجدت أنَّها 2 سنة فقط، وإن قمت بضغط هذه الـ 2 سنة في كتاب مرجعي واحد، لوجدت أنَّ هذا الكتاب هو المعين في طب الأسنان السريري.
الكتاب موجز ومختصر وبدون لف ودوران، يناقش كلّ شيء في طب الأسنان ويشخّص العديد من الآفات والأمراض السنية، ويضع علاجها وكيفية تخطيها. المرجع سلس وسهل الفهم وترجمته للعربية احترافية إلى حدٍّ كبير، ومن المهم جدًا أن يكون في الذخيرة العلمية لأيّ طالب طب أسنان، أو مَن يحاول أن يفهم هذا المجال عمليًا.
4/ علم الأدوية السريري
من أهم المراجع الطبية في مجال علم الأدوية والصيدلة بشكلٍ عام. يتكوّن من 8 أقسام مقسّمة إلى 38 فصلًا يتمّ فيها الشرح التفصيلي عن كلّ شيء تقريبًا له علاقة بعلم الأدوية وتفاعلاتها مع مختلف الوظائف الفيزيولوجية لجسم الإنسان، بالإضافة إلى مختلف التأثيرات التي قد تنتج عنها.
المرجع مترجم إلى اللغة العربية من قبل المركز العربي للترجمة تحت إشراف عدد من الأساتذة المُختصين في هذا المجال، ويُعتقد أنَّ جودة الترجمة العربية قوية، ومشابهة إلى نظيرتها باللغة الإنكليزية الأصلية.
5/ جانكويرا: مرجع علم الأنسجة
يُشكّل هذا الكتاب لعنةً لدى جميع طلاب الطب؛ نظرًا لصعوبته وضخامة محتواه، إلَّا أنَّ هذا لا ينفي أن جانكويرا يُعتبر المرجع الأهم في مجال علم الأنسجة وتشريحها، ومعرفتها بشكلٍ عام وخاص أيضًا.
الكتاب من وضع الطبيب البرازيلي لويس جانكويرا، وقد تمّ تحديثه في العديد من النسخ والإصدارات التي نزلَ بها، إلَّا أنَّه بعد وفات لويس في عام 2006 استلم تعديله وتطويره البروفيسور أنتوني ميشير المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية.
تُرجم هذا المرجع إلى العديد من اللغات لا سيما اللغة العربية، ويُعتبر كأهم مُستند في مجال علم الأنسجة وتشريحها ومعرفة خصائصها.
6/ الجراحة: مبادئ شوارتز
من المراجع القيّمة لتأسيس طالب طب من الناحية الجراحية، وأيضًا لدى الذين دخلوا في الميدان العملي للجراحة حديثًا. إذ يعتبر شوارتز ومبادئه من أهم ما كتب في هذا المجال، سواءً لمعدومي الخبرة، أو حتى لأصحاب الخبرة الذين يريدون إنعاش معلوماتهم لا سيما عند الدخول العملي في هذا المجال.
تُعتبر الطبعة العاشرة هي آخر نسخة تمّ نشرها من هذا الكتاب، والتي كانت في عام 2014، إلَّا أنَّ تطويره لا يزال مستمرًا مع تقدّم التقنيات والمعرفة الجراحية.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء العامري
