بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
ذكر أحد العلماء الأفاضل: (إن هناك شبهاً بين عصر عرفة وبين ليالي القدر..)
إنه من أفضل الحالات التي يعيشها الداعي يوم عرفة، ومع لحظات الاستغفار والمناجاة، والتفاعل مع دعاء إمامنا الحسين عليه السلام:
التوجه إلى صاحب الأمر -روحي له الفداء- .. لأنه (عليه السلام) -كما نفهم من بعض النصوص والإشارات- يعيش هذه اللحظات! فإنه يشهد الموسم في عرفة، نعم فهو أمير الموسم!
أضف إلى إن أضيق منطقة جغرافية تجمع الحاج مع صاحب الأمر، هي عرفة!
وكذلك تجمع الداعي في أي مكان في العالم معه في هذه اللحظات والأوقات الذهبية!
(عصر عرفة، ليالي القدر)
فمن المناسب أن يجدد الإنسان العهد بإمامه (عجّل الله فرجه) بمشاعر مختلفة:
تارة بإمكانه أن يعيش حالة الاستغفار والخجل من إمامه، بأن يستغفر الله عز وجل، أنه طالما آذى إمام زمانه بقوله وفعله، فيعيش حالة الخجل منه..
وتارة يحاول أن يبالغ في الدعاء له لفرجه، كما ورد عنه (عجل الله فرجه)، (وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج، فإنّ ذلك فرجكم).
فلنعش هذا الجو بشكل متميز!
وطوبى لمن رق قلبه كثيراً في مناداة إمام زمانه، وطلب الاستغاثة به، والطلب من الله عز وجل أن يجعله من أنصاره وأعوانه.. فإنه من المحطات المهدوية المتميزة في عصر عرفة!
فمن المناسب استغلال هذه اللحظات الأخيرة من عصر عرفة.
كما أن الإنسان المقصّر في ليلة القدر، من الممكن أن تختم له بالسعادة في النصف ساعة الأخيرة من ليلة القدر، لو عاش هذه الحالة من القلق في أخريات ليلة القدر، وأخذ جانب خلوة، ويقول: ( يا رب! الآن سيطلع الفجر عليّ، وأنا لا أدري إلى أين وصلت..).
فهذا الشعور من المناسب أن يكرره الحاج والداعي في عصر عرفة، قبل أن تغرب الشمس.
فالإنسان الذي حرم الدمعة وحرم الإقبال والرقة، عليه أن يتوجه إلى ربه توجهاً بليغاً، في أن يُرجع له النظرة التي سُلبت منه!
قال الباقر (عليه السلام): دعا النبي (صلوات الله عليه وآله) يوم عرفة حين غابت الشمس، فكان آخر كلامه هذا الدعاء، وهملت عيناه بالبكاء ثمّ قال:
"اللهمّ ! إنّي أعوذ بك من الفقر، ومن تشتت الأمر، ومن شرّ ما يحدث بالليل والنهار، وأمسى ذلي مستجيراً بعزّك، وأمسى وجهي الفاني مستجيراً بوجهك الباقي، يا خير مَن سُئل، ويا أجود مَن أعطى!.. جلّلني برحمتك، وألبسني عافيتك، واصرف عني شرّ جميع خلقك"،الكافي/ج4.