النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

من صحراء القداسة إلى صحراء الشهادة

الزوار من محركات البحث: 4 المشاهدات : 411 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: November-2013
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 2,077 المواضيع: 1,813
    التقييم: 1567
    آخر نشاط: 1/June/2022

    من صحراء القداسة إلى صحراء الشهادة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته


    أيام قلائل ويقف حجاج بيت الله الحرام في صحراء عرفات، تحت حرارة شمسها وعلى لهيب ترابها، في مشهد تتجلى فيه مشاهد الحشر، يقف جموع الحجيج وخطاياهم بين يديهم يقدمونها ممزوجة بدموع الاعتذار وآهات الحسرة (أنا يا اِلهَي الْمُعَتَرِفُ بِذُنُوبي فَاغْفِرْها لي، اَنَا الَّذي اَسَأتُ، اَنَا الَّذي اَخْطَأتُ، اَنَا الَّذي هَمَمْتُ، اَنَا الَّذي جَهِلْتُ، اَنَا الَّذي غَفِلْتُ، اَنَا الَّذي سَهَوْتُ، اَنَا الَّذِي اعْتَمَدْتُ، اَنَا الَّذي تَعَمَّدْتُ، اَنَا الَّذي وَعَدْتُ، َاَنَا الَّذي اَخْلَفْتُ، اَنَا الَّذي نَكَثْتُ، اَنَا الَّذي اَقْرَرْتُ، اَنَا الَّذِي اعْتَرَفْتُ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَعِنْدي، وَاَبُوءُ بِذُنُوبي فَاغْفِرْها لي .. ) راجين في ذلك من أكرم الأكرمين قبول العفو وكرم الصفح قبل الوقوف في ساحة المحكمة الإلهية العظمى في يوم لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا.

    صعيد عرفات .. محطة تنسلخ منها النفس البشرية عن بهيميتها، وتطهيرها من ذنوبها ومعاصيها التي حجبتها عن الوصول لهدف الوجود وهو الجمال المطلق والحقيقة المطلقة بعبودية صادقة خالصة لا تشوبها الشوائب، وهل لله تعالى حدود – تعالى الله عن ذلك – تدركها الحواس حتى يصل العبد لربه تبارك وتعالى!!، إنما يكون ذلك بإدراك قلبي نابع عن إدراك مظاهر لطفه تبارك وتعالى وهم أهل البيت (ع)، فبهم يتوجه العبد إلى الله عز وجل وإلى دينه ومعرفته، ألم يرد في الحديث الشريف عن الإمام الرضا (ع) قال: من زار قبر أبي عبدالله (ع) بشط الفرات كمن زار الله فوق عرشه[1]..

    فمن صحراء القداسة إلى صحراء الشهادة حيث يزحف الملايين من البشر قاصدين كعبة العشّاق.. ذلك الثائر الذي حمل روح المشعر الحرام في ركبه فاحتضن بين جنبيه التوحيد الخالص والعبودية الكاملة، فانطلق ليرسم ملحمة الخلود الأبدي ..إلهي تركت الخلق طُرّا في هواك .. وأيتمت العيال لكي أراك .. فلو قطّعتني بالحب إرباً .. لما حنّ الفؤاد إلى سواك..، لا غرابة في أن تنبع تلك الكلمات من الإمام الحسين (ع) ولو من باب لسان الحال الذي ينقله خطباء المنابر فلو تصفحنا دعاء الإمام الحسين (ع) يوم عرفة لاستشعرنا كم كانت حقيقة التوحيد متأصلة في أعماقه (ع)، وماكانت إنطلاقة الخلود والسير في درب الشهادة إلاّ مصداقاً لحالة العشق التي كانت تسري في دمه الطاهر (ماذا وَجَدَ مَنْ فَقَدَكَ، وَمَا الَّذي فَقَدَ مَنْ وَجَدَكَ، لَقَدْ خابَ مَنْ رَضِىَ دُونَكَ بَدَلاً، وَلَقَدْ خَسِرَ مَنْ بَغى عَنْكَ مُتَحَوِّلاً .. )
    فمن صحراء القداسة إلى صحراء الشهادة كانت حكاية الخلود تتجلى في كعبة العاشقين ..




  2. #2
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: June-2018
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 31,258 المواضيع: 298
    التقييم: 26268
    احسنتِ النشر

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال