نثرتنا الدُّروبُ
على قارعاتِ الرَّملِ
فُرادى ..
يستفردُ بنا الضَّيمُ
ويسحلُ تطلُّعاتِ روحِنا
ويدكُّ قلوبَنا باليباسِ
الهواءُ يعبثُ بارتحالِنا
كأوراقِ الصَّدى
ننادي على أخوةِ السَّرابِ
على أصدقاءِ الوَهمِ
يطالعُنا أزدراءُ التَّصحُّرِ
وجلفُ الماءِ
يُغدِقُ في فمنا كثبانَ المرارةِ
أسودٌ وجهُكَ يا ضوءُ
الأرضُ أفعى تطاردُ تعثُّرَنا
وفي السَّماءِ تتزاحمُ المشانقُ
فأينَ نتَّجهُ ؟!
والنَّدى يُصَوِّبُ نحوَنا المقابرَ
والنَّسمةُ مدجَّجةٌ بالبارودِ
والسَّحابُ يتوعَّدُنا بأنفجارٍ مباغتٍ
نركضُ صوبَ اللهِ
الجهاتُ تنصبُ لنا المكامنَ
نتَّجهُ نحوَ البحرِ
تتسابقُ نحوَنا الحيتانُ
الرَّصاصُ ينامُ داخلَ أجسادِنا
يستريحُ من عِبْءِ التَّنقُّلِ
والاختناقُ يختبئُ في حناجرِنا
والموتُ ..
هذا الماكرُ الخبيثُ
دائماً
يخرجُ علينا من جيوبِنا
هذا الكونُ مصيدةٌ
لكلِّ مواطنٍ سوريٍّ أعزل
هذا العالمُ جهنَّمٌ
على مَن يتلمَّس أجنحتَهُ
حضارتُنا تزدهرُ بالتوحُّشِ
كلُّ الدِّياناتِ قيدَ الاعتقالِ
والفكرُ في إجازةٍ
إنَّما الأخلاقُ مرميَّةٌ
في جوفِ مزبلةٍ
تودِّعنا الرِّيحُ
يشيُّعنا الظَّلامُ
وترثينا العناكبُ
والقصيدةُ تشعلُ دمعتَها
لا أحدَ يااللهُ
يهتمّ بمصيرِ سوريَّةَ
وكأنَّ النَّهارَ
لم ينبتْ من أراضينا !!
وكأنَّ المطرَ
لم تشرب من دفاترِنا !!
هم لا يدركونَ
من أينَ ستبدأ القيامةُ *
مصطفى الحاج حسين .