النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

شرح دعاء اليوم الحادي عشر من ايام شهر رمضان المبارك

الزوار من محركات البحث: 10 المشاهدات : 644 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2010
    الدولة: العراق
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 3,209 المواضيع: 396
    التقييم: 420
    مزاجي: متفائل
    المهنة: خريج كلية التربية قسم التاريخ والآن طالب
    موبايلي: Galaxy Duos
    آخر نشاط: 25/February/2021
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى امير النحل
    مقالات المدونة: 19

    شرح دعاء اليوم الحادي عشر من ايام شهر رمضان المبارك

    دعاء اليوم : الحادي عشر

    (
    اَللّـهُمَّ !.. حَبِّبْ اِلَيَّ فيهِ الإحسان ، وَكَرِّهْ إلَيَّ فيهِ الْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ ، وَحَرِّمْ عَلَيَّ فيهِ السَّخَطَ وَالنّيرانَ ، بِعَوْنِكَ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ !).
    من المناسب في الأدعية التي تبتدئ بكلمة (اللهم) ، أن يقف الإنسان قليلاً ، لاستحضار حالة الخطاب الإلهي.. فلو أن إنساناً على موعد هام مع شخصية مهمة - مثلاً : وزير ، أو أمير - ؛ فإنه كم من الاستعداد النفسي والبدني والظاهري يعده لهذا اللقاء !.. إن الدعاء له آداب.. فالذي يريد أن يدعو ، فليجلس على مصلاه -جلسة العبيد- مؤدباً ، ومستقبلاً القبلة ، ومتطيباً ، ومتطهراً ، لابساً أفضل الثياب ، ثم يقول : (اللهم) ، بتوجه ، ويدعو بما يريد..

    فينبغي علينا توقير الله عزوجل عند الدعاء ؛ لئلا ندخل في ضمن من يشملهم التأنيب الإلهي ، كما نلاحظ في بعض الآيات في القرآن الكريم ، حيث هناك تأنيب لاذع وقوي جداً ، منها قوله تعالى : {مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} ، وقوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ}.. وإن قرأ الإنسان كلمة (اللهم) لاهياً ، فالاقتراح : أن يكثر من الاستغفار ، لهذا الذي ارتكبه من سوء الأدب بين يدي الله عزوجل.

    - (اَللّـهُمَّ حَبِّبْ إِلَيَّ فيهِ الإحسان...) :
    يقول علماء النفس بأنه حتى تحصل حالة الحب عند الإنسان ، فإنه لابد من تحقق أمرين :
    الأول : تصور الشيء ورؤيته.. فالذي ليس له محبوب أو معشوق ، فليس له حب.. فلو أن شاباً لم تسمَ له امرأة ، أو هو لا يعلم امرأة في الوجود ، قد نشأ في بيئة كلها من الرجال -مثلاً- ، فإنه من الطبيعي أن لا يعيش حالة الحب ، لعدم وجود الموضوع ، أي لا يوجد شيء هناك في الخارج يمكن أن يحب..

    والثاني : التصديق بفائدته وبجدواه.. قد الإنسان يتصور شيئاً ، ويراه ؛ ولكن هذا الشيء ليس مما يُحب عنده ، فلا تحصل حالة الحب ؛ أو أنه لا يرى فيه فائدة ؛ ولهذا لا يحبه.

    إذن، إذا تصور الإنسان الشيء ، ورآه ، وتصور فائدته ؛ عندئذ يصبح انجذاب قهري بين النفس وبين ذلك الشيء المحبوب ، سواء كان محقاً في تصور الفائدة أو كان مبطلاً ، أي قد يرى الباطل على أنه نافع ، فيحب الباطل.. وكلما اشتد الاعتقاد بالشيء وتصور جدواه ، كلما اشتدت حالة الحب في النفس.. مثل : إنسان قد يحب خادمة ، لأنه يرى أن هذه الخادمة تيسر له أمر الطعام والشراب.. ولكن تارة يرى أنثى ، لا يرى فيها جهة التيسير المادي فحسب ، وإنما يرى فيها الأنس العميق ، ويرى أن سعادته في هذه الدنيا متوقفة على هذا الاقتران.. ولهذا يقع عشاق الهوى وطلاب الغرام فيما يقعون فيه ، إلى حد الانتحار أحياناً..

    وعليه، فإن الإنسان المؤمن يطبق هذه القاعدة على نفسه :
    أولاً : وجوده سبحانه وتعالى أجلى أنواع الوجود.. ولهذا في دعاء عرفة يقول إمامنا الحسين (ع) : عميت عين لا تراك !.. إن كل شيء يستمد وجوده منه سبحانه وتعالى.. وهذا الجمال الموجود في الطبيعة : بنباتها ، وبجمادها ، وببشرها ، وبطبيعتها... ؛ كله مستندة إلى صفة من صفات الله عزوجل ، وهي صفة الخالقية.. {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ}.. إذن، المؤمن يعتقد بهذه الحقيقة..

    وثانياً : الاعتقاد بنفعه.. أليس هو النافع ؟.. أليس هو بيده ملكوت كل شيء ؟.. أليس هو الذي يقول في كتابه : {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ} ؟.. يا طلاب المال ، والجاه ، والسعادة ، والأمن ، والاستقرار ، والعلم... ماذا تريدون ؟.. تريدون هذه الأمور ، توجهوا إلى من بيده خزائن ذلك الأمر !.. الذي يريد مالاً ، أو يريد جاهاً ، أو يريد استقراراً نفسياً... ، لماذا يذهب يميناً شمالاً ، ويبحث عن الباطل ، ليوصله إلى الحق ؟!.. حاشا وكلا !.. متى كان فاقد الشيء ، معطياً لذلك الشيء !..

    إذن، الذي يؤمن بالله عزوجل ، ويرى أنه القابض ، ويرى أنه الباسط ، ويرى أنه النافع ، ويرى أنه الضار ، ويرى أنه المبتلي والممتحن ؛ فمن الطبيعي أن تتحقق عنده حالة الحب هذه ، ولهذا يقول القرآن الكريم : {وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ}.. وحقيقةً، الآية قد تجاري الأذهان العامة.. وإلا فأي نسبة بين محبة الله عزوجل ، ومحبة ما سواه في الوجود !..

    وعليه، فإن الله عزوجل إذا تجلى للنفس ، وانقدحت حالة الحب ، عندئذ من الطبيعي أن يحب الإنسان الإحسان ، لأن هذا الإحسان يقربه إلى ذلك المحبوب.. ويتحول من إنسان عابد متاجر ، إلى إنسان عابد حر ، فلا يعبده خوفاً من نار ، ولا طمعاً في جنة.. عندما يقال بأنه قيس كان يمر على ديار ليلى ويقبل الجدار ، فهل كان طمعاً في مال ليلى ، أو خوفاً من عقابها ؟.. أبداً.. ذلك هو الحب.. يقول :
    أمر على الديار ديار ليلى -- أقبل ذا الجدار وذا الجدار
    وما حب الديار شغفن قلبي -- ولكن حب من سكن الديار
    الناس في الحب المجازي الباطل ، هكذا يتفانون.. ألا يحق للمؤمن أن يعاتب نفسه ؟!.. إما أنه مقصر ، أو شاك في الوجود ، أو شاك في الفائدة.. فعندما يجمع الاعتقاد بين الوجود والفائدة ؛ من الطبيعي جداً أن يحب كل أمر يحببه إلى ذلك المولى الأعظم !.

    ولهذا في سورة الدهر ، نرى أن الله عزوجل يصف أهل البيت بقوله : {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا}.. فعلي وفاطمة ، والحسن والحسين (ع) ، بل حتى خادمتهم التي تأثرت بهم ، هؤلاء يطعمون الطعام لوجه الله عزوجل ، لا يريدون جزاءً ولا شكورا ؛ لأنهم لا يرون سوى الله عزوجل.. غير الله وجوده كالعدم.. وإذا كان أصل وجوده كالعدم ، فكيف بآثار الوجود ؟!.. فإن الإنسان إذا وصل إلى هذه الدرجة : أنه لا يرى وزناً لمن أمامه ، فإنه لن يبالي بما وراء ذلك.. فما قيمة مدحه وشكره ، وعتابه ولومه ، ورضاه وغضبه ؟!.. أبداً ، هو لا يقيم وزناً لذلك ، في جنب الله عزوجل !.. {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}..

    نعم، (اَللّـهُمَّ حَبِّبْ إِلَيَّ فيهِ الإحسان) عبارة بسيطة ، ولكن تستبطن كل هذه المعاني !.

    - (وَحَرِّمْ عَلَيَّ فيهِ السَّخَطَ وَالنّيرانَ...) :
    أي: يا رب، اجعل حجاباً بيني وبين النار.. كما أن الخمر حرام على المؤمن ، فالمؤمن لا يقترب من الخمر.. اللهم !.. اجعل في عالم التكوبن النار محرمة علي ، بحيث أنه لا يُتوقَع في يوم من الأيام أنه أعيش في هذه النار ، لأنها محرمة.. لا سنخية بين المؤمن والخمرة ، ولا سنخية بين المؤمن والنار.. لأن النار أثر غضب الله عزوجل ، والمؤمن لا يمكن أن يرتكب ما يغضب الله سبحانه وتعالى.

    <font size="4"><b> %

  2. #2
    صديق مؤسس
    صاحبة الامتياز
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: البصرة
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 27,178 المواضيع: 3,882
    صوتيات: 103 سوالف عراقية: 65
    التقييم: 5826
    مزاجي: هادئة
    أكلتي المفضلة: مسوية رجيم
    موبايلي: Iphon 6 plus
    آخر نشاط: 5/August/2024
    مقالات المدونة: 77
    ابو الحسن تعودنا منك على هذه الشروحات لادعية ايام رمضان تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال اخي الكريم

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال