"كم نقول، على كم الزين، من يسوم".. هكذا تتعالى أصوات الدلالين، وتتطاير الأرقام مع شروق شمس يوم جديد، وبعد دقائق الفجر الأولى، يبدأ المزاد في واحد من أكبر أسواق العالم المتخصصة بالتمور في مدينة #بريدة، التي يرد إليها إنتاج 8 ملايين نخلة متنوعة، هي جملة ما تمتلكه القصيم من نخيل التمر.
الساعة الخامسة فجراً، تتعالى أصوات #الدلالين، معلنين بداية #المزادات_الخاصة_بالتمور ، لتبدأ المساومة عليها من قبل تجار التمر من السعودية وبعض الدول الخليجية.
إبراهيم الغيث
وفي كل صباح يقف إبراهيم الغيث ورفيق دربه سلمان السلوم، مع أكثر من 400 شاب سعودي حول شاحنات محملة بالتمر، اصطفت من منتصف الليل لتنتظر دورها، ويقف معها أحد الدلالين منادياً بفتح المزاد.
المزادات الصباحية
تعد الطريقة التي يقوم بها إبراهيم ورفاقه هي الطريقة التقليدية التي عرفها وتوارثوها منذ القدم، حيث نقلها الكبار للصغار. "العربية.نت" تجولت في سوق التمور على مدى خمسة أيام، حيث تبدأ الأصوات تعلو بعد صلاة الفجر، ويستخدم الشباب عبارات افتتاحية معلنين بداية البيع، وخلال دقائق معدودة تُنهى الصفقة لصالح أحد المشترين.
ويقول إبراهيم الغيث: "عادة المزادات يتحكم بسعرها جودة البضاعة وحضور المشترين، فلا الجودة تكفي، ولا الحضور كافٍ للبيع، فهما عنصران مهمان، كما تصل نسبة الدلال إلى 7 في المئة من قيمة الصفقة، وتختلف من حمولة إلى أخرى".
ويبين الغيث أن الوقت الذي يقضيه الدلال مصوتاً على بضاعة قد لا يستغرق دقيقة، وقد يستمر خمس دقائق، وكلما باع الدلال بقيمة أكبر كانت العمولة أكبر، وبالتالي الدلال يهمه أن تباع السلعة بأعلى سعر، وهو حق مفتوح للجميع.
وبين الغيث أن "السلوم والغيث" هو اتفاق من شباب كوّنوا هذا العمل الذي اندرج تحته مئات الشباب في عمل موسمي وغير موسمي، وهم يسعون للتطوير وجعل هذا العمل بشكل دائم.
وأشار إلى امتداح أمير القصيم خلال زيارته لمهرجان التمور قبل أسبوع بما يقدمونه من خدمة للشباب، حيث يتبنى السلوم والغيث مجموعة من الشباب الذين ينوون دخول هذا العمل، ويتم تأهيلهم عبر أكاديمية مصغرة للتجارة في بيع وشراء التمور، يعمل عليها مجموعة من الخبراء في البيع والشراء.