النتائج 1 إلى 7 من 7
الموضوع:

العقول العراقية"طماطة" السياسين

الزوار من محركات البحث: 3 المشاهدات : 259 الردود: 6
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق مشارك
    ابو جعفر الحسيني
    تاريخ التسجيل: December-2015
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 93 المواضيع: 83
    التقييم: 121
    مزاجي: جيد
    أكلتي المفضلة: السمك
    موبايلي: Iphone6
    آخر نشاط: 29/July/2020
    مقالات المدونة: 7

    العقول العراقية"طماطة" السياسين

    العقول العراقية طماطة السياسين .
    رحمن الفياض.

    يعتبر الدكتور فائق شاكر، تغمده الباري برحمته ( 1891م - 1962 م ) من ظرفاء بغداد، وهو طبيب عيون عاصر العهد الملكي في العراق، وكان من المقربين من رجال الحكم آنذاك ، وقد تقلد عدة مناصب حكومية وكانت بعيدة كل البعد عن اختصاصه كطبيب عيون.
    تارة يصبح اميناً للعاصمة، وأخرى مديراً للبريد والبرق، ومرة مديراً للمطار المدني أو السجون أو متصرفاً وهكذا.
    كتب الكثير من المواضيع الطريفة, ومما كتبه عن نفسه قال :- كنت في زيارة عمل الى احدى الدول الأوربية، عندما أرسلت وزارة الصحة العراقية برقية تطلب فيها مني، حضور مؤتمر طبي هناك ممثلاً عنها، " اذ ليس من السهل أرسال طبيب آخر والمؤتمر على وشك الأنعقاد " وفي اليوم المحدد حضرت الى مكان المؤتمر، لكنني فوجئت ان المؤتمر عبارة عن ورشة عمل حول الامراض العقلية، ومرض الشيزوفرينيا بالذات، تلقى فيها محاضرات حول المرض والمستجدات في مجال العلاج.
    كذلك يتم احضار بعض المرضى الى القاعة، لدراسة حالاتهم ومدى استجابتهم للعلاج، لم يكن امامي الا ان اجلس في المكان المخصص لممثل العراق.

    بعد بضع دقائق جاءت طبيبة، وجلست الى جانبي، وبعد التعارف والمجاملات سألتني عن دراساتي وبحوثي في مجال الامراض العقلية عامة، ومرض الشيزوفرينيا خاصة، والبحث بصدد المستجدات في مجال علاجه، فاجبتها :- " في الحقيقة أنا طبيب عيون، وقد كلفت بحضور ورشة العمل هذه، من قبل وزارة الصحة ولا علاقة لي بالامراض العقلية والشيزوفرينيا خاصة" فنظرت اليَّ الطبيبة نظرة استغراب وتعجب وغيرت من لهجتها متسائلة : - وفي اية مؤسسة صحية تعمل الآن في العراق؟ فأجبتها : " أنا لا اعمل في أية مؤسسة صحية، أنا الآن مدير عام، دائرة السكك الحديد" فعادت وسألتني : - وقبلها اين كنت تعمل؟ فأجبت: - " كنت امينا للعاصمة بغداد اي ما يشبه العمدة عندكم" .
    ابتسمت الطبيبة ونهضت من مكانها، بهدوء وذهبت الى بعض المشرفين على ورشة العمل فجاءني احدهم متسائلاً : - عذراً ياسيدي، هل انت الدكتور فائق ممثل العراق ؟
    فأجبت : - " نعم ياسيدي .. هل هناك مشكلة؟"
    - كلا ولكن يبدو ان هناك التباساً او سوء فهم. فسألته: - "حول ماذا ياسيدي ؟"
    فأجاب: - ان الطبيبة التي كانت جالسة الى جوارك، تصورتك احد المرضى المصابين بالشيزوفرينيا، الذين أتينا بهم الى هنا، وقد احتل المقعد المخصص للعراق فأجبته ضاحكاً:
    "لا ياسيدي انا لست مصاباً بالشيزوفرينيا لكن الطبيبة على حق فيما قالت" ...
    فأجاب : كيف ؟ .. لكنني لم اجب فتركني وهو يضحك، طبيب عيون يشغل منصب مدير عام السكك الحديد يمثل العراق في ورشة عمل حول الشيزوفرينيا!

    لا غرابة في ان تاريخا حافلا، بكهذا شخصيات يتعرض لمثل هذه الهزات العنيفة, والتخبط الواضح في بناء البلد والنقص الكبير في تقديم الخدمات، والتراجع الملحوظ في شتى المجالات, قد يكون الدكتور فائق اعترف بأنه كان الطماطم التي تصلح لاي طبخة في القدر العراقي, وقد دون تلك المواقف في مذكراته ونشرها في الصحف، وكانت الغاية من تلك الكتابات أيصال رسالة لأصحاب القرار أن الرجل المناسب يجب أن يكون في المكان المناسب.

    على مدى عقود في تاريخنا المعاصر، والمأساة تتكرر نفسها, في توزيع المناصب في البلاد, فترة النظام الصدامي، كانت الأسوء بين تلك الفترات، فكانت السلطة بيد ازلام البعث، الذين يحكمون بعقلية رعاة الأغنام، ويديرون البلد بالنار والحديد.

    بعد سقوط النظام البائد، أستبشرنا خيرا بقدوم الكفائات، الى وطنهم بعدما تعرضوا للتهجير والتنكيل، في حقبة البعث الصدامي, لكننا فوجئنا وصدمنا بأن العراق، منجم للعقول وأصحاب الشهادات, يدار بعقلية أقل مايقال عنها أنها عقلية جاهلية.
    لم نشاهد الا ماندر أصحاب الأختصاصات؛ قد تولوا مناصب تتناسب وتحصيلهم العلمي والاكاديمي، وحتى أن قربوا فأنهم يكونوا في غير مكانهم المناسب، وبالتالي ضاع علينا الخيط والعصفور.

    هل يعاني ساستنا من الشيزوفرينا الأكاديمية؟
    الاف من الايفادات والدورات تقام لموظفي الدولة، في خارج البلاد ولكن معظمها تذهب لأناس لا علاقة لهم بأختصاصاتهم، فالذي يحكم هو الحزب او القربي او الدولار في تلك الايفادات, فمرض الأنفصام، لازال ساريا بالعقل السياسي العراقي ولقادة البلاد.

    هل سنرى البلاد تدار بالكفائات وأصحاب الأختصاص يوما؟..لا ضير من أن يكون متحزبا ولكن يجب ان يكون عمله للعراق اولا واخيرا.

    الفرصة الاخيرة بيد قادة البلاد, والحكومة المقبلة هي الاختبار الاخير لهم, ولا نريد أن نعيد تجربة الراحل الدكتور فائق.

  2. #2

  3. #3
    صديق مشارك
    نور المستقبل101
    تاريخ التسجيل: February-2015
    الدولة: بغداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 103 المواضيع: 15
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 100
    مزاجي: كهذه الرواية التي بين يديَّ
    المهنة: كيميائية
    أكلتي المفضلة: الكتب والروايات
    آخر نشاط: 17/November/2019
    مقالات المدونة: 7
    السلام عليكم ، شكوو ماكوو
    شنو هالابداع عيوني
    هاذ التعليق حتى بعدين ارجع أقرأ الموضوع
    لأنه ضمن اهتماماتي الشخصية
    كل الشكر ع الموضوع اللطيف
    بالتوفيق

  4. #4
    صديق نشيط
    تاريخ التسجيل: August-2018
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 291 المواضيع: 5
    التقييم: 134
    آخر نشاط: 5/August/2021
    شكرا لك

  5. #5
    من المشرفين القدامى
    سَرمَديّة
    تاريخ التسجيل: August-2014
    الدولة: بغداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 32,329 المواضيع: 2,167
    صوتيات: 152 سوالف عراقية: 98
    التقييم: 11949
    مزاجي: الحمدلله ، جيد
    المهنة: legal
    أكلتي المفضلة: دولمة
    آخر نشاط: منذ 3 يوم
    مقالات المدونة: 19
    شكرا جزيلاً
    ع التقرير

  6. #6
    صديق جديد
    علاء الشاعر وكلي مش
    تاريخ التسجيل: August-2018
    الدولة: العراق
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 18 المواضيع: 2
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 3
    مزاجي: متفائل
    أكلتي المفضلة: فلافل
    موبايلي: كلاكسي 8
    آخر نشاط: 13/January/2020
    عاشت الايادي موضوع راقي فعلا هذا مانعاني منه في الوقت الحاضر

  7. #7
    من المشرفين القدامى
    بياض الثلج
    تاريخ التسجيل: September-2016
    الدولة: ❤ In his heart ❤
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 17,452 المواضيع: 7,913
    صوتيات: 7 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 9612
    مزاجي: ماشي الحال
    المهنة: موظفة
    أكلتي المفضلة: تشريب احمر
    موبايلي: نوكيا5
    آخر نشاط: 23/May/2020
    شكرا جزيلا على الموضوع القيم

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال