كيف تتخطى اضطراب القلق الاجتماعي؟
هل تجد نفسك خائفاً أو غير مرتاح كلما تخيلت نفسك في وضع اجتماعي؟ هل يتعرق كفيك وتضعف ركبتيك كلما تحدث إليك شخص لا تعرفه؟
في هذه الحالة يا صديقي، من الممكن أن تكون من المتعرضين لاضطراب القلق الإجتماعي.
ما هو اضطراب القلق الإجتماعي؟
إضطراب القلق الإجتماعي هو خوف من الإنطباع السلبي الذي قد يأخذه الآخرون عنك، و الخوف من عدم تقبل الآخر لك بسبب ما سيصدر عنك من كلام أو فعل، أو لشعورك أنك أقل شأناً أو غير مؤهل بشكل ما، أو قلقك من رفص الآخر لك بسبب ماهيتك. بكل الأحوال لا يجب على أي شخص أن يظل قيد هذه الأحاسيس.
في حال توافق ما ذكرناه سابقاً معك، اعلم قبل كل شيء أنك لست وحدك في هذا الأمر، فالعديد من الأشخاص يواجهون حالات إضطراب القلق الإجتماعي يومياً، بل في الواقع يعتبر هذا النوع من القلق من أكثر الأمراض النفسية إنتشاراً في الولايات المتحدة الأمريكية و الذي يتعرض له أكثر من 40 مليون مراهق وراشد، ويعد من الأسباب التي تجعل أغلبنا يفكر في أسوأ سيناريو محتمل في كل حالة من الحالات التي قد نواجهها. من المرجح أنك مررت بهذا الأمر كذلك، عندما راودتك أفكار مثل “يا إلهي، ماذا لو أن كل شيء لم يسر على ما يرام؟”، “لا شك أنني سأتفوه بشيء سيجعل الجميع يتفادى الحديث معي مجدداً” ، “الجميع حقق أكثر مما قمت بتحقيقه / الجميع أفضل مني “، أو “ماذا لو أخفقت في كل شيء؟”
كيف بإمكانك تخطيه؟
كل ما عليك القيام به هو الإسترخاء، خد نفساً عميقاً وارفع رأسك لأن كل شيء سيكون على ما يرام، الخوف ما هو إلا شعور ناتج عن الأفكار التي تدور في ذهنك كتلك السيناريوهات السيئة المحتملة، والتي تشغل أفكارك بشكل دائم.
ببساطة، بمجرد إدراكك أن هذه ما هي إلا وساوس، وبمجرد أن تقرر التفكير بشكل إيجابي “كل شيء سيكون على ما يرام”، يعد بحد ذاته فوز عظيم حققته أمام الخوف، وهو أول خطوة من أجل التغلب على اضطراب القلق الاجتماعي الذي يلازمك.
سواء كنت على وشك القيام بتقديم عرض أمام زملائك في الفصل أو العمل، أو ترغب في الحديث إلى شخص أنت معجب به، القلق دائماً ما سيجد طريقه ليهمس في أذنك، ولكن الحيلة كامنة في إيمانك أنه ليس بإمكان أي أحد منعك من القيام بما ترغب به، فأنت تملك القوة للتغلب على الخوف المبني على الأفكار السلبية، والتركيز على الأفكار التي تمنحك الإحساس بأنك تملك زمام الأمور.
تبعات اضطراب القلق الإجتماعي
لا تعطي اضطراب القلق الإجتماعي فرصة التحكم بك، فهو ليس مجرد عبء يثقل مشاعرك، إنما حالة تستنزفك جسدياً لتشعرك بقلق دائم. في بعض الأحيان يكون القلق إيجابياً عندما يجعلك أكثر حذراً ويساعدك على التخطيط أكثر لما هو قادم، ولكن الخضوع لاضطراب القلق الإجتماعي غالباً ما ينتهي بالندم.
تلك الوخزة التي تحس بها في صدرك عندما تتساءل عما منعك من فعل أو قول ما كنت ترغب به، تترجم سؤال: “ما الذي كان سيحدث حينها؟”.
ربما أنا لست خبيرةً في هذا الأمر، فأنا لازلت طالبةً أمامي الكثير لتعلمه قبل أن أصبح مؤهلةً لإعطاء النصائح للناس، ومع ذلك، بصفتي شخص يعيش اضطراب القلق الاجتماعي كل يوم، بإمكاني أن أقول لك بصفة شخصية أنه عندما تعطي نفسك الفرصة للمضي قدماً ومنع هذا النوع من القلق بالتحكم بك، ستتحرر لدرجة رائعة لا توصف !
لكل من قام بقراءة ما سبق، أهديه هذه الهدية الصغيرة:
“كل شيئ سيكون على ما يرام في نهاية المطاف، وإن لم يكن الأمر على ما يرام، فاعلم أنها ليست النهاية بعد”