بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
يتقرب به إلى الله إلا ذكره مولانا الإمام الحسين عليه السلام. فيقطع هذا الدعاء على الحاج الواقف الباكي كل علاقته بالدنياويدخله في عالم الربوبية بمعية مولاه الحسين عليه، فيصير حاجًا بكل كليته وجواره.فمن الأسرار التي ذكرها الإمام في هذا الدعاء: اللطائف والمعارف العرفان هو لطائف نورانية تُقذف في القلوب المؤمنة، ومن هذه اللفتات الرفيقة في دعاء الإمام الحسين: (( إلهي، هذا ذُلي ظاهرٌ بينَ يديكَ ، وهذا حالي لا يخفى عليكَ، منكَ أطلُبُ الوصولَ إليك، وبكَ أستدلعليك، فاهْدني بنوركَ إليكَ...)) ثم يقول((..أنت الذي أشْرقتَ الأنوارَ في قلوبأوليائكَ حتى عرفوكَ ووحدوك، وأنتَ الذي أزلتَ الأغبارَ عنْ قلوب أحبائكَ حتى لميُحبوا سواكَ...)) تأمل وانتش بهذه العبارات النوارنية، وهذه الكلمات المضيئة،واشرحها في نفسك ونور بها قلبك. وأما قوله "عليه السلام": (( الهى تَرَددي فى الآثار يُوجبُ بُعْدَ الْمَزار فَاجْمَعْني عَلَيْكَ بخدْمَةٍ تُوصلُنيالَيْكَ كَيْفَ يُسْتَدَل عَلَيْكَ بما هُوَ فى وُجُوده مُفْتَقرٌ الَيْكَ أٓيٓكُونُ لغَيْركَ منَ الظهُور ما لَيْسَ لَكَ حَتى يَكُونَ هُوَ الْمُظْهرَ لَكَمَتى غبْتَ حَتى تَحْتاجَ إلى دَليلٍ يَدُل عَليْكَ وَمَتى بَعُدْتَ حَتى تَكُونَ الآثارُ هي التي تُوصلُ الَيْكَ عَميَتْ عَيْنٌ لا تَراكَ عَلَيْه رَقيباًوَخَسرَتْ صَفْقَةُ عَبْدٍ لَمْ تَجْعَلْ لَهُ منْ حُبكَ نَصيبًا)). بهذه العبارةأخرج مولانا الإمام الحسين عليه السلام عباد الله من عبادة الفاني إلى عبادة اللهالباقي وبها صار الحب والقرب والوصال والخدمة والفناء والبقاء. فيستحيل مطلقًا توحيد الله ومعرفته تمام المعرفة إلا بدعاء عرفة لمولانا الحسين عليه السلام حيث التوحيدوالعبودية والمعرفة قائمة ومتحدة ومنسجمة بلسان الإنسان العارف الكامل الإلهي...