كيف تتشكل حصى المرارة و متى يجب التدخل جراحيا؟
المرارة هي هيكل أجوف، يقع على الجانب الأيمن من البطن أسفل الكبد، و تعدّ وظيفتها الأساسية هي تخزين و تركيز العصارة الصفراوية، التي تساعد في عملية الهضم، و تحتوي المرارة الصحيحة على كميات متوازنة من الأحماض الصفراوية و الكوليسترول، و لكن في حالات ارتفاع الكوليسترول تتكوّن حصى المرارة، ما يتسبّب في حدوث التهاب حاد في المرارة وجدرانها وهو ما يسمى “التهاب المرارة الحصوي الحاد”، و هو من الالتهابات الأكثر شيوعاً، حيث يمثل نسبة 90% من حالات التهاب المرارة.
يقول الدكتور يحيى محمد، استشاري الكبد و الجهاز الهضمي: التهابات المرارة من الإصابات الشائعة و التي يسهل علاجها و لا تشكّل في الغالب أي خطورة على المريض، حتى في حال التدخل الجراحي لاستئصالها.
مشيراً إلى أنّ الأفراد الأكثر عرضة للإصابة بالتهابات المرارة هم المتقدمين في العمر. لافتاً إلى أنّه من الممكن الإصابة بها في السن الصغيرة فوق العشرين، في حال اتباع أنظمة غذائية غير صحية كالوجبات الجاهزة التي تعتمد على الدهون المشبعة، كذلك من يعانون من الوزن المرتفع. موضحاً أنّ زيادة الوزن تتسبّب في زيادة الكوليسترول ومن ثم نقصان تقلّصات وتفريغ المرارة؛ ما يساهم في تكوين الحصوات.
النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بالتهابات المرارة؛ نظراً لنشاط هرمون الأستروجين لدى المرأة و الذي يزيد من الكوليسترول في الصفراء و من ثم يزيد من احتمال تكون الحصوات المرارية.
أما عن أعراض الإصابة بالتهابات المرارة فأوضح استشاري الكبد و الجهاز الهضمي أنّها تتمثّل في:
– الشعور بألم في الربع العلوي من الجانب الأيمن للبطن.
– ارتفاع طفيف في درجة الحرارة و مغص متكرر.
– صعوبة الهضم و خاصة للأطعمة الدهنية.
– وجود غازات كثيرة أكثر من الطبيعي. الرغبة في التقيؤ و الشعور بالغثيان .
و أكد د.محمد أنّ الكشف بالموجات فوق الصوتية على البطن و المنظار الداخلي عن طريق أنبوب مرن يدخل عن طريق الفم يعدّ أفضل الطرق الطبية لاستكشاف حصوات المرارة و تحديد العلاج المناسب لها ناصحاً بأهمية الاستشارة الدورية للطبيب من أجل العلاج المبكّر .
و كذلك الالتزام بأهم سُبل الوقاية لتجنّب التهابات المرارة و التي تتمثّل في:
– تقليل تناول الأطعمة الدسمة الغنية بالدهون.
– تقليل الوزن و الحرص على ممارسة التمرينات الرياضية.
– الإكثار من تناول السوائل و شرب المياه بكميات كبيرة.
– الإكثار من الأطعمة الغنية بالألياف كالخضروات و الفاكهة.
حصى المرارة
توجد عند الكثير من الناس حصى في المرارة، لكنها ليست خطيرة دائما. نتعرف على كيفية تشكل الحصى، و متى تصبح مضرة بشكل يستدعي التدخل الجراحي.
تؤدي المرارة وظيفة مهمة في الجسم وتعمل على تسريع هضم الدهون. وتنتج المرارة يوميا أكثر من نصف لتر من السائل (عصارة المرارة التي تسمى أيضا الصفراء)، كما يقول فرانك لاميرت مدير قسم الباطنية في المستشفى الجامعي لمستشفى هومبورغ في ولاية سارلاند الألمانية. و تتكون عصارة المرارة من الماء بشكل رئيسي إضافة إلى الكولسترول والكلس والخضاب. وإذا اختل توازن هذه المواد في عصارة المرارة تتكون حصى صلبة من الكولسترول. ويقدر الخبراء أن حوالي 15 إلى 20 بالمائة من سكان العالم لديهم حصى في المرارة.
الحصى لا تسبب المشاكل أو الآلام بالضرورة. و”75 بالمائة من المصابين لا يعرفون بأنهم يحملون الحصى في مرارتهم”، كما يؤكد الطبيب لاميرت. وت شكل الحصى خطرا في حالة مرورها في القنوات الصفراوية للمرارة. و قد تسبب حينئذ التهابات في القنوات أو التهاب للبنكرياس، كما يقول لاميرت. وعدم معالجتها يسبب تسمما و خللا في عمل الكلية و مرض الاصفرار.
أشار لاميرت إلى أن زيادة الوزن وقلة الحركة تساعد على تكون الحصى في المرارة. وأن 25 بالمائة من حالات الإصابة تعود إلى الجينات بسبب وراثة الحالة من الأقرباء. بالإضافة إلى أن من يفقد الوزن بصورة سريعة ومن ثم يزداد وزنه من جديد يكون مرشحا بصورة اكبر للإصابة بحصى في المرارة. يعتقد كذلك أن النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بحصى في المرارة، وخاصة أن 5 بالمائة من الحوامل تتكون لديهن حصى في المرارة.
يمكن التعرف على وجود حصى في المرارة عبر الآلام الناتجة عنها في أعلى البطن والشعور بالشبع و الإعياء المستمر، كما تقول الصيدلانية أورسولا سيلربيرغ، نائبة المتحدث باسم جمعيات الصيدلانيين في ألمانيا.
أما الوقاية من آلام ومشاكل الحصى فتكون غالبا عبر تدخل جراحي. و ذكرت مؤسسة أغوا الألمانية البحثية أنه تجرى في ألمانيا 175 ألف عملية لإزالة الحصى كل عام، كما ذكر موقع “شبيغل” الألماني. لكن الحصى يمكن أن تتكون من جديد في المرارة. و يمكن معالجة الحصى أيضا عبر بعض الأدوية، لكنها تستغرق عدة أشهر أو أعوام و لا تنفع إلا ضد الحصيات الصغيرة، كما أشارت الصيدلانية سيلربيرغ.
المصدر :