( ألف عام من الصلاة ) سمرا عنجريني/ سورية




الشمسُ تَغْرُبُ على اسطنبول ، مثل كلّ المساءات في ساعة الذروة ،كنت أقلِّب صفحات رواية فرنسية برفقة موسيقى الروح فأتحول لسنونوة تحلِّق في كل اتجاه
تريدُ أن تفهم سر اهتزاز الشجر في عناق الريح للمطر ،وهذا القمر العالي كيف يتوالد من ضجر..
عندما اهتز " موبايلي " لرسالة من صديق
( اكتبي صديقتي عن وطني ، أنا من اليمن
الغير سعيد ")
كلمات أرسلها بحرقة قلب أبكتني ، الشمسُ غابت لم أعرف أين ، دخلتُ نفقاً جدرانه صمَّاء ، وأنا أعيد قراءة الكلمات ،حيرة أدمت أصابعي ، مزقتني ، طائر مهاجر حملني على متن جناحيه كأنه ملاك
أسقطني على غصن شجرة بنّ شامخة تشكو قلة الماء ، رأيت اجداثاً تائهة تحملُ السلاحَ بلا اتزان، ماضيها تاريخ امتطته الريح ، آثار نُهبَتْ بلا تصريح ، حاضرها ألغام فتَّتت الضمير ، مستقبلها "عاصفة الحزم" لايعرف لها غد ولا توضيح
استقبلتني وجوه طيبة مشروخة، وبطون أطفال منتفخة ، أدوية لاتصل ، وهلال أحمر متقّد ، شفاه تقرأ " القرآن " بصوت منخفض كلما وصلت سورة " قريش " ترتعد ..
عمَّ أكتب ياصديقي ..!!!
إرث أبجديتي قاس ،حبري أحفاد تلد كل يوم مع اشراقة فجر زاهي ، كلما غمست قلمي فيه يهمس وينادي.." اللهم لانسألك رد القضاء ، لكننا نسألك اللطف فيه "
ألف عام من الصلاة وأوطاننا العربية مجرد خريطة بلا هوية ، عصا ومعتقل وتنكيل ، وتقارير غبية ، فيا صديقي كلنّا " يمن " غير سعيد ...
في فنجان هذا الأحد كانت " ريبانزل " تلقي بشعرها الطويل إلى بحيرة التماسيح ..
ليصعد عليه " طارق بن زياد" ويعيد فتح " غرناطة " من جديد ..
جرسُ كنيسة الأحد تَرافَقَ بقوة مع صوت المؤذن ، رنَّ جرس في داخلي..
فعدتْ...!!!!
----------------

اسطنبول