سلم الوعي أو (مقياس هاوكنز للوعي)
جميعاً، نحن نتشارك فكرة نمو الوعي وارتقاءه وهو ما نسعى إليه دائماً، أو نصف به أناساً بعينهم كونهم على مستوى معين من الوعي, لكن هل للوعي مستويات حقاً؟, هل يمكن أن يقاس الوعي بوحدة قياس محددة وثابتة؟، أين نحن من هذا المقياس وأين تكون مجتمعاتنا من درجات الوعي الجمعي؟
في هذا المقال البسيط نختصر موضوعاً غاية في الأهمية التي يجب أن يحظى بمعرفته كل إنسان. دعونا نحاول أن نتحدث بإيجاز عن مقياس الوعي لهاوكنز, بالرغم من أن المقال طويل نسبياً لكننا نرجو إكماله نظراً لمّا له من أهمية تعني كل إنسان في هذا الكوكب الواسع.
- مقياس الوعي لهاوكينز (Hawkins Consciousness Scale)
هو وحدة قياس ابتكرها العالم والباحث النفساني «ديفيد هاوكينز David Hawkins» في منتصف القرن الماضي والذي يرى أن لكل إنسان درجة معينة من الوعي تختلف على الآخر, قام هاوكنز بدراسة الوعي وقسم درجات الوعي من 0 إلى 100 الصفر هي حالة اللاوعي بينما الألف هو أقصى حدود الوعي. هاونكنز يرى أن الأفراد الذين تكون درجة وعيهم من 20 إلى 200 هم أناس يقعون في السلبية والمعاناة وهم يشكلون نسبة 78% من التعداد للناس. بينما من 200 إلى أعلى في الدرجات هم الإيجابيون بشكل عام. نحن نتشارك شيء من كل هذا أو بعضه، لكن المقصود هنا ما يغلب على الشخص من سمات. لنحاول أن نتحدث بالتفصيل عن كل درجة من الأسفل إلى الأعلى على سلم هاوكنز.
- درجة 20 العار Shame:
العار خطير جداً، وهو قريب من الموت، ويمكن أن يوصف كحالة للانتحار الواعي، وتظهر حالة الشخص أكثر عندما لا يستطيع أن يأخذ خطوات باتجاه تعمير حياته، في العار يتمنى الشخص لو يعلق راسه في حبل المشنقة (يستأصل)، وان يكون بعيداً جداً، بحيث لا تراه أعين البشر. إنَّ العارَ شيءٌ مدمرٌ للصحة النفسية والعاطفية، ويجعل الشخص عرضة للأمراض الجسدية.
- درجة 30 التأنيب Guilt:
التأنيب يتجلى في مجموعة متنوعة من أشكال المشاعر، مثل الندم، إتهام النفس، وجميع سلسة أعراض الضحية، و حالة التأنيب اللاوعي ينتج عنها السلوك الانتحاري، الأمراض النفسية والتعرض للحوادث.
- درجة 50 الشفقة (اللامبالاة) Apathy:
يتميز هذا المستوى بالفقر، واليأس، وفقد الأمل، العالم والمستقبل قاتم في نظرة اللامبالاة أو الشفقة هي حالة من العجز، وهو للأسف ضحية، ويكون محتاج لكل شيء،
حاجته ليست للموارد فقط نظراً للموارد القليلة التي يملكها، بل أيضاً حاجته للطاقة التي يجب أن يستغلها لمّا هو متاح له، تؤدي حالته إلى الانتحار ما لم تتوفر له الرعاية الخارجية.
درجة 75 الأسى Grief:
هي مرحلة الحزن، الخسارة، الاتكال على الغير، الشخص الذي يعيش هذه الحياة يكون بحالة أسفٍ مستمرٍ واكتئاب، الأسى هو مستوى الحداد، الفجيعة والندم على الماضي،
هذا الشخص يرى الحزن في كل مكان.
- درجة 100 الخوف Fear:
من وجهة نظر هذا المستوى، فإن الشخص يرى العالمَ خطراً مليئاً بالفخاخ والتهديدات، بمجرد أن يركز الشخص على الخوف، فإن جميع الأحداث اللانهاية المقلقة في العالم ستغذي هذا الخوف، وبهذا يصبح الخوف هوساً ويأخذ أشكال كثيرة. يحد الخوف من نمو الشخصية ويؤدي إلى الكبت، ولأننا محتاجون طاقه أكثر للانتقال إلى مستوى أعلى فإن
الأشخاص المظلومين بهذا المستوى لا يستطيعون أن يصلوا إلى مستوى إلا بمساعدة أشخاص غيرهم.
- درجة 125 الرغبة (الشهوة) Desire:
الرغبة تطلب منا مجهود عظيم للوصول إلى الأهداف أو الحصول على المكافئات، الرغبة أو الشهوة هي مستوى الإدمان، حيث تصبح الرغبات حيها أهم من الحياة فسها، لهذا المستوى اتصال بالرغبات الملحة التي تؤدي للجشع، يستطيع من خلالها البدء في طريق الإنجازات، وبهذا تستطيع من هذا المستوى الانطلاق إلى مستويات وعي أعلى.
- درجة 150 الغضب Anger:
عندما تخرج الناس من مرحلة الشفقة والأسى والتغلب على الخوف كوسيلة للحياة، يبدؤون بالرغبات (أنا أريد)، وعند عدم الحصول على هذه الرغبات تحصل بعض الإحباطات
وهذا يؤدي إلى الغضب، وبالغالب يعبر عن الغضب بالسخط والانتقام لذلك فإن الحالة في هذا المستوى متقلبة وخطيرة، ولأن الغضب نابع من الإحباط، هذا يعني أنه مبني على
مستوى أقل منه في الطاقة. الإحباط ناتج من المبالغة في أهمية الرغبات، وبدوره الغضب يؤدي بسهولة إلى الكراهية، وبالطبع هذا يؤدي إلى تآكل مجالات حياة الفرد الأخرى.
- درجة 175 الكبرياء (الكبر أو الفخر) Pride:
بالرغم من إن طاقة هذا المستوى منخفضة، لكن الناس يشعرون بالسعادة عندما يصلون إلى هذا المستوى، الشخص في هذا المستوى ضعيف، ولا توجد عنده القدرة على الدفاع لأنه يعتمد على الظروف الخارجية التي من دونها من الممكن أن ينتقل إلى مستوى أقل. إن المغذي للكبرياء هو تضخم الأنا التي هي دائماً عرضة للهجوم، وبما إن
الكبرياء لها جانب سلبي متمثل بالغطرسة والإنكار فبالتأكيد هذه الخصائص ستعرقل من نمو الشخص في هذا المستوى.
- درجة 200 الشجاعة Courage:
عند مستوى 200 تظهر القوة، الشجاعة، هي منطقة الاستكشاف والإنجاز، والثبات، والتصميم، في المستويات الدنيا من الوعي يرى الناس العالم كمكان ميؤوس منه، حزين، مخيف أو مليء بالإحباطات، لكن على مستوى الشجاعة يرون الحياة على إنها مثيرة مليئة بالتحدي والتحفيز، في هذا المستوى من الوعي تكون هناك قدرة على المواجهة والتعامل مع الفرص المتاحة على نحو فعال مع الحياة. ومن ثم يصبح النمو والتعلم أهداف يمكن تحقيقها، والعقبات التي تواجه الأشخاص الذين يملكون وعي أقل من 200 تكون بمثابة المحفزات لأولئك الذين تطوروا إلى المستوى الأول من القوة ألا وهي الشجاعة: الناس في هذه المرحلة يعطون العالم من الطاقة على القدر الذي يأخذونه
تماماً، بعكس الأشخاص في المستويات الدنيا حيث أنهم يستنزفون طاقة أفراد المجتمع من غير إرجاعها، إن مستوى الوعي للبشرية ظل لقرون عديدة عند 190، ولكن الغريب
أن قفز البعض إلى 207 خلال العقد الماضي.
- درجة 250 الحياد أو المحايدة Neutrality:
تكون الطاقة في غاية الإيجابية عندما نصل إلى هذا المستوى المحايدة تسمح بأن يكون الإنسان أكثر مرونة، ويعيش في حالة عدم إصدار الأحكام، و يكون في تقييم واقعي للمشاكل. أن تكون محايد يعني ألّا تكون مرتبطاً بالنتائج، هذا المستوى هو مستوى الأمان، الناس في هذا المستوى من السهل التعامل معها ولا تخف من وجودها قربك لأنها غير مهتمة بالتنافس والصراعات، هؤلاء الناس مرتاحون نفسياً ويشعرون بالرضى، يعيشون في حالة عدم الحكم على الغير وبهذا لا يهتمون بالسيطرة على سلوك الآخرين.
- درجة 310 الاستعداد willingness:
هذا المستوى من الوعي من الممكن أن يكون مدخلاً للمستويات الأعلى، في المستوى السابق وهو المحايدة تتم الأعمال أو المهام على مستوى مرضى لكن في هذه المرحلة من الاستعداد يتم العمل بشكل جيد جداً، والنجاح بكل الجوانب بشكل عام. عند المستوى الأقل من 200 عادة ما يكون الناس تفكيرهم محدود، لكن عند مستوى 310 وهو مستوى الاستعداد يكون هناك اتساع عظيم في التفكير. في هذا المستوى يصبح الناس وديون اجتماعيون، بحيث يتبع لهذه الصفات النجاح. يحب الناس أيضاً في هذا المستوى تقديم المساعدة والمساهمة بما فيه خير للمجتمع. كما إنَّهم
على استعداد لمواجهة قضاياهم الداخلية، وليس لديهم حواجز للتعلم. ومع قدرتهم على التغلب على المحن، والاستفادة من التجارب فإنهم يميلون للتصحيح لأنفسهم، وهم بعيدو كل البعد عن الكبرياء، ويعترفون بعيوبهم ويتعلمون من الآخرين.
- درجة 350 القبول أو التقبل Acceptance:
في هذا المستوى هناك تحول كبير يحدث، مع الأخذ بعين الاعتبار بأن الشخص هو مصدر نفسه، وهو الذي يخلق تجارب حياته. جميع الناس الذين يعيشون في مستوى 200 يشعرون بالضعف، ويعتبرون أنفسهم ضحايا، وهذا ينبع من اعتقادهم بأن مصدر سعادتهم أو أسباب مشاكلهم ينبع من "مكان ما". في مرحلة القبول لا شيء غير أنفسنا يكون له القدرة بأن يجعنا سعداء، وكذلك الحب ليس شيئاً يُؤخذ أو يُعطى من أي شخص، لكن هو شيء ينبع من الداخل، القبول يسمح لنا بالانسجام مع الحياة، الفرد على هذا المستوى ليس مهتماً في تحديد الصواب أو الخطأ، ولكن بدلاً من ذلك هو
يفكر في حسم القضايا ومعرفة ما يمكن عمله حيال المشاكل. الأشخاص في هذا المستوى يقدمون الأهداف طويلة الأجل على الأهداف القصيرة الأجل، لديهم انضباط ذاتي وإتقان بارز.
- درجة 400 الحكمة Reason:
يرتفع مستوى الذكاء والعقلانية في هذا المستوى وذلك عندما يتجاوز الانفعال في المستويات المنخفضة، الحكمة هو مستوى المفكرين والعلماء والأطباء، بحيث تكون عندهم القدرة أكبر على التصور والتفهم، المعرفة والتعلم هي الهدف الرئيسي في هذا المستوى، لهذا هو مستوى جوائز نوبل، مستوى القضاة، مستوى آينشتاين وفرويد، والعديد من المفكرين في هذا العالم. إن أوجه القصور في هذا المستوى ينطوي على عدم المقدرة على التمييز بوضوح الفرق بين رمز هذا المستوى ولما يمثله هذا الرمز، حيث لا يعني وجود الشخص في هذا المستوى بأنه على طريق الصواب، وهنا تنتج كميات هائلة من المعلومات والوثائق، لكننها تفتقر القدرة على حل التناقضات في البيانات والاستنتاجات. مما يؤدي إلى مفارقات كبرى تمنع التوصل إلى مستويات أعلى
من الوعي.
- درجة 500 الحب أو المحبة Love:
مستوى الحب هنا ليس الحب الذي يظهر على شاشات التلفاز أو تعرضه وسائل الإعلام، بحيث عندما يحبط هذا الحب غالباً ما يكشف عن غضب ويتحول إلى كره، ونتائج الإحباط هذه لا تظهر مع الحب وإنما مع الكبرياء. الحب في هذا المستوى هو الحب اللامشروط، الغير متغير والدائم. والذي لا يتبدل على حسب الأوضاع الخارجية، الحب هنا هو حالة الوجود، هو التسامح والاهتمام، الحب هنا ليس منطلق من الفكر، وإنما نابع من القلب. الحب هنا يركز على الخير في الحياة بكل تعابيرها وخصوصاً تلك التي تزيد
من الإيجابية، هذا هو مستوى السعادة الحقيقية، فقط 4% من سكان العالم يعيشون في هذا المستوى من الوعي.
- درجة 540 البهجة أو السرور Joy:
يصبح الحب هنا غير مشروط أكثر وأكثر، يكون بمثابة تجربة جميلة للسرور أو الابتهاج الداخلي، ينبع الابتهاج من كل لحظة من وجودك وليس من أي مصدر آخر، المستوى 540 هو أيضاً مستوى الشفاء الروحاني الذاتي، وبهذا يكون من هذا المستوى وأعلى هو مستوى الروحانيين والمعالجين، حيث يكون لديهم قدرة هائلة من الصبر والاستمرار على المواقف الإيجابية في المواجهة وهي نتيجة ما يملكونه من طاقة رائعة. إنَّ الأشخاص الذين بلغوا هذا المستوى لديهم تأثير ملحوظ على الآخرين. يملكون السمات التي تجعلهم في حالة حب وسلام، أصحاب المستوى 500 وأعلى يرون العالم متسم بالجمال والتمام، بحيث يحصل كل شيء من خلال جهد متواصل، الوصول إلى هذا المستوى يستشعر من خلال القوة في تيسير الظواهر الخارجية المتوقعة وهي تعتبر
كمعجزة بالنسبة لمراقب عادي، المستويات 540 إلى 600 هي مستويات الطاقة العالية.
- درجة 600 السلام Peace:
مجال الطاقة هذا مرتبط بتحقيق الذات، وهو نادر جداً، حيث يصل تقريباً في 1 من كل مليون شخص بالعالم، عندما يصل شخص إلى هذا المستوى فإن الفروقات تتلاشى، الإدراك في مستوى 600 وأعلى يتدرج ببطء معتمد على الزمان والمكان لاشي ثابت، على الرغم من أن العالم هو عالم واحد بالنسبة للكل، ولكن نظرة الأشخاص في هذا المستوى من الوعي مختلفة، حيث أنهم يرون بأن العالم يعطيهم بشكل مستمر ومتدفق، ومع هذه الرؤيا يعيشون بحالة لا متناهية من الصمت والتي تنتهي بتكون فكرة، يكون المراقب ها بأفضل مستوياته، حيث يصل إلى أن يندمج مع ما يراقبه، كثير من حالات الإلهام والفن في هذا المستوى.
- درجة 700 إلى 1000 التنوير أو الاستشارة Enlightenment:
هذا هو مستوى العظماء في التاريخ الذين يتميزون بالحالة الروحانية العظيمة وهم معدودين، هذه هي مرحلة قوة الإلهام، هنا الشخص يملك من الطاقة ما يستطيع أن يؤثر فيها على مجموعة كبيرة من الناس، في هذا المستوى من الوعي لا تنفصل خبرة الشخص عن الآخرين، ولكن هناك اندماج كبير مع الكون، هذا المستوى هو قمة التطور في عالم الوعي البشري، في هذا المستوى يتخلص الشخص من الأنا يتحرر، ويعيش بحالة روحانية كاملة، بحيث يكون الجسد مجرد أداة يتم من خلاله التواصل، مرحلة التنوير هي أعلى مراحل الوعي التي سجلت، و أصحاب هذا المستوى هم الأفارتات Avatars.
منقول للامانة