.......... عزفٌ على قلبٍ منفرد .............
في وحشةِ الليل واليأسِ الذي فتكا
................ صَـــــبٌ تذكّــــر احبابــاً لــه فبكى
يشكو الى النجم اوجـاعاً تــؤرقـه
................ والمرءُ إن مسّه جمــرُ الفراق شـكا
بين الجوانح ــ والاهـاتُ شاهـــدةٌ ــ
............... قلبٌ ترى فيه للا حـــزان مــــعتركا
تباً لدهرٍٍ ، هـوى الشيطانِ معدنـُــه
.................. لكنّ ظاهــــرَه يبــــدو لنا ملَـــــكا
بيضٌ حبائلُـــه ،ســـودٌ شمائلُــــــه
.................. مباعـــدٌ عَنوةً مــــــاكان مشــتركا
مـفـرّقُ الجـمعِ ، اخّــــاذٌ لفــرحتهم
.................. غيــر الفجيعـة للاحــباب مـــاتركا
اين الاحبةُ من سمعي ومن بصري ؟
................ وا حرّ قلباه ،كلٌّ غــابَ او هــــــلكا
واين تلك الليالي البيض ؟اين مضت ؟
................ اين النجوم التي كانت لنا فـلَــــــــكا ؟
اين الوئام ؟وذاك الانس اين مـضى ؟
................. ايَّ الدروب هلالُ الانس قد ســـــلكا ؟
كـنّـا تـرانيمَ انـفاسٍ على وتـــــــــــرٍٍ
.................. من فوقنا قمــرٌ ،من نشـــوةٍ ضــحِكا
آهٍ مـــن الدهــر ، كم ازرى بإفئــــدة !
.................. أمــــامَ كلّ رفيفٍ ناصــبٌ شــــــركا
كم كوكـــبٍ في ســــماء الروح اطفأه
................... كم حرمــــةٍ لكـرامٍ ، ســـــادةٍ هتـكا !
كم مـــن دموعٍ كماءِ العطرِ قد سُفِحت
.................... كم مـــن دمٍٍ طاهرٍ فوق الثرى سُفكا
فلذاتُ اكبادنــــــــــــا ، ابناءُ جلْــــدتنا
.................... اصحابنا في الدنى ، قلبي ومـا ملكا !
بانوا وبان الشذا عن روضــــةٍ فذوت
..................... كانت وروداً فصــارت بعدها حَسَـكا
مِــنْ اين آتـي بهم والمـــــوتُ آخـذهم
..................... والبينُ ابـعـدهـم ،والجــسمُ قـد نُـهِـكا ؟
جلسـتُ عـــــــوداً بعمق الليل مـنـفـرداً
..................... وصـــــرتُ في قعره اقصاهـــمُ دركا
أرَدتُ استحضرُ الارواحَ مـــــــن وتــرٍٍ
..................... فما دنــــــا شـــــبحٌ مـني ولا مَسَــــكا
عبدالكريم القصاب