بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
كيف للتضاد أن يجتمعان في آن واحد؟
إنها فلسفة إمامية تحاور العقول الناضجة، النابعة من الفطرة السليمة، للبحث في الموجودات عن ما وراء الطبيعة(الميتافيزيقا).
كيف للفلسفة أن تمزج المفردات بالمتضادات؟
إنها الخليقة، في بطن الأرض!
بداية-
قد تكون مقدمة مزعجة المفردات، لكنها تهتف لخلاص الحياة. هذه فلسفة الحياة!
تساؤل-
تساؤلات طفل: من هو الله؟ لماذا أنا هنا؟ لماذا أملك هذا الكف الغريب بأصابع خمس؟
هذه التساؤلات ليست غريبة عنكم صحيح؟ و أنا كذلك، قمت بالسؤال عنها إلا أن ديننا الإسلامي يضع حدوداً واضحة في ملكية الكون لله سبحانه و تعالى، فنقف هنا..
إذن لماذا؟-
لماذا يحاربونا في حب أهل البيت عليهم السلام؟
كيف؟-
كيف لنا أن نقيم مأتماً للجواد عليه السلام بلا إنزعاج من هذا و ذاك؟
كيف لنا أن تخبرهم أنه هنا.. بيننا، نعزيه فيسمعنا، رحل و بقى..
لنفكر-
فكروا أيتها العقول الناضجة.. الساخطة بالأساطير الأولين، النابعة من زهد الحسين..
البداية من النهاية-
أثنى عشرة إماماً تركوا في نهاية حياتهم موتاً مفجعاً لا يقوى الفرسان أن يتخذوه سبيلاً لنهاية حياتهم، إنها بطولة و ملاحم عامرة بالقدسية و حب الرب سبحانه، سجن لسنوات.. ظلم وجور، قَتل في وسط المدينة وحيداً. كل هذه المظلومية لتقوم الأقوام القادمة بالحق، ويقولون البعض:”ماذا فعلوا أهل البيت عليهم السلام لكم؟”.
فماذا فعلنا؟-
نحن اتبعنا عقولنا ولم نتبع آلاف الكتب التي تكتب و تقول بالباطل. نحن نكترث لأمر الرسول-صلى الله عليه و آله وسلم-، فلم نكن قوماً يتبع الدين بمنهج آخر.
نطلع على الكتب، فنساومه مع الحقيقة، تجري عقولنا بما لا تشتهيه سفنهم!!!
حتى-
نرى الحقيقة بالبصر و ( البصيرة )!
قد تكون-
رؤية الحقيقة صعبة نوعاً ما، بحاجة إلى فلاسفة، بحاجة إلى فطرة صالحة.
هذا ما صنعه لنا أهل البيت.. أن نكون فلاسفة أقوامنا.
لا نصنع آلهة للشمس و لا للأرض و السماء، لا نملك إنليل و كي و غيرهم-آلهة بلاد الرافدين قديماً-.
نملك رباً واحداً..واقعاً..، نملك سيرة تتضح بها الدلائل و البراهين.
وهي-
أن جميع أهل البيت حاولوا القضاء على الظلم، و حاولوا صناعة ما لم يصنعه أيّ من الخليقة البشرية، و هذا ما كانوا يعتقدونه فلاسفة اليونان و الفلاسفة الشرق، كمثل (المدينة الفاضلة) التي أعتقد بها الفيلسوف اليوناني أفلاطون، وهذا ما صنع أئمتنا؛ مدينة فاضلة لمدرسة جعفرية نخضع لها، وبتربية خُلقية لا يخضع لها أي إنسان عادي.
ماذا يوجد في سيرتهم؟-
إن في سيرتهم فلسفة لا تفسرها أي عقول، إنهم صنعوا منا فلاسفة منهم، علمنا أن النور منهم(في دعاء الجامعة الكبير).
أتركوا عقولكم تمرح في فضاء التفكير بهم، وستجدون أن الله سبحانه غلف الحياة منهم.
من أين وصلنا لهذه الحقيقة؟-
لاشك أن الرسول صلى الله عليه و آله معصوماً عن الخطأ، وهذا عن الإجماع، فماذا في نسل المعصوم أن يكون؟
ماذا عن تربية المعصوم؟
ماذا عن اعتراف المعصوم أن لبقية أولاده من الإمام علي عليه السلام سيظهر أطهر نسل؟
ماذا عن المظلومية التي خاضوها؟
آلاف الأسئلة و آلاف الـ(ماذا) التي تحاور العقول و تبرهن أن من طهرهم خلاصة الحياة.
هذا ما نفكر به، و هذا ما يفكر فيه الفلاسفة فقط.
أنتم فلاسفة منهم..!